عشرات حالات تسمم غذائي في الرقة السورية

سجلت مناطق في ريف محافظة الرقة، شمال شرقي سورية، التي تخضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، عشرات الحالات من التسمم الغذائي في الساعات الـ48 الأخيرة، نتجت عن تناول منتجات غير آمنة ولا تخضع لمراقبة اشتراها ذووهم من الأسواق.

وقال الناشط أسامة أبو عدي، وهو من أبناء محافظة الرقة، لـ"العربي الجديد": "رُصدت، أمس الخميس، ثلاث حالات تسمم غذائي بسبب تناول حلويات فاسدة في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وأيضاً 20 حالة أخرى في بلدة معدان جديد بريف الرقة الشرقي. وجاء ذلك غداة إصابة 20 آخرين بتسمم غذائي في قرية حمرة بريف الرقة الشرقي بعدما تناولوا سكاكر منتهية الصلاحية".

الصورة

ويوضح أبو عدي أن "الأشهر الأخيرة شهدت وفاة 16 شخصاً وإسعاف 38 آخرين نتيجة تناول فطر سام، ثم تظهر اليوم حوادث تسمم غذائي جديدة تشمل الأطفال والكبار، كما حدث في حمرة بويطية وقرية السالم الحجي والطبقة ومعدان. وواضح أن حملات بلدية الرقة لإتلاف مواد منتهية الصلاحية تباع في محال لم تكفِ، خصوصاً أن مأكولات وحلويات تأتي من مصادر مجهولة في تركيا والعراق، وتباع بأسعار رخيصة على أرصفة وأمام مدارس وفي حدائق عامة".

قضايا وناس

التحديثات الحية

أهالي الرقة يخشون تحوّل جرائم خطف الأطفال مقابل فدية إلى ظاهرة

وقالت طبيبة الأطفال وأخصائية التغذية الخاصة بالأطفال زينة بهجت الحسن، لـ"العربي الجديد": "لا شك في أن أغذية الأطفال يجب أن تخزّن بطريقة محكّمة ودقيقة، مع التنبه إلى مسألة الصلاحية خلال كل فصول السنة، خاصة الصيف، فهذا أمر أساسي لضمان صحة الأطفال على صعيد نوعية الأغذية وتوازن السوائل التي يحتاج إليها نموهم السليم، كما تعتمد التغذية على التعقيم والنظافة، لأن المأكولات تدخل في الجهاز الهضمي الذي يصنّف المعادن والفيتامينات، ويوزعها على الدم والدورة الدموية".

وأضافت زينة بهجت الحسن: "تحفظ الأطعمة والسوائل خلال فصل الصيف في درجات تبريد معاكسة لدرجات الحرارة المرتفعة، ويجرى إبعادها عن الجراثيم، مثل الأشريشا كولاي والسالمونيلا والليستريا. وبالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات، فهم يعتمدون أنواع حليب خاصة بهم يجب أن تخضع لشروط تخزين معينة من أجل إبقاء موادها في أمان، وبعيداً من مخاطر التعرّض لجراثيم قد تؤدي إلى حالات تسمم".

وتوضح أن "الأطفال يقسمون إلى فئات عمرية طبياً وفيزيولوجياً، ويعتبر أولئك بين سني 8 و12 سنة من الفئات الواعية التي تستطيع تمييز أنواع الأطعمة الضارّة والمفيدة".

وفي الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، توفي 6 أطفال بعد نقلهم إلى مستشفيات، علماً أن غالبيتهم تلقوا إسعافات في مستشفى الرقة الوطني، وآخرَين في مستشفى الفرات، ومثله ما في مستشفى الطب الحديث بالرقة. 

وفي الثامن من الشهر نفسه، ارتفع عدد الضحايا إلى 16 شُخصاً، إصابات 6 منهم حرجة، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين 26، غالبيتهم أطفال تناولوا فطراً ساماً.