ظفر خان... لاجئ أفغاني يعلّم أولاده في الغربة

ظفر خان... لاجئ أفغاني يعلّم أولاده في الغربة

10 ديسمبر 2020
يرغب ظفر خان في العودة إلى بلاده (العربي الجديد)
+ الخط -

كان الأفغاني ظفر خان (43 عاماً) طفلاً حين جاءت به أسرته إلى باكستان، واليوم، صار لديه ثمانية أولاد. عن حياته، يقول لـ "العربي الجديد": "مضت الحياة بلا معنى، ومن دون أن نستمتع بها". يسكن في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام أباد، وعمل في مهن مختلفة من أجل تأمين لقمة العيش وتكوين أسرة. بداية، كان همه الأول مساعدة والده في أعماله المختلفة، وادخار المال من أجل الزواج. واليوم، فإن همه الوحيد هو العمل من أجل كسب لقمة العيش لأسرته. بناته الخمس لا يذهبن إلى المدرسة، ويتعلمن الدين وحفظ القرآن في البيت. أما الذكور، وهم ثلاثة، فيذهبون إلى المدرسة ويحرص الوالد على تأمين كل احتياجاتهم. ويقول إن المدرسة كانت حلماً لم يتحقق بالنسبة إليه. "اليوم، لن أترك أولادي من دون دراسة. لا أريدهم أن يعملوا في حفر الآبار مثلي. وإذا أتيحت لي الفرصة، أريدهم أن يصلوا إلى مرحلة الدراسات العليا". وعن سبب عدم تعلّم الفتيات، فيقول إِنّه العرف السائد في أسرته، عدا عن الوضع الإقتصادي الهشّ. ويوضح أن العائلة تمانع دراسة الفتيات، كما "أنني بالكاد أستطيع توفير مستلزمات ثلاثة أولاد". كذلك، يُوفّر ظفر خان لوالده حاجي كلستان كل ما يحتاجه. لديه أربعة أشقاء، اثنان منهم عادا إلى أفغانستان ويعيشان في مديرية باغرام في إقليم بروان المجاور للعاصمة كابول، ويعملان في الحقول والتجارة المحلية. وشقيقه الثالث يعيش في مدينة أيبت آباد الباكستانية ويعمل في حفر الآبار، فيما يعيش الرابع في منزل ظفر ويعمل معه. 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

يقول ظفر إن اللجوء والسعي إلى كسب العيش ساهما في تشتت العائلة. "لا ندري متى يحل الأمن في بلادنا ونتمكن من لمّ شمل أسرتنا". 
يرغب ظفر خان في العودة إلى بلاده لأن الحياة باتت أكثر صعوبة في باكستان، وخصوصاً في ظل الغلاء. كما أن المشاكل الأمنية المتكررة لا تتيح له العودة إلى بلاده، علماً أن عائلته تملك أراضي فيها، ما يساعده على تحقيق بعض الاستقرار. كان وشقيقه يترددان كثيراً على أفغانستان، حيث يزوران شقيقهيما اللذين يعيشان فيها. لكن في ظل تشديد الإجراءات على الحدود، فقد تراجعت زياراتهما إلى درجة كبيرة. اليوم، يأمل في نجاح المصالحة الأفغانية ليكون من أوائل العائدين. "لو كان هناك أمن في ديارنا وبلادنا، لم نكن لنبقى لحظة واحدة في الغربة". 

المساهمون