عودة احتجاجات طلاب جامعات أوروبا تنديداً بالإبادة الإسرائيلية في غزة

20 مارس 2025
من تحرّك طلاب جامعة غلاسكو من أجل فلسطين وغزة، اسكتلندا، 19 مارس 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت جامعات في أوروبا احتجاجات طلابية واسعة دعماً لفلسطين وقطاع غزة، تضمنت تظاهرات واعتصامات واحتلال مبانٍ جامعية، مطالبين بوقف الاستثمارات في شركات الأسلحة المتورطة مع الاحتلال الإسرائيلي.
- في جامعة "غلاسكو"، بدأ الطلاب إضراباً عن الطعام واحتلوا مبنى "تشارلز ويلسون"، مطالبين بسحب الاستثمارات ومقاطعة إسرائيل أكاديمياً، وركزت مطالبهم على وقف الاستثمارات في صناعة الأسلحة.
- امتدت الاحتجاجات إلى جامعات أخرى مثل "شفيليد" و"بريستول"، حيث قاطع الطلاب فعاليات جامعية، ودعت حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى يوم عمل وطني لدعم القضية الفلسطينية.

شهد هذا الأسبوع احتجاجات طلاب في عدد من جامعات أوروبا، ولا سيّما في المملكة المتحدة وفرنسا والسويد وهولندا، في عودة للحراك من أجل فلسطين وقطاع غزة، بعدما خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مستكملةً عدوانها على الفلسطينيين في القطاع المحاصر. وقد أدّت الاعتداءات الأخيرة إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى إلى جانب مفقودين تحت الأنقاض، وذلك منذ فجر أوّل من أمس الثلاثاء، علماً أنّ معظم الضحايا من الأطفال والنساء.

وتعدّدت احتجاجات طلاب جامعات أوروبا ما بين تظاهرات، واعتصامات، وتعطيل أنشطة، بالإضافة إلى احتلال مبانٍ جماعية، فيما دعت مجموعات سياسية إلى تنظيم مزيد من الأنشطة في الأيام المقبلة. ففي جامعة "غلاسكو" في اسكتلندا، دخل عدد من الطلاب في إضراب عن الطعام إلى حين تجاوُب إدارة الجامعة مع مطالبهم. وفي تسجيل فيديو، نشرته مجموعة "العدالة لفلسطين في جامعة غلاسكو" الطالبية على تطبيق إنستغرام أمس الأربعاء، ظهر ثلاثة طلاب قالوا إنّهم بدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وذلك حتى تسحب إدارة الجامعة استثماراتها في شركات متورّطة مع الاحتلال الإسرائيلي وشركات الأسلحة.

واحتلّ الطلاب مبنى "تشارلز ويلسون" في حرم جامعة "غلاسكو"، مطالبين بسحب الاستثمارات ومقاطعة إسرائيل أكاديمياً، وقد أطلقوا على المبنى اسم "أحمد مناصرة"، الأسير الفلسطيني الذي اعتقله الاحتلال الإسرائيلي في عام 2015 ولم يكن قد أتمّ الثالثة عشرة من عمره حينذاك. ووفقاً لـ"ائتلاف جامعة غلاسكو لسحب الاستثمارات من الأسلحة"، تمتلك الجامعة استثمارات تزيد قيمتها على 6.8 ملايين جنيه إسترليني (نحو 8.8 ملايين دولار أميركي) في صناعة الأسلحة، كذلك تلقّت نحو 600 ألف جنيه إسترليني (نحو 780 ألف دولار) "تمويلاً بحثياً" من شركتَي "بي إيه إي سيستمز" و"رولز رويس" منذ عام 2017.

ويطالب الطلاب المضربون عن الطعام في جامعة "غلاسكو"، إلى جانب مجموعات طالبية أخرى، بعقد اجتماع طارئ لإدارة الجامعة والتصويت على وقف كلّ الاستثمارات في شركات الأسلحة، وعدم اتّخاذ أيّ إجراءات تأديبية بحقّ الطلاب المتورّطين في احتلال مبنى "تشارلز ويلسون"، ورفع الحظر الجامعي المفروض على الطالبة هانا تايلور التي مُنعت من دخول الجامعة بعدما رشّت طلاءً أحمر على أحد المباني الجامعة بمطفأة حريق، في "خطوة رمزية تهدف إلى تسليط الضوء على تورّط الجامعة في استثمارات ذات صلة بصناعة الأسلحة".

وفي إطار احتجاجات طلاب جامعات المملكة المتحدة، شهدت جامعة "شفيليد" البريطانية (جنوب يوركشير في إنكلترا) مقاطعة عدد من طلاب "تحالف حرم شيفيلد الجامعي من أجل فلسطين" (إس سي سي بي) أعمال اجتماع لمجلس الشيوخ في الجامعة، متّهمين رئيسها كوين لامبيرتس بـ"التربّح من الدم الفلسطيني" ومطالبين بتوقّف الجامعة عن المساهمة في تسليح إسرائيل. وأظهر تسجيل فيديو نُشر، أمس الأربعاء، هتاف الطلاب "الحرية لفلسطين" و"أرباحكم ملطّخة بالدم الفلسطيني" أمام أعضاء مجلس الشيوخ الذين لم يتحدّثوا إلى الطلاب.

وبيّن تقرير أصدرته هيئة التدريس في جامعة شيفيلد، في العام الماضي، أنّ الجامعة تتلقّى أموالاً من شركات الأسلحة أكثر من أيّ جامعة بريطانية أخرى. وبحسب التقرير، فإنّ أبحاثاً متعلقة بالأسلحة تُقدَّر قيمتها بعشرات، إن لم تكن مئات ملايين الجنيهات الإسترلينية، تجريها الجامعة. بدوره، أفاد تحالف حرم شيفيلد الجامعي من أجل فلسطين" أنّ الشركات متورّطة في إنتاج أجزاء أساسية من الأسلحة والطائرات الحربية المُرسلة إلى إسرائيل والمُستخدمة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين. وجامعة شيفيلد واحدة من الجامعات البريطانية التي شهدت إقامة مخيم طالبي على مدى أشهر، رُفعت في خلاله مطالبات بسحب الاستثمارات ووقف التعاون مع تلك الشركات.

وفي جامعة بريستول جنوب غربي إنكلترا، عطّل طلاب اليوم المفتوح الذي كانت تنظّمه الجامعة، من خلال اعتلاء منصّة في إحدى القاعات وتلاوة بيان اتّهموا فيه إدارة الجامعة بالتواطؤ مع الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة من خلال الاستثمارات في شركة "يو أو بي". ودعا هؤلاء الطلاب المحتجون الحاضرين في القاعة إلى الانضمام إلى حركة مقاطعة إسرائيل.

في سياق احتجاجات طلاب جامعات أوروبا، اعتصم عشرات في جامعة "غوثنبرغ" بالسويد، مساء أمس الأربعاء، في مركز الحرم الجامعي حاملين الأعلام الفلسطينية ومندّدين بالجرائم الإسرائيلية بحقّ المدنيين في قطاع غزة، وهتفوا من أجل وقف الإبادة وحرية فلسطين.

وفي مدينة أمستردام الهولندية، اعتصم عشرات الطلاب على أحد الجسور، أمس الأربعاء، مطالبين بوقف الإبادة الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كذلك نُشر على صفحة "مجموعة مخيمات الاعتصام" في أمستردام تسجيل فيديو لاعتصام آخر، مساء أمس، أمام محطة القطارات المركزية بالمدينة.

تجدر الإشارة إلى أنّ حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في المملكة المتحدة دعت إلى يوم عمل وطني للطلاب، يوم الجمعة المقبل في 28 مارس/ آذار الجاري، من خلال تنظيم فعاليات في "أسبوع الأبرتهايد الإسرائيلي". والدعوة تتضمن الخروج من القاعات والدراسة خارج المباني والاعتصام من أجل فلسطين وتنظيم فعاليات احتجاجية.

المساهمون