استمع إلى الملخص
- يواجه ريشي كومار جسراني أزمة شخصية حيث بقيت عائلته الباكستانية في الهند، مما يعكس معاناة العائلات المفصولة بسبب القرارات السياسية.
- تذكر الأزمة الحالية بتقسيم الهند عام 1947، حيث تعاني الأسر المختلطة من صعوبة التأشيرات، ويطالب الأفراد بالسماح لأسرهم بالعودة، مشددين على تأثير التوترات السياسية على المواطنين العاديين.
أمضى رجل الأعمال الهندي ريشي كومار جسراني يومَين وهو يراقب تَدافُع الخارجين من الهند وهم ينقلون أمتعتهم ويودّعون أحبّتهم على الحدود الهندية الباكستانية قبل إغلاقها، مع تضاؤل الآمال في السماح لعائلته بالعبور. ومع التدهور السريع في العلاقات بين نيودلهي وإسلام أباد، ألغت الدولتان الجارتان منح تأشيرات الدخول وطردت كلّ واحدة منهما مواطني الأخرى، الأمر الذي منح الأفراد بضعة أيام لعبور الحدود قبل إغلاقها.
وعبّر جسراني (39 عاماً) عن خشيته من أن يكون الوقت قد فات بعدما بقيت زوجته الباكستانية وطفلاه في الجانب الهندي. أضاف في حديث لوكالة فرانس برس: "أبلغوها أنّهم سوف يسمحون فقط لطفلَي بالعودة، لأنّهما يحملان جوازَي سفر هنديَّين"، مشيراً إلى أنّه لم يتلقَّ أيّ توصية من الجانب الهندي. وتساءل: "كيف يمكن فصل أمّ عن طفلَيها؟". وبيّن جسراني أنّ زوجته سافيتا كوماري (35 عاماً) هندوسية مثله، وتملك تأشيرة هندية طويلة الأمد، وقد استخدمتها في الماضي للسفر من الهند من أجل زيارة عائلتها في باكستان. لكنّ ذلك لم يُحدث فرقاً في ضوء الاضطرابات الأخيرة.
ومنذ اتّهمت الهند باكستان بدعم الهجوم الدامي الذي وقع في 22 إبريل/نيسان الجاري واستهدف سيّاحاً في باهالغام، الأمر الذي تنفيه إسلام أباد، تبادلت الدولتان إطلاق النار وكذلك تصريحات دبلوماسية شديدة اللهجة.
وعند معبر أتاري-واغاه الواقع على الحدود الهندية الباكستانية حيث يُسجَّل اكتظاظ، تؤثّر العلاقات المتوتّرة على عائلات عديدة تعيش على جانًبي الحدود. ولم تتوّفر بعد أرقام خاصة حول أعداد رعايا كلّ واحد من البلدَين في البلد الآخر الذين يستعدّون لعبور الحدود. وأمس السبت، شوهدت قوافل من السيارات والعربات وهي تنقل المغادرين إلى الحدود، فيما أتى الأقارب لوداعهم عند حاجز للشرطة.
من جهته، تمكّن المواطن الهندي أنيس محمد (41 عاماً) من نقل عمّته شيهار بانو البالغة من العمر 76 عاماً إلى الحدود الهندية الباكستانية قبل المهلة التي حدّدتها إسلام أباد للمغادرة والتي تنتهي بعد غدٍ الثلاثاء في 29 إبريل. وأخبر محمد، من إندور في ولاية ماديا براديش الهندية، وكالة فرانس برس أنّ عمّته "مسنّة ومريضة وقد أتت للقاء أفراد العائلة"، مضيفاً "لا أحد يعرف إذا كنّا سوف نلتقي مجدّداً ومتى".
وعلى الحدود الهندية الباكستانية يذكّر تشتّت الأسر بسابقة تاريخية مؤلمة. فقد أدّت نهاية الحكم البريطاني في عام 1947 إلى تقسيم شبه القارة الهندية، بين الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة. وتزيد أوامر الطرد التي صدرت، في الأسبوع الأخير، من معاناة الأسر المختلَطة التي تحاول بصعوبة الحصول على تأشيرات دخول.
في الإطار نفسه، أفاد الطبيب الهندي فيكرام أوداسي (37 عاماً) بأنّه وزوجته الباكستانية سارعا إلى بلوغ المعبر الحدودي عندما أُعلن عن الإغلاق، لكنّهما وصلا بعد فوات الأوان. أضاف أوداسي لوكالة فرانس برس: "توجّهت زوجتي وطفلنا آهان، البالغ من العمر أربعة أعوام، إلى المعبر للقاء والدتها وبقيّة أفراد الأسرة". هو ينتظر عند المعبر منذ أوّل من أمس الجمعة، في حين منع الضبّاط زوجته وطفلهما من الوصول إليه على بعد كيلومتر واحد فقط.
وأكد أوداسي أنّ زوجته وابنهما "عالقان الآن عند الجانب الآخر من الحدود، ولا يُسمَح لهما بالعودة. وقد طلبوا من زوجتي إرسال الطفل فقط". وناشد: "من فضلكم اسمحوا لهما بالعودة. يمكنكم إلغاء التأشيرات السياحية وغيرها من التأشيرات قصيرة الأجل، لكن اسمحوا لمن لديهم عائلات وتأشيرات طويلة الأمد بالعودة". وإذ ندّد الطبيب الهندي بالهجوم في كشمير، أعرب عن حزنه إزاء تداعيات ذلك على المواطنين العاديين من أمثاله. وأكمل: "مهما كانت المشكلات بين الحكومتَين، نحن الذين ندفع الثمن (...) نحن عالقون وسط الأزمة ونعاني".
(فرانس برس، العربي الجديد)