استمع إلى الملخص
- الأزمة الإنسانية: يعاني المخيم من حصار خانق، مع منع التواصل ونفاد المواد الغذائية في المستشفى، ومخاوف من أزمة مياه وكهرباء. منذ سبتمبر 2021، نفذ الجيش 104 عمليات عسكرية، مما أدى إلى مقتل 10 فلسطينيين وإصابة 40.
- السياق السياسي والعسكري: بدأت عملية "السور الحديدي" بعد اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، كجزء من تصعيد في الضفة وغزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين بدعم أميركي.
قال رئيس بلدية جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة محمد جرار، اليوم الأربعاء، إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يخلي بالقوة أحياء كاملة في مخيم المدينة، وسط مخاوف من تدميرها ونسفها. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، وصف جرار الوضع في مخيم جنين والمدينة بـ"الصعب للغاية"، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأضاف: "لا يزال الجيش الإسرائيلي يعمل على تهجير الأهالي من عدة أحياء في المخيم، تم ترحيلهم إلى الجهة الغربية، ونعمل على توفير مساكن لهم بالتعاون مع البلديات المجاورة". وأشار إلى "مخاوف حقيقية من تنفيذ جرائم إسرائيلية في المخيم، عبر نسف وتدمير أحياء ومربعات سكنية". وفي هذا السياق، أكد المسؤول الفلسطيني أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أدخل آليات هدم ثقيلة للمخيم، ونفذ أعمال تجريف طاولت بنى تحتية وشوارع. ولفت إلى وجود "أزمة حقيقية في مستشفى جنين الحكومي منذ بدء العملية الإسرائيلية".
#شاهد | الدمار الذي خلّفه الاحتلال في بنية شارع المستشفى الحكومي خلال العدوان على #جنين شمال الضفة pic.twitter.com/lHLwG64iSk
— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 22, 2025
نفاد المواد الغذائية في جنين
وعن الأوضاع داخل مخيم جنين، قال جرار، إنّ "الجيش الإسرائيلي يحاصر المخيم، ويحتجز الطواقم الطبية والسكان والمرضى والمرافقين، ويمنع التواصل معهم". وحذّر من أنّ "المواد الغذائية في المستشفى نفدت بشكل كامل، وقد نشهد في أي لحظة أزمة مياه وكهرباء من جراء تدمير الاحتلال الإسرائيلي خطوطهما". ولخص الوضع بالقول: "تبدو المدينة شبه خالية من أي حركة". جرار أوضح أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي نفّذ منذ سبتمبر/ أيلول 2021 نحو 104 عمليات عسكرية واسعة بالمدينة ومخيمها، بالإضافة إلى مئات الاقتحامات المتكررة.
ووفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، قتلت إسرائيل 10 فلسطينيين وأصابت 40 آخرين، في عدوانها المتواصل في المدينة ومخيمها، وفق آخر إحصائية حتى ظهر الأربعاء. والثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه وجهاز "الشاباك" وحرس الحدود، باشروا حملة عسكرية تحت اسم "السور الحديدي".
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية): "بدأ الجيش الإسرائيلي عملية في جنين بغارة جوية بطائرة بدون طيار استهدفت بنى تحتية". وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين الاحتلال وحركة حماس، بعد إبادة جماعية إسرائيلية في قطاع غزة استمرت نحو 16 شهراً.
وتمثل العملية، وفق إعلام عبري، محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة. والثلاثاء، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة، ما قد يؤدي لانهيارها.
وبموازاة الإبادة في غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس، ما أسفر عن استشهاد 871 فلسطينياً وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفاً و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية. وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
(الأناضول، العربي الجديد)