عزل رئيس جامعة "بوغاز إيجي" التركية بعد احتجاجات الطلاب والأكاديميين

أردوغان يعزل رئيس جامعة "بوغاز إيجي" التركية بعد احتجاجات الطلاب والأكاديميين

15 يوليو 2021
أوقفت قوى الأمن التركية عشرات الطلاب (مرات بيكارا/Getty)
+ الخط -

عزل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، البروفسور مليح بولو من رئاسة جامعة "بوغاز إيجي"، إحدى أرقى وأعرق الجامعات التركية، إذ أدى تعيينه من قبل الرئيس لحالة جدل واحتجاجات متواصلة من طلبة وأكاديميي الجامعة.

ونشرت الجريدة الرسمية في تركيا قرار العزل الموقّع من قبل الرئيس، بعد 6 أشهر ونصف الشهر فقط من تعيينه في الجامعة، في ظلّ دعم المعارضة لتظاهرات الطلاب، حيث أرقت تلك التظاهرات الحكومة، وأدّت لاعتقال عدد من الطلاب قبيل الإفراج عنهم لاحقاً، وبموجب القرار نفسه تمّ تعيين نائبه البروفسور محمد ناجي إنجي رئيساً بالوكالة للجامعة.

ويُعتبر قرار الفصل هذا من القرارات النادرة التي يستجيب فيها أردوغان لمطالب المتظاهرين والمعارضة ويقوم بعزل أحد الأشخاص الذين عيّنهم، حيث اعتاد على عدم الاستجابة لكي لا يتم التصعيد بمطالب أخرى. لكن يبدو أنها محاولة منه لتهدئة الشارع، حيث تشهد هذه الفترة تغييرات أخرى على صعيد إدارة مؤسسات الدولة ومنها المؤسسات الإعلامية، كما حصل في إدارة وكالة الأناضول الرسمية وهيئة البث الرسمية TRT.

وعقب قرار العزل، أعلن مجلس التعليم الأعلى عن فتح باب الترشح لشغل منصب رئاسة الجامعة، بعد تعيين رئيس بالوكالة من داخل الجامعة.

وتسببت عملية تعيين رئيس لجامعة "بوغاز إيجي"، وهي إحدى أفضل جامعات تركيا وضمن أفضل 200 جامعة في العالم، بحسب مصادر إعلامية، بجدل كبير. ورغم اختيار بولو من بين عدد من المرشّحين، لكن تعيينه قوبل برفض الطلاب له بسبب ما اعتبروه فرضاً من قبل أردوغان من جهة، كما لأنّ مليح بولو من خارج جامعة "بوغاز إيجي" من جهة ثانية، إضافة إلى كونه سبق أن ترشّح عن حزب العدالة والتنمية. فيما أكد مجلس التعليم العالي آنذاك أنّ عملية التعيين مطابقة للمعايير المطلوبة، ولم يسبق الاعتراض على تعيينات مماثلة في الجامعة، وسبق أن كان هناك رؤساء للجامعة ينتمون لأحزاب أخرى، ورغم دفاع الحكومة وأردوغان نفسه عن بولو، لكن يبدو أنه استجاب في نهاية المطاف لمطالب الطلبة.

وفي اليوم الأول من عام 2021، أصدر أردوغان قراراً بتعيين البروفسور وفق الصلاحيات التي باتت ممنوحة له، بعد تعديلات أُقرّت في عام 2016 مع فرض قانون الطوارئ، حيث كان اختيار رئيس الجامعة يتمّ عبر الانتخاب.

وأثار التعيين حفيظة الطلاب والأكاديميين والخريجين، لتبدأ التظاهرات التي أطلقت هتافات من قبيل "لا نريد تعيين وكيل"، و"ليرفع حزب العدالة والتنمية يده عن الجامعات"، "استقل يا مليح". وخلال تظاهرة وضعت القيود على باب الجامعة، ما اعتُبر تهديداً واسعاً بالقمع ضدّ الطلبة، وأثار الأمر ردود فعل لحماية الحرية الفكرية والديمقراطية في الجامعة، ولكن بولو قدم تبريراً لاحقاً اعتبر فيه أنّ "وضع القيود على الباب حلّ جيد لعدم دخول أحد من الخارج".

وطالب الطلاب "بأن يكون موضوع انتخاب الرئيس خارج الحسابات السياسية وأن يعود القرار للجامعة وإدارييها وفق القواعد الأكاديمية"، وأضافوا أن مشكلتهم "تتخطى مسألة تعيين الرئيس مليح بولو لتتجاوزه إلى الحرية الفكرية والعلمية المستقلة، وأن يشمل ذلك جميع الجامعات التركية".

وبناء على هذه التطوّرات، أوقفت قوى الأمن التركية عشرات الطلاب واتهمتهم بالانتماء لمنظمات متطرّفة، قبيل الإفراج عنهم لاحقاً، ومنعت السلطات التظاهر والتجمّع بحجة مكافحة وباء كورونا، لكن ذلك لم يمنع من خروج بعض التظاهرات واستمرار الاعتصام داخل الجامعة، حيث شهد حرمها أخيراً نصب خيم للاعتصام احتجاجاً على تعيين بولو.

وبحسب القرار الرئاسي الصادر في عام 2016، فإنّ مجلس التعليم الأعلى يقدم مقترحاته لرئيس الجمهورية من أجل تعيين رؤساء الجامعات من مستوى بروفيسور، ليتم تعيينه بعد نحو شهر من الاقتراح، ما وضع انتخاب رؤساء الجامعات على الرفوف منذ 5 سنوات.

وعقب قرار العزل اليوم، احتفت المعارضة التركية ممثّلة بعدد من الأحزاب بما اعتبرته "نجاح الطلبة في تحقيق مطالبهم"، حيث أفادت جانان كافتانجي أوغلو، رئيسة حزب الشعب الجمهوري المعارض في إسطنبول، أكبر أحزاب المعارضة، عبر تويتر، بأنه "لا يمكن الاحتفال بهذا النجاح دون التوجه بالتبريك إلى الطلاب والكادر التدريسي والخريجين الذين لم يملّوا وصمدوا أمام التحريض في كفاحهم المحقّ والسلمي والحازم لتحقيق مطالبهم".

وقال حزب الشعوب الديمقراطية الكردي المعارض عبر تويتر أيضاً: "إنّ من يقاومون سياسات الوصي في البلاد هم الوجه المشرق. يجب أن تكون هناك انتخابات رئاسية ديمقراطية في الجامعة، ومطالب الطلبة هي مطالبنا"، كما شهد الحدث تفاعلاً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

المساهمون