Skip to main content
عيد الميلاد بـ"مدينة البشارة" في الناصرة من دون زوّار
ناهد درباس ــ الناصرة

يخيّم فيروس كورونا على احتفالات عيد الميلاد في "مدينة البشارة" الناصرة، فيقتصر هذا العام العيد على بعض الزينة والاحتفالات العائلية.

 تشهد عامةً "مدينة البشارة"، آلاف الزوّار في فترة الميلاد من كلّ عام، وازدحامات مرورية وعرضاً كشفياً، واحتفالاً جماهيرياً حاشداً يحضره جميع أطياف فلسطينيي الداخل والسياح الأجانب.

ولد السيد المسيح في مدينة بيت لحم، وترعرع وقطن في "مدينة البشارة" الناصرة.

يقول الناشط السياسي والمرشد السياحي، رائد نصرالله: "الناصرة هي أمّ البدايات. من هنا انطلقت الدعوة وبشرى السيد المسيح. وبحسب الاعتقاد الأرثوذكسي، التقى الملاك جبرائيل السيدة العذراء ليبشّرها، حول بئر ماء موجودة في كنيسة البشارة للأرثوذكس، ولكن بحسب المعتقد الكاثوليكي، تحقّقت البشارة التي يؤمن بها المسلمون والمسيحيون ليس بعيداً من هنا، في بيت السيدة العذراء. نحن نعلم أنّ السيدة العذراء مذكورة في القرآن الكريم عشرات المرات بالإضافة إلى سورة خاصة بمريم. بالتالي، إن هذا المكان مقدّس ولديه اعتباره الخاص لدى المسلمين والمسيحيين، من هنا جاءت أهمية "مدينة البشارة". وهي تشكّل الضلع الثالث في مثلّث القدس وبيت لحم والناصرة. بالتالي، لهذه المدينة أهمية خاصة في هذا العيد." وأضاف نصرالله: "عادة تشهد مدينة الناصرة احتفالات جماهيرية كبيرة تضمّ أهالي البلد بكافة انتماءاتهم ومشاربهم، بالإضافة إلى ضيوف المدينة من الأجانب وحتى الإسرائيليين الذين يأتون إلى هنا للشعور بأجواء الميلاد الحقيقية. ولكن وباء كورونا طغى على كل شيء، وتبدو الناصرة، هذه السنة، كالمدينة المنكوبة رغم المحاولات هنا وهناك، وبعض الزينة التي تخفّف من الشعور بوطأة الأزمة الصحية".

وأضاف نصرالله: "بحسب الاعتقاد الديني، ولد المسيح في بيت لحم، مدينة داوود، وعاش 33 عاماً. ولكنه قضى 30 عاماً من حياته، هنا، في مدينة الناصرة، وأعجوبته الأولى، التي كانت تحويل الماء إلى خمر، حدثت في قناة الجيل أيّ بلدة كفركنا اليوم".

من جهته قال، أنور عبده، من مجلس الطائفة الأرثوذكسية: "جائحة كورونا أثّرت كثيراً على أجواء الميلاد، ولاحظنا ذلك يوم إضاءة الشجرة، إذ حضرها عدد محدود جداً من الناس، والساحة التي تكتظ كلّ عام بالآلاف،كانت خالية هذه السنة".

وأضاف عبده: "يقتصر العيد هذا العام على الأجواء العائلية، والبعض يزور ساحة البشارة ولكن بأعداد قليلة جداً مقارنة بالأعوام السابقة".

فياض صفوري، صاحب متجر للإنتاج الفني، وهو يزيّن شجرة عيد الميلاد، التي تحمل أسماء المدن الفلسطينية، قال: "أزيّن شجرة عيد الميلاد هذه منذ 14 عاماً. أرى أنها مميزة لشعبنا الفلسطيني، فنحن نعيش القضية والسياسة يومياً، أينما كان وفي أفراحنا وأتراحنا. وأفضّل صبغة فلسطين والهوية الفلسطينية في جميع الأعياد، سواء أكانت للطائفة المسيحية أم الإسلامية، لنذكّر أبناءنا والجيل الجديد والقادم من خلال شجرة فلسطين المزيّنة بمدن فلسطين من شمالها لجنوبها، بأنّ القضية الفلسطينية ما زالت موجودة في الأفراح والأتراح".