عميد أطباء تونس لـ"العربي الجديد": القوافل جاهزة للتوجه إلى غزة

16 يناير 2025
عميد الأطباء التونسيين رضا الضاوي، تونس، 16 يناير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت عمادة الأطباء التونسيين عن خطط لتسيير قوافل طبية إلى غزة لدعم الجهود الطبية بعد وقف إطلاق النار في أكتوبر 2023، بالتعاون مع منظمات مهنية ودولية لتسهيل الدخول عبر الأردن.
- تعرضت المنظومة الصحية في غزة لأضرار جسيمة بسبب استهداف المستشفيات من قبل قوات الاحتلال، مما أدى إلى تدهور الخدمات الصحية وإخلاء المنشآت.
- تستعد البعثات الطبية التونسية لدخول غزة محملة بالمستلزمات الطبية، مع تسجيل أكثر من 450 طبيباً متطوعاً، بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر التونسي، لتحسين الظروف الصحية للجرحى.

أفاد عميد الأطباء التونسيين رضا الضاوي "العربي الجديد" بأنّ العمادة ستبدأ بترتيبات لتسيير قوافل طبية في اتجاه قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب إسرائيلية مدمّرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وذلك من دعم جهود الأطباء هناك وتوفير العلاج للجرحى بعد إعلان اتفاق أخير لوقف إطلاق النار. وبيّن الضاوي، في حديث إلى "العربي الجديد"، أنّ "الظروف باتت ملائمة لدخول الأطباء التونسيين إلى قطاع غزة"، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، موضحاً أنّ "العمادة تجري اتصالاتها بمنظمات مهنية ودولية من أجل تسهيل إدخال القوافل الطبية التونسية إلى القطاع عبر الأردن".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، قبل أكثر من 15 شهراً، حاول أطباء تونسيون الوصول برّاً إليه من خلال معبر رفح الحدودي بين مصر وجنوبي القطاع، غير أنّهم لم يوفَّقوا في ذلك. لكنّ الضاوي أشار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "أطباء تونسيّين استطاعوا، في إطار مبادرات فردية، الدخول إلى قطاع غزة بالتنسيق مع منظمات إغاثة دولية"، مشدّداً على أنّ "العمادة تتطلّع إلى أداء دور أكبر في دعم الجهود الطبية في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار".

أضاف الضاوي أنّ "العمادة التي سبق لها أن فتحت باب التبرّع لتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية" للفلسطينيين في قطاع غزة وسط الحرب، "سترسل كلّ ما جُمع إلى القطاع فور الحصول على أذونات الدخول بالتنسيق مع المنظمات (المعنيّة) في الأردن". وأكد قائلاً: "نتطلّع إلى أن تساهم الفرق الطبية التونسية التي ستتوجّه إلى قطاع غزة في دعم جهود الأطباء في المستشفيات التي ما زالت تقدّم خدماتها، وذلك في إطار العمليات الجراحية وعلاج الحرب بعد أن وضعت الحرب أوزارها".

تجدر الإشارة إلى أنّ إسرائيل تعمّدت، منذ الأيام الأولى لحربها على قطاع غزة، تدمير المنظومة الصحية فيه، من خلال استهداف المستشفيات في كلّ مناطق القطاع؛ الشمال (محافظة شمال غزة ومحافظة غزة) والوسط (دير البلح) والجنوب (محافظة خانيونس ومحافظة رفح). وقد راحت قوات الاحتلال تحاصر المنشآت الطبية وتقصفها وتجبر من فيها على إخلائها وتعتقل طواقمها، بدءاً بمجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة (شمال) الذي يُعَدّ المستشفى الأبرز في القطاع كله، من دون أن ينتهي الأمر مع مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا (شمال) الذي كان لا يزال يقدّم خدماته، ولو جزئياً، في منطقة الشمال التي عزلتها إسرائيل عن باقي أنحاء القطاع.

ولفت عميد الأطباء التونسيين، في حديثه إلى "العربي الجديد"، إلى أنّ "الترتيبات التي تسبق تسيير القوافل الطبية وتنظيم دخولها إلى قطاع غزة مهمّة جداً لإنجاح التدخّلات الطبية التونسية وتحقيق أهداف الأطباء". ومنذ أكتوبر 2023، ينتظر عشرات الأطباء التونسيين الضوء الأخضر للدخول إلى قطاع غزة، من أجل تعزيز قدرات الطواقم الطبية لتوفير العلاجات للجرحى. وقد تشكّلت منذ ذلك الحين مبادرات لضبط قوائم الأطباء المتطوّعين الراغبين في ذلك، غير أنّ محاولات الاستحصال على تأشيرات سفر كانت دائماً تبوء بالفشل.

وتتألّف البعثات الطبية التي ستتوجّه نحو قطاع غزة من أطباء ومساعدين في تخصّصات جراحية وفي التخدير والإنعاش. كذلك، ستحمل معها مستلزمات طبية وأدوية لازمة لتنفيذ أكبر عدد ممكن من التدخّلات الجراحية. وسبق أن أعلن المجلس الوطني لعمادة الأطباء التونسيين في مناسبتَين فتح باب التسجيل للمشاركة بصفة تطوّعية في قافلة طبية لفائدة قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب على القطاع الفلسطيني واستهداف معظم مستشفيات القطاع. وبالفعل، سجّل أكثر من 450 طبيباً أسماءهم على قائمة المتطوّعين، كذلك تمكّنت العمادة من جمع تبرّعات عينيّة وماليّة بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر التونسي، في سياق متصل.

وأكد الضاوي أنّ عمادة الأطباء التونسيين ساهمت في كلّ قوافل المساعدات التي سُيّرت نحو قطاع غزة تحت إشراف جمعية الهلال الأحمر التونسي، في حين أنّ الكوادر الطبية ما زالت تنتظر إمكانية الدخول إلى القطاع وتقديم المساعدة. ورأى أنّ "وقف إطلاق النار يوفّر الظروف المناسبة للعمل ولتقديم الخدمات الصحية للجرحى في ظروف أفضل". وأكمل: "قد تعترضنا صعوبات في الوصول إلى قطاع غزة، غير أنّ الواجب الإنساني يملي علينا التحرّك سريعاً، ولا سيّما بعد إعلان خروج عدد كبير من مستشفيات القطاع عن الخدمة".

يُذكر أنّ الطبيب الجرّاح التونسي سفيان البناني (38 عاماً) كان قد تمكّن في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 من الدخول إلى قطاع غزة من ضمن وفد طبي متعدّد الجنسيات، وكان الطبيب الأول الذي يحمل الجنسية التونسية الذي يصل إلى قطاع غزة في إطار مهمة إنسانية لعلاج جرحى الحرب، علماً أنّ مهمّته استمرّت 17 يوماً قبل أن يأمر الاحتلال القافلة بالخروج من القطاع.

المساهمون