عائلة الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس تضرب عن الطعام لمساندته

الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس مضرب عن الطعام منذ 91 يوماً وعائلته تبدأ إضراباً

25 أكتوبر 2020
قبلت المحكمة إبقاء الأخرس في المستشفى (فيسبوك)
+ الخط -

 

يواصل الأسير الفلسطيني، ماهر الأخرس، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ91 على التوالي، مطالباً بحريته والإفراج الفوري عنه، وسط ظروف صحية غاية في الخطورة، وهو يواجه احتمالية الموت المفاجئ، بينما شرعت عائلته، مساء أمس السبت، بإضراب عن الطعام لمساندة ماهر.

وقال نادي الأسير  الفلسطيني في بيان له، "إنّ الأسير الأخرس وجّه يوم الجمعة، رسالة ووصية عبر محاميته، قال فيها: "أطلب أن تزورني أمي وزوجتي وأولادي، ولا أريد أن أموت في مستشفى (كابلان) الإسرائيلي ولا أريد مساعدتهم، وإن أرادوا مساعدتي فلينقلوني إلى مستشفى فلسطيني، أريد أن أموت بين أهلي وأولادي، ولا أريد أن يضعوني في الثلاجة وألا يشرحوا جثتي بتاتاً، أريد من الأسرى القدامى الذين خاضوا معركة الإضراب عن الطعام وأهالي الشهداء أن يحملوا نعشي، وأوصي شعبي أن يحموا الوطن".

جاءت رسالة الأسير الأخرس، بعد يوم على قيام مجموعة من السجّانين وأمن مستشفى "كابلان"، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، باقتحام غرفته والتنكيل به بعد إخراج زوجته من الغرفة، وأبلغت سلطات الاحتلال محاميته بقرارها القاضي بإلغاء قرار المحكمة العليا والمتمثّل "بتجميد" اعتقاله الإداري، وأنّها قرّرت نقله إلى سجن "عيادة الرملة". وفي اليوم نفسه، تقدّمت محاميته بالتماس للمحكمة، طالبت فيه بوقف قرار نقله من مستشفى "كابلان" لخطورة وضعه الصحي، وعليه قبلت المحكمة الالتماس وأبقته في المستشفى.

ووفق بيان نادي الأسير، فإنّه منذ يوم أمس، بدأت عائلة الأسير الأخرس، اعتصاماً وإضراباً أمام غرفته في مستشفى "كابلان"، مطالبين بحريته، ومن المفترض أن تُعقد، اليوم الأحد، جلسة جديدة في المحكمة العليا للاحتلال للنظر في التماس جديد بشأن قضيته.

يُشار إلى أنّ هذا الالتماس جزء من عدّة التماسات سابقة قُدمت للإفراج عنه منذ تحويله إلى الاعتقال الإداري، ورفضت المحكمة العليا للاحتلال، في جميع القرارات التي صدرت عنها  الإفراج عن الأخرس، رغم وضعه الصحي الصعب.

 وفي تاريخ 23 سبتمبر/أيلول 2020، أصدرت المحكمة قراراً يقضي "بتجميد" اعتقال الأخرس الإداري، وهو بمثابة مسرحية وخدعة نفّذتها المحكمة في محاولة للالتفاف على إضرابه، وعليه رفض الأسير الأخرس وقف إضرابه. وفي تاريخ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2020، رفضت المحكمة مجدداً طلباً بالإفراج الفوري عن الأخرس، ومرة أخرى في تاريخ الثاني عشر من أكتوبر/تشرين الأول 2020، رفضت المحكمة طلباً جديداً، وخرجت بمقترح يمثل في جوهره محاولة جديدة للالتفاف على إضرابه، وترك فعلياً الباب مفتوحاً لإمكانية استمرار اعتقاله الإداري وتجديده.

ومن الجدير ذكره أنّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تاريخ 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أصدرت بياناً  أكدت فيه على خطورة الوضع الصحي للأسير الأخرس.

ويبلغ الأسير ماهر الأخرس 49 عاماً، وهو من بلدة سيلة الظهر، جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وأب لستة أبناء، ويعمل في الزراعة.

واعتقل الاحتلال ماهر الأخرس، في تاريخ 27 يوليو/تموز 2020، وجرى تحويله إلى الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر، وعليه شرع منذ لحظة اعتقاله بإضراب مفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله.

وخلال فترة إضرابه، نقلته إدارة سجون الاحتلال إلى عدة سجون، كانت أوّل محطة له في مركز توقيف "حوارة"، المقام جنوب نابلس، ثم جرى نقله إلى زنازين سجن "عوفر"، ثم إلى سجن "عيادة الرملة" إثر تدهور وضعه الصحي، وأخيراً إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي حيث يُحتجز  فيه منذ بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

يُشار  إلى أنّ الأسير الأخرس، أسير سابق اعتقل عدّة مرات منذ عام 1989، وقضى ما مجموعه أربع سنوات بشكل متفرق في سجون الاحتلال.

في شأن الأسرى، اقتحمت قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال قسم 13 في سجن "عوفر"، وهو قسم الأسرى الأطفال، وعددهم 45 طفلاً، ونقلتهم بالإضافة إلى ممثليهم إلى قسم 18 بعد تقييدهم، وأوضح نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، أن عملية الاقتحام نُفذت من قبل ثلاث وحدات هي  "درور"، و"اليّماز"، و"المتساداة"، وهي تعتبر من أعنف الوحدات وأكثرها همجية.
ويبلغ عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال قرابة 155 طفلاً موزعين على سجون عوفر، والدامون، ومجدو، فيما يبلغ عدد الأسرى الكلي في سجن "عوفر" قرابة 850 أسيراً.

في شأن متصل، يواصل الأسير محمد أحمد زغير (33 عاماً)، من الخليل جنوب الضفة الغربية، إضرابه المفتوح عن الطعام منذ ستة أيام رفضاً لاعتقاله الإداري. وأوضح نادي الأسير أنّ الأسير زغير يقبع منذ نهاية الأسبوع المنصرم، في زنازين سجن "النقب الصحراوي"، حيث نقلته إدارة السجون إلى الزنازين الانفرادية، عقب إعلانه الإضراب عن الطعام.

ولفت نادي الأسير إلى أنّه صدر بحقّ زغير، المعتقل منذ شهر إبريل/نيسان 2020، أمرا اعتقال إداري، مدّة كل واحد منهما أربعة أشهر، علماً أنه أسير سابق، قضى ما مجموعه أكثر من ثلاث سنوات في سجون الاحتلال. يُشار إلى أنّ زغير وهو ناشط حقوقي ضدّ الاستيطان، أب لثلاثة أطفال (براء وحياة ويافا)، أصغرهم يافا، وهي تبلغ من العمر سنة وثلاثة أشهر.

وفي سياق منفصل، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية، في بيان، الأحد، بأنّ تدهوراً طرأ على الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان كمال أبو وعر، والمحتجز حالياً داخل ما يسمى "مشفى الرملة". وأوضحت الهيئة أنّ مضاعفات طرأت على حالته الصحية، حيث أصبح يعاني من أوجاع حادة في الرقبة والرأس، وهزال عام، ولا يستطيع الكلام كما كان في السابق بواسطة الأنبوب الموجود في الحنجرة، فيقوم بالتواصل مع الآخرين بوساطة الكتابة، وفقد الكثير من وزنه.

وأضافت "قبل حوالي ثلاثة أسابيع جرى نقل الأسير أبو وعر إلى مشفى "أساف هروفيه"، وهناك خضع لعملية لوضع أنبوب مخصّص للتغذية يتم إدخاله عبر فتحة جراحية في المعدة".  ولفتت الهيئة إلى أنّ أطباء الاحتلال كانوا قد اكتشفوا إصابة الأسير أبو وعر بالسرطان في الحنجرة والحلق، نهاية العام الماضي 2019، وقد خضع أبو وعر لجلسات العلاج الإشعاعي بمستشفى "رمبام" بمدينة حيفا بالداخل المحتلّ، بعد إهمال طبي مقصود من قبل إدارة سجون الاحتلال.

وأشارت الهيئة إلى أنه وقبل حوالي شهرين، خضع الأسير أبو وعر، لعملية زرع أنبوب بلاستيكي لمساعدته على التنفس، واستقرّت حالته الصحية، لكن تمّ نقله بعدها لأخذ خزعة من حنجرته وتشخيص وضعه، وتبيّن أن هناك تراجعا واضحا في وضعه الصحي، ومن المتوقع أن يخضع الأسير مجدداً، لجلسات علاج كيميائي لمدة 6 أشهر.

الجدير بالذكر أنّ الأسير أبو وعر (46 عاماً)، من بلدة قباطية جنوب جنين، شمال الضفة الغربية، وهو معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن 6 مؤبدات و50 عاماً، وهو واحد من عشرات الأسرى المصابين بأمراض سرطانية مختلفة، وبحاجة ماسة لمتابعة طبية حثيثة لحالاتهم.

المساهمون