غداً بدء العام الدراسي في الأردن... أمل بانتظام حقيقي

23 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 18:51 (توقيت القدس)
عام دراسي جديد في الأردن، 1 سبتمبر 2021 (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يتوجه نحو مليون و600 ألف تلميذ إلى المدارس الحكومية في الأردن، بينما يلتحق حوالي 600 ألف تلميذ بالمدارس الخاصة ومدارس الأونروا، مع تحديات نقص الكتب والمعلمين.
- أكدت وزارة التربية والتعليم الأردنية استعدادها للعام الدراسي الجديد بتوظيف 5000 معلم جديد وتوزيع الكتب، وتوسيع بناء المدارس للتخلص من نظام الفترتين.
- شددت المتخصصة هبة أبو حليمة على أهمية جاهزية المدارس وتوفير الكتب والمعلمين، ودعت الأهالي لتجهيز أبنائهم نفسياً وأكاديمياً، مع التركيز على التغذية السليمة وتنظيم النوم.

ينطلق العام الدراسي في الأردن غداً الأحد، ويتوجه نحو مليون و600 ألف تلميذ وتلميذة إلى المدارس الحكومية في أنحاء المملكة، ويُتوقع أن يلتحق نحو 600 ألف تلميذ بالمدارس الخاصة وتلك التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

يقول محمد القيسي، وهو أب لتلاميذ في مدرسة حكومية، لـ"العربي الجديد": "نتمنى مع بداية العام الدراسي أن توفر وزارة التربية كل الكتب، وألّا يكون هناك نقص في المعلمين. نشعر بأن المستوى التعليمي للتلاميذ تراجع في السنوات الأخيرة، ويجب أن تراعي وزارة التربية التطورات التي تحدث في حياة التلاميذ، وأهمها أن الأطفال أصبحوا رهائن لأجهزة الهواتف الخليوية والألعاب الإلكترونية. نحتاج إلى ثورة حقيقية في مدارسنا تواكب التغيّر في الحياة".

وقالت عبير العبادي، وهي أم لطالبتَين في مدرسة حكومية، لـ"العربي الجديد": "يحدث غالباً نقص في بعض الكتب المدرسية، وأحياناً نقص في المعلمات والكوادر، إذ تحتاج بعض المدارس فترة طويلة لإكمال هيئاتها رغم أن الوزارة تحدد موعد بدء العام الجديد"، وتضيف: "اشتريت الملابس المدرسية والدفاتر والقرطاسية وباقي الاحتياجات. يصعب التعامل مع أجيال اليوم، ونتمنى أن تكون المدارس جاهزة كي يبدأ العام الجديد بانتظام حقيقي".

بدوره، قال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية، محمود حياصات، لـ"العربي الجديد": "أنهت الوزارة استعداداتها لاستقبال العام الجديد، وعدد التلاميذ المدارس الحكومية يناهز 1.6، وهذا رقم قابل للزيادة أو النقصان خصوصاً في حال انتقل تلاميذ من القطاع الخاص إلى مدارس حكومية". وأوضح أنه "جرى الانتهاء من إعداد وطباعة الكتب المدرسية وأرسلت إلى مستودعات الوزارة، ثم نقِلت إلى المديريات وبعدها إلى المدارس، وستسلّم الكتب في اليوم الدراسي الأول، ولن يحصل أي تأخير إلّا في حال طرأ ظرف معين في مدرسة خلال عملية النقل".

وذكر أن "الوزارة وظّفت هذا العام نحو 5000 معلم جديد، منهم 4000 يحملون دبلوم إعداد وتأهيل. وفي حال وجود نقص في بعض المديريات سيجري التوظيف من خلال تعيين معلمين على حساب التعليم الإضافي"، أضاف أن الوزارة تعمل لتوسيع بناء المدارس وصيانتها، خاصة في ظل الزيادة السكانية وانتقال تلاميذ من القطاع الخاص إلى الحكومي. وأشار إلى أن الوزارة تسلّمت مع بداية هذا العام الدراسي الجديد 30 مدرسة حكومية إضافية في مناطق مختلفة من المملكة، وهي تسعى إلى الاستغناء عن المباني المستأجرة. وقد استغنت الوزارة عن نحو 43 مدرسة مستأجرة، وستتسلم 85 مدرسة العام المقبل، كما أحيلت عطاءات لبناء 16 مدرسة وصيانة نحو 900 في أنحاء المملكة".

وتحدث أيضاً عن أن وزارة التربية تحاول التخلص من نظام الفترتَين (صباحي ومسائي) الذي لا يزال معتمداً في بعض المدارس، ولفت إلى أن اللجوء إلى نظام الفترتين ارتبط بالزيادة السكانية واللاجئين السوريين، وبناء المدارس سيُساهم في حل هذه المشكلة.

 
من جهتها، قالت المتخصصة في أصول التربية، هبة أبو حليمة، لـ"العربي الجديد": "يجب أن تكون جاهزية المدارس عالية في بداية العام الدراسي من خلال صيانة المنشآت التعليمية كافّة قبل حضور الكادر التعليمي والتلاميذ إلى المدرسة وقبل الموعد المحدّد لبدء العام الدراسي"، وتضيف: "من الضروري توفير الكتب مع بداية العام الدراسي كي لا تتكرر المشكلة سنوياً، فتأخير توفير الكتب يعرقل اندماج التلاميذ في الدراسة ويهدر الكثير من وقتهم".

وترى أن نقص المدرسين والمدرسات يُربك الأوساط التربوية وينعكس على الواقع التعليمي مع بداية العام الدراسي، فالمطلوب توفير عدد كافٍ من المعلمين، خصوصاً أنه يحدث نقص كل عام بسبب التقاعد، إضافة إلى التنقلات من مديرية إلى أخرى أو من مدرسة إلى أخرى.

وأكدت أهمية أن توفر الوزارة البيئة المناسبة التي تضمن الراحة النفسية للمدرسين والتلاميذ، وأن تُعطى الجداول الدراسية لهم في الوقت المناسب، خصوصاً أن بعض المعلمين والمعلمات يضطرون أحياناً إلى إعطاء مواد ليست ضمن تخصصهم الأصلي، بل قريبة من تخصصاتهم.

ودعت أبو حليمة أهالي التلاميذ إلى محاورة أبنائهم والتحدث معهم مع بداية العام الجديد من أجل تحديد أهداف يفترض تحقيقها في العام الدراسي، خاصة أن الانتقال من صف إلى آخر يترافق مع التعرف على أصدقاء جدد والاعتياد على مستوى أكاديمي أعلى، وتمنت أن يكون بعض الأهالي قد تداركوا ضعف أبنائهم في بعض المواد خلال العطلة الصيفية، أضافت: "يجب أن يجهز الأهالي القرطاسية اللازمة لأطفالهم وحقائبهم وزيّهم المدرسي، كما يجب تهيئة الطلاب للعودة إلى الاستيقاظ المبكر بعد العطلة الطويلة، وجدولة انتظام النوم، ومراعاة التغذية السليمة التي تعزّز سلامة الطلاب الجسدية والنفسية".