عمالة الأطفال: 138 مليون صغير يكدحون في ظروف قاسية وخطرة
استمع إلى الملخص
- تقرير اليونيسف ومنظمة العمل الدولية يوضح أن التقدم في الحد من عمالة الأطفال بطيء، خاصة بين الأصغر سناً، مع تهديد تخفيض التمويل للمكاسب المحققة.
- تتركز عمالة الأطفال في الزراعة بنسبة 61%، وتعتبر أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الأكثر تضرراً، بينما شهدت آسيا والمحيط الهادئ أكبر تقدم.
أفادت الأمم المتحدة بأنّ نحو 138 مليون طفل كانوا يعملون في حقول العالم ومصانعه في عام 2024، محذّرةً من أنّ القضاء على عمالة الأطفال قد يستغرق مئات السنين، وسط التقدّم البطيء المسجّل في هذا المجال. وجاء ذلك في تقرير مشترك أعدّته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة العمل الدولية تحت عنوان "انتهت المدّة، لكنّ عمالة الأطفال لم تنتهِ"، وأصدرتاه عشيّة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الموافق غداً في 12 يونيو/ حزيران.
وكانت دول العالم، عند اعتماد أهداف التنمية المستدامة قبل عشر سنوات، قد تبنّت هدفاً طموحاً يتمثّل في القضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025، غير أنّ ذلك لم يتحقّق، وإن سُجّل "تقدّم".
👶 No child should work at the expense of their future.
— International Labour Organization (@ilo) June 8, 2025
This World Day Against Child Labour, join the conversation on what it takes to #EndChildLabour for good. #ILC2025
🗓️ 11 June
📺 https://t.co/qKncsY5uNA pic.twitter.com/N4ma0m5LfQ
في العام الماضي، كان 137.6 مليون طفل، تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أعوام و17 عاماً، يعملون، أي ما يقرب من 7.8% من إجمالي أطفال العالم من هذه الفئة العمرية، وفقاً للبيانات التي تُنشر كلّ أربع سنوات. وعلى الرغم من ضخامة هذه الرقم، غير أنّه يمثّل انخفاضاً مقارنة بعام 2000، عندما كان 246 مليون طفل مضطرّين إلى العمل، غالباً لمساعدة أسرهم الفقيرة.
وبعد ارتفاع مقلق سُجّل ما بين عامَي 2016 و2020، انعكس هذا الاتجاه مع انخفاض عدد الأطفال العاملين بمقدار 20 مليون طفل في عام 2024 مقارنةً بالسنوات الأربع السابقة. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف كاثرين راسل، في هذا الإطار، إنّ "تقدّماً كبيراً" سُجّل في الحدّ من عدد الأطفال المُجبَرين على العمل. وأشارت إلى أنّ "عدداً كبيراً جداً من هؤلاء ما زال يكدح في المناجم والمصانع والحقول"، مضيفةً أنّ الأطفال "غالباً ما يقومون بأعمال خطرة للبقاء على قيد الحياة".
Ensuring that parents have opportunities for "decent work" is essential to reducing the number of young people, currently estimated to be 138 million worldwide, who are engaged in child labour.
— UN News (@UN_News_Centre) June 11, 2025
UN News spoke to @ILO expert Benjamin Smith ⤵️https://t.co/aMKKM7tgRi
وعلى الرغم من بوادر مشجّعة، شدّد المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبير هونغبو على "وجوب ألا نغفل عن حقيقة أنّ ما زال أمامنا طريق طويل لنجتازه قبل أن نحقّق هدفنا المتمثّل في القضاء على عمالة الأطفال". وقد بيّن التقرير الصادر عن منظمتَي يونيسف والعمل الدولية أنّ نحو 40% من الأطفال العاملين البالغ عددهم 138 مليوناً في عام 2024 كانوا يعملون في أعمال خطرة جداً، "من المرجّح أن تُعرّض صحتهم أو سلامتهم أو نموّهم للخطر".
من جهتها، قالت الخبيرة لدى منظمة يونيسف كلاوديا كابا لوكالة فرانس برس إنّ معدّل الانخفاض الحالي في عمالة الأطفال سوف يستغرق القضاء عليه "مئات السنين". وأضافت أنّه حتى لو ضاعفت الدول وتيرة التقدّم المسجّل منذ عام 2000 أربع مرّات، "فإنّنا سوف نصل إلى عام 2060" من دون أن يكون الهدف المنشود قد تحقّق.
وخلص التقرير إلى أنّ التقدّم المُحرَز لدى فئة الأطفال الأصغر سنّاً يجري ببطء شديد. ففي العام الماضي، كان نحو 80 مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين خمسة أعوام و11 عاماً يعملون، أي نحو 8.2% من إجمالي الأطفال في هذه الفئة العمرية. ومع ذلك، رأت كابا أنّ العوامل المجتمعية التي تُقلّل من عمالة الأطفال معروفة جيداً، من بينها بشكل رئيسي مجانية التعليم وإلزاميته اللتان لا تساهمان في تجنيب الصغار عمالة الأطفال فحسب، بل "تحميانهم من ظروف العمل الخطرة أو غير اللائقة عندما يكبرون". وأضافت أنّ ثمّة عاملاً آخر هو "تعميم الحماية الاجتماعية"، بوصفه وسيلة للتعويض أو لتخفيف الأعباء عن الأسر والمجتمعات الضعيفة.
لكنّ تخفيض تمويل المنظمات "يهدّد بتراجع المكاسب التي تحقّقت بشقّ الأنفس"، بحسب ما حذّرت المديرة التنفيذية لمنظمة يونيسف. وفي ذلك إشارة إلى نتائج الاقتطاع الحاد في المساعدات الأميركية الخارجية، الذي أتى استناداً إلى أوامر الرئيس دونالد ترامب التنفيذية المتّخذة منذ عودته إلى البيت الأبيض في بداية العام الجاري.
ولفت تقرير منظمتَي يونيسف والعمل الدولية "انتهت المدة، لكنّ عمالة الأطفال لم تنتهِ" إلى أنّ عمالة الأطفال نشطة، خصوصاً في قطاع الزراعة مع 61% من إجمالي الحالات المرصودة، يليه قطاع العمل المنزلي والخدمات الأخرى مع 27%، ثمّ قطاع الصناعة مع 13%، بما في ذلك التعدين والتصنيع. وما زالت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الأكثر تضرّراً، إذ يبلغ عدد الصغار ضحايا عمالة الأطفال فيها نحو 87 مليون طفل. أمّا منطقة آسيا والمحيط الهادئ فسجّلت أكبر تقدّم مع انخفاض عدد الأطفال العمّال فيها من 49 مليوناً في عام 2000 إلى 28 مليوناً في عام 2024.
(فرانس برس، العربي الجديد)