استمع إلى الملخص
- العواصف الرملية في إيران تتفاقم بسبب التصحر والتغيرات المناخية، مع تراجع الغابات وشح الأمطار، مما يضعف قدرة البلاد على احتواء الغبار والجسيمات، ويزيد من الأزمات البيئية في مناطق مثل سيستان وبلوشستان.
- استضافت طهران المؤتمر الدولي الأول لمواجهة العواصف الترابية والرملية، بمشاركة 50 دولة و15 منظمة دولية، لبحث حلول لهذه الأزمة البيئية التي تؤثر على العديد من دول المنطقة.
مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد، تشهد مناطق مختلفة في إيران منذ أيام عودة عواصف رملية ما أدى إلى إغلاق المدارس والجامعات اليوم الثلاثاء فيما لا يقل عن سبعة محافظات جنوبية وغربية، ووسط مخاوف من اتساع نطاق العواصف في ظل انقطاعات متكررة للكهرباء في إيران على خلفية أزمة الطاقة، أعلنت السلطات المحلية في محافظات خوزستان وبوشهر وإيلام وكردستان وزنجان ولورستان وكرمانشاه إغلاق جميع مؤسسات التعليم اليوم الثلاثاء من جراء ارتفاع درجات التلوث الرملي حفاظا على سلامة الطلبة.
كما دعت السلطات الإيرانية المرضى، خاصة من يعاني من مشاكل في القلب والتنفس، إلى التزام البيوت وعدم الخروج منها. وحسب بيانات وزارة الصحة الإيرانية، يقتل التلوث الجوي بما فيه التلوث الناتج من العواصف الرملية سنويا 20 ألف إيراني. وزادت خلال الأعوام الأخيرة العواصف الرملية في إيران على خلفية انتشار التصحر في المنطقة عموماً وفي إيران خصوصاً، جراء التغيرات المناخية والجفاف الذي يضربها.
وإلى جانب العوامل الإقليمية، الإنسانية والمناخية، ثمة عوامل داخلية فاقمت الأزمة في البلاد، منها شحّ الأمطار، وإزالة الغابات وتدمير الغطاء النباتي ونقل المياه وجفاف البحيرات الداخلية وأزمة الأهوار وزعزعة التوازن المناخي وتوسيع المدن على حساب البيئة وغيرها. وتراجع نطاق الغابات في إيران من 14.3 مليون هكتار إلى أقل من 10 هكتارات خلال السنوات الأخيرة، فيما تعد الغابات والأشجار من العوامل المهمة في احتواء الغبار والجسيمات المنتشرة فيه. علماً بأن معدل تساقط الأمطار في إيران ليس عالياً، وهو يصل إلى 260 ملليمتراً، فيما يبلغ ذلك 105 ملليمترات في محافظة سيستان وبلوشستان التي تشهد جفافاً وعواصف رملية متزايدة. كما أن ذلك تراجع إلى 90 ملليمتراً في منطقة سيستان الصحراوية شمالي المحافظة التي تستخرج سنوياً 1500 مليون متر مكعب من كميات مياهها الجوفية، لكن مخازن سهولها تواجه عجزاً بنحو 200 مليون متر مكعب. ويعاني 11 من أصل 42 سهلاً بمحافظة سيستان وبلوشستان من أزمات.
وفي مواجهة العواصف الرملية، استضافت طهران في التاسع من سبتمبر/أيلول 2023 المؤتمر الدولي الأممي الأول لمواجهة العواصف الترابية والرملية، بمشاركة مندوبين من 50 دولة، و15 منظمة دولية لبحث حلول لهذه المعضلة البيئية التي تواجهها اليوم الكثير من دول المنطقة بما فيها إيران.