عام دراسي مثقل بالمشاكل في العراق.. لا كتب ولا مقاعد

عام دراسي مثقل بالمشاكل في العراق... لا كتب ولا مقاعد

23 نوفمبر 2021
طلاب مدرسة عراقية يجلسون على الأرض لعدم وجود مقاعد (تويتر)
+ الخط -

رغم مرور عدة أسابيع على بدء العام الدراسي في العراق، إلا أن غالبية مدارس البلاد لم تتسلم الكتب الدراسية، بالتزامن مع نقص كبير في مقاعد المدارس التي يعود إليها الطلاب بعد نحو عامين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، ما يضطر الأهالي إلى شراء مقاعد بلاستيكية ليجلس عليها أطفالهم في المدرسة.

والتحق أكثر من 11 مليون طالب وطالبة في محافظات العراق بمقاعد الدراسة مطلع الشهر الحالي، لكن التعليم قسّم الطلاب في أغلب المدارس إلى مرحلتين بسبب قلة عدد المدارس الجاهزة، خاصة في المدن التي شهدت أعمالا عسكرية دمرت فيها الكثير من المدارس.
لم تفسر وزارة التربية العراقية أسباب تأخير توزيع الكتب المدرسية على الطلاب حتى الآن، باستثناء تصريح مقتضب للمتحدث باسم الوزارة، حيدر فاروق، مع التلفزيون الحكومي، برر فيه التعثر بالعودة للدراسة بعد انقطاع، وقلة المخصصات المالية.
في المقابل، بادر مواطنون إلى تجهيز مدارس أبنائهم بالمستلزمات، ومن بينها إنارة الصفوف الدراسية، وتوفير مقاعد دراسية، إضافة إلى رفع النفايات، وتنظيف ساحات المدارس، كما أطلق ناشطون حملات شعبية في عدة مدن لنسخ الكتب وتوزيعها على الطلاب بالمجان حتى يتمكنوا من مواكبة الدراسة.
وقالت مصادر داخل الوزارة لـ"العربي الجديد"، إن أحد السياسيين المتنفذين يحتكر طباعة الكتب الدراسية من خلال سلسلة مطابع يمتلكها، وإنه السبب في تأخر وصول الكتب، مؤكدة أنه تم إعلان أن العام الدراسي الحالي سيكون حضوريا من قبل وزارة الصحة وخلية الأزمة الصحية مبكرا، وكانت تنبغي متابعة طباعة الكتب قبل بدء الدراسة.

وفي السياق، اتهم عضو البرلمان السابق، عدنان الدنبوس، من وصفها بـ"الجهات السياسية النافذة" بالتدخل في ملف طباعة الكتب وتجهيز المدارس، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "هناك فسادا، وتعمد تخريب للتعليم الحكومي حتى تنتعش المدارس الأهلية، وغالبيتها مملوكة لجهات سياسية".
وقال عضو لجنة النزاهة، كاظم الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن "العراق يعاني من نقص عدد الأبنية المدرسية، والنقص يبلغ نحو عشرة آلاف بناية، وهذه جريمة بحق الطلاب، كما أن هناك تعمدا في عملية تكرار تغيير المناهج حتى تعاد طباعة الكتب كل عام، وتذهب ملايين الدولارات إلى جيوب أصحاب المطابع، وكل هذا سببه الفساد المستشري في الوزارة، وكثير من المدارس متهالك، وبعضها عبارة عن كرفانات لا تتوفر فيها أبسط مقومات التعليم".

ويقول محمد عبد، وهو والد إحدى الطالبات في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن ابنته تسلمت نصف الكتب، وكانت قديمة، والنصف الآخر لم يتم تسليمه حتى الآن، وإنه اضطر لشراء بقية الكتب من السوق السوداء، متسائلا "إن كانت مدارس العاصمة هكذا، فما حال مدارس المحافظات النائية؟".

وأكد الناشط علي الطائي، لـ"العربي الجديد"، أن الحاجة أصبحت ملحة لوضع حلول جذرية خاصة بتوفير كافة المستلزمات المدرسية قبل بدء العام الدراسي كما كان الأمر في السابق، فاليوم أصبح التعليم يثقل كاهل المواطنين بسبب تراجع الواقع التربوي، والمدارس الحكومية باتت خيار المضطر، والأهالي مجبرون على إرسال أبنائهم إلى المدارس الخاصة للحصول على تعليم جيد، وهذا الفشل بدأ منذ عام 2010، ولا يزال متواصلا".
وعانى القطاع التعليمي في العراق إهمالاً كبيراً من قبل الحكومات المتعاقبة، حيث لا يتم إنشاء مدارس جديدة، ولا ترميم القديمة، وعلى الرغم من وعود الحكومات بالحد من الفساد المتفشي في وزارة التربية، إلا أن المشاكل قائمة وتتفاقم.

المساهمون