علي أحمد... أفغاني يتاجر بالنفايات في باكستان

علي أحمد... أفغاني يتاجر بالنفايات في باكستان

13 أكتوبر 2020
يكره عمله لكن لا مهرب له (العربي الجديد)
+ الخط -

يبدي علي أحمد رضاه وسعادته بالحياة في باكستان، لأنّ خيار العودة إلى أفغانستان بعيد بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة

ترك دراسته في الصف الثامن الأساسي، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، عندما كان والده يواجه مشاق في توفير الدخل المطلوب لاحتياجات الأسرة. هكذا، خرج إلى السوق بعمر 12 عاماً، ومارس أنواعاً عدة من المهن المضنية، لكنّ همّه الأول والأخير كان توفير لقمة العيش للأسرة. أمضى اللاجئ الأفغاني علي أحمد (35 عاماً) معظم حياته في باكستان، بعدما ترك بلاده طفلاً، هارباً مع أسرته من الحرب. تجول في مختلف مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر به الحال في مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام أباد.
يقول علي أحمد لـ"العربي الجديد": "كان عمري عشرة أعوام فقط، عندما تركت مسقط رأسي في مديرية علشنك بولاية لغمان، شرقي أفغانستان، حيث كانت تدور معارك طاحنة بين الجماعات المسلحة المتخاصمة، وكان القرويون يسقطون بين قتيل وجريح يومياً. جئنا إلى مخيم كتشه كري بمدينة بيشاور رفقة أقاربنا وبدأنا العيش في ظروف كانت في منتهى القسوة".
يومها، توجه والده للعمل في سوق بورد بازار، في متاجر مختلفة بأجرة يومية، وكانت حالته أحسن من الآخرين، لأنّه كان رجلا نشيطاً في العمل ومخلصاً فيه. لكن، بمرور الأيام، بدأ الوالد يعاني من ألم في ظهره، واضطر لإجراء جراحة في العمود الفقري. هذا ما اضطر علي أحمد إلى ترك المدرسة التابعة للمفوضية العليا للاجئين الأفغان في مخيم كتشه كري، وهو من أكبر وأشهر مخيمات اللاجئين الأفغان في شمال غربي باكستان.
تزوج علي أحمد، وعاش مع أسرته في مخيمات اللاجئين المختلفة في شمال غربي باكستان، قبل أن ينتقلوا إلى مدينة راولبندي قبل خمسة أعوام واستقروا فيها. في البداية، كان يعمل في سوق الخضار والفواكه كما هي عادة معظم اللاجئين الأفغان، لكنّه استأجر ساحة فارغة بالقرب من منزله، بات يجمع فيها النفايات ويبيعها. مهمته اليومية الخروج في الصباح الباكر والتجول في الشوارع لجمع ما هو قيّم في النفايات؛ كالحديد، والبلاستيك، وصناديق الورق المقوى، والخبز الجاف، وغيرها، ثم يأتي بها إلى ساحته، فينظفها، ويفرزها، قبل أن يعاود بيعها.

يعمل من الصباح الباكر إلى ما بعد المغرب، علماً أنّه عمل شاق ومرهق، كما يعمل معه ابناه ثاقب علي، وبابر علي، وهما أكبر أولاده. يكره علي أحمد عمله ولا يريد أن يواصل ابناه هذا العمل، لكن لا مفر لهم في الوقت الراهن. يجني علي أحمد يومياً ما بين  600 روبية (نحو أربعة دولارات أميركية)  وألف روبية (نحو سبعة دولارات) وهو ما يكفي لسداد احتياجات أسرته اليومية.

المساهمون