عنف ضد المهاجرين على الحدود الأوروبية

عنف ضد المهاجرين على الحدود الأوروبية

11 فبراير 2021
سيراً على الأقدام نحو "الجنّة الأوروبيّة" (دامير ساغولي/ Getty)
+ الخط -

 

تجهش الصغيرة بالبكاء وقد أُنهكت. صحيح أنّها تقترب ووالدها وبقيّة أفراد العائلة من الحدود الكرواتية، في محاولة لعبورها سيراً على الأقدام، غير أنّ الطريق طال. هم تركوا أفغانستان وشقّوا طريقهم صوب "الجنّة الأوروبية". لكنّهم وفور دخولهم الأراضي الكرواتية، كانت الشرطة لهم بالمرصاد وأعادتهم إلى البوسنة من جديد.

وإزاء ما يتعرّض له المهاجرون، دعت المنظمة الدولية للهجرة دول الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء عمليات الصد والطرد الجماعي واستخدام العنف ضد المهاجرين واللاجئين، بمن فيهم الأطفال، على حدود الاتحاد الأوروبي البرية والبحرية. وأشارت المنظمة إلى أنّ انخراط موظفيها المباشر مع المهاجرين، بما في ذلك في أثناء تقديم المساعدة، وبالنظر إلى الشهادات والصور المختلفة التي نشرتها المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام، فإنّ الأمر "يؤكد مستوى الوحشية التي تعرّضوا لها قبل إعادتهم عبر الحدود البحرية والبرية".

في سياق متصل، قال أوجينيو أمبروزي، المسؤول بالمنظمة الدولية للهجرة، إنّ "استخدام القوة المفرطة والعنف ضد المدنيين أمر غير مبرر". أضاف: "يجب أن تتماشى سيادة الدول، بما في ذلك اختصاصها في الحفاظ على سلامة حدودها، مع التزاماتها بموجب القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع".

تجدر الإشارة إلى أنّ القانون الدولي وقانون الاتحاد الأوروبي يحظران عمليات الإعادة والطرد الجماعي، فيما تدين المنظمة الدولية للهجرة بأشد العبارات إساءة معاملة المهاجرين واللاجئين على أيّ حدود. وكانت المنظمة قد رحّبت بالتحقيقات الأخيرة التي بدأتها دول عدّة وهيئات الاتحاد الأوروبي في مزاعم الإعادة القسرية والعنف على الحدود، مؤكدة على ضرورة اتخاذ الدول إجراءات لوضع حدّ لهذه الانتهاكات.

وأكدت المنظمة أنّ الوضع المقلق على بعض الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي يسلّط الضوء على "الحاجة إلى تحسين سياسة الهجرة واللجوء والحوكمة، وتنفيذ الممارسات الإنسانية والمتكاملة القائمة على الحقوق". وقد رحّبت بالاقتراح المقدّم من المفوضية الأوروبية والقاضي بأن تنشئ الدول الأعضاء في الاتحاد آلية مستقلة لمراقبة الحدود، تعمل بشكل وثيق مع وكالة الحقوق الأساسية، كطريقة فعالة لضمان المساءلة والامتثال للقوانين الدولية وقوانين الاتحاد الأوروبي. وتواصل المنظمة الدولية للهجرة تقديم دعمها إلى الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بشأن حوكمة الهجرة، بما في ذلك بناء القدرات لإدارة الحدود المتكاملة القائمة على الحقوق والتي تحترم حقوق الإنسان لجميع المهاجرين.

(العربي الجديد، قنا)

المساهمون