عائلة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان حسين مسالمة تحذر من استشهاده

عائلة الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان حسين مسالمة تحذر من استشهاده

البيرة

جهاد بركات

جهاد بركات
02 فبراير 2021
+ الخط -

قادماً من بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، إلى مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة، وسط الضفة الغربية، وقف محمد مسالمة، والد الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان حسين مسالمة (39 عاماً)، وسط الاعتصام الأسبوعي للأسرى، والذي خصص هذا الأسبوع للتضامن مع ابنه والأسرى المرضى، معلناً رفضه استقبال أي من المسؤولين الفلسطينيين المقصرين بقضيته في عزائه في حال استشهاده، فهو كما يقول، في كل يوم ينتظر مكالمة من مستشفى سوروكا الإسرائيلي حيث يحتجز تنبئه بخبر استشهاده.

ذلك التوقع بما هو سيئ لم ينبع من فراغ، فالعائلة زارت مسالمة قبل عشرة أيام في المشفى. والدته، سهيلة مسالمة، التي حضرت الاعتصام ولم تخف دموعها، تكشف في حديثها لـ"العربي الجديد"، عن أنها في تلك الزيارة لم تعرفه بسبب الانتفاخات في وجهه، وتقول: "لم أعرف ابني لو لم يقولوا لي إنه هو، لو لم يعطوني الأوراق التي كتب عليها اسمه لم أعرفه، حتى أنني سألت زوجي، هذا حسين؟".

تتابع والدته بالقول: "جنود الاحتلال الذين كانوا داخل غرفته في المشفى وخارجها منعونا من تصويره والاقتراب منه واحتضانه، صرخوا بي: (اخرجي). ناديت على ابني الذي لم أزره منذ ثلاث سنوات، لم يرد، صرخت منادية عليه حتى أصبت بالدوار وأخرجوني من المشفى".

تؤكد مسالمة أن وضع ابنها ما زال سيئاً، لكنها تشير إلى عدم معرفتها الكثير عن وضعه الصحي، مطالبة كل من يستطيع الوقوف مع ابنها وباقي الأسرى أن يفعل ذلك.

على هامش الاعتصام الذي نظمته مؤسسات الأسرى الفلسطينية، قال والده محمد مسالمة لـ"العربي الجديد": "إنني فقط بالأمس تحدثت مع طبيبه، بعد تدخل من منظمات حقوقية"، وهو كما يؤكد حاول الاتصال بالمشفى دون تجاوب، وبعد التدخل هاتف الطبيب الذي قال له: "لا أريد أن أتحدث بشيء يزعجك، لكن وضعه صعب، كل يوم نجري له فحوصات للدم، ولا تقدم".

ويتابع والد حسين: "أنا أعلم أن وضعه صعب، صبرنا ثمانية عشر عاماً على أمل أن يخرج بصحة وعافية، لكن حتى لو استشهد لست حزيناً، رفضوا الإفراج عنه رغم وضعه الصعب فهم يتعاملون معنا كما تتعامل العصابات".

وطالب مسالمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن تكون قضية الأسرى المرضى على سلم الأولويات، محذراً من قتل بطيء لهم كما هو حال ابنه، كما طالب السلطة الفلسطينية والمسؤولين الفلسطينيين بالعمل على الإفراج العاجل عن ابنه، وقال: "ربما نتلقى في أي لحظة خبراً غير سار".

وفي المقابل، كرر مسالمة في حديثه مع "العربي الجديد"، رسالته للمسؤولين، وقال: "لو استشهد ابني فهو فخر لي وللشعب الفلسطيني، لكن لن أقبل منهم أي اعتذار أو أن يشاركوني في عزاء ابني، لن أقبلهم وسأطردهم كلهم".

وكانت محكمة الاحتلال قد رفضت، الأربعاء الماضي، الإفراج المبكر عن الأسير حسين مسالمة، رغم وضعه الصحي الحرج جراء إصابته بسرطان الدم (اللوكيميا)، فيما ستعقد جلسة أخرى لمحكمة الاحتلال للنظر بقضيته غداً الأربعاء.

وفي هذا السياق، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد": "إن المحاولات لن تتوقف للمطالبة بإطلاق سراح حسين مسالمة وسراح الأسرى المرضى وكبار السن، رغم تواطؤ الجهاز القضائي الإسرائيلي في جرائم الاحتلال".

وأضاف فارس: "إن سلطات الاحتلال عطلت قانوناً إسرائيلياً دون إلغائه يقضي بالإفراج المبكر عن الأسرى، بحكم البيئة السياسية اليمينية في دولة الاحتلال التي يغلب عليها التطرف"، مشيراً إلى أن الاحتلال ذهب أبعد من ذلك برفض تسليم جثامين الأسرى الشهداء.

وكان نادي الأسير الفلسطيني قد حمّل إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير مسالمة، "التي مارست بحقه سياستها الممنهجة والمتمثلة بالإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) حتى وصل إلى هذه المرحلة الخطيرة".

وطالب نادي الأسير منظمة الصحة العالمية، وكافة جهات الاختصاص، بضرورة التدخل العاجل للإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السّن، لا سيما مع استمرار انتشار فيروس كورونا. وأكد النادي أن إدارة سجون الاحتلال ماطلت، وعلى مدار الشهور الماضية في نقل مسالمة إلى المستشفى.

ذات صلة

الصورة

سياسة

الضرب المبرح وبتر الأطراف نتيجة الأصفاد، والاحتجاز داخل أقفاص، ليست سوى جزء من صور الموت وأشكال التعذيب، في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، وما خفي أعظم
الصورة

مجتمع

في عيد الأم أفادت تقارير فلسطينية بأنّ 37 أمّاً يستشهدن يومياً في قطاع غزة، في حين أنّ 28 أسيرة مغيبة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

اتّهم تحقيق غير منشور، أجرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إسرائيل بإساءة معاملة المئات من سكان قطاع غزة الذين تمّ أسرهم خلال الحرب.
الصورة
صورة الأسير الفلسطيني فاروق الخطيب قبل وبعد الإفراج عنه (نادي الأسير)

مجتمع

حمّل نادي الأسير الفلسطينيّ الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الحالة الصحيّة الخطيرة التي خرج بها المعتقل فاروق أحمد إسماعيل الطيب.

المساهمون