طلب للإفراج المبكر عن الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد

طلب للإفراج المبكر عن الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد

06 يناير 2022
يعاني الأسير أبو حميد من صعوبة بالتنفس وهو في غيبوبة (فيسبوك)
+ الخط -

قدّمت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية، مساء الخميس، طلباً مستعجلاً لما يسمى بـ"لجنة الإفراج المبكر" لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لإطلاق سراح الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، الذي يمرّ بوضع صحي خطير جداً، وهناك خشية وقلق حقيقي على حياته.

وأوضحت هيئة الأسرى، في بيان لها، أنّه تمّ تقديم طلب الإفراج وفقاً لخطورة الوضع الصحي الذي وصلت إليه حالة الأسير أبو حميد، وتضمّن أسباباً طبية واضحة، حيث يتواجد حالياً في مستشفى "برزلاي" في قسم العناية المكثفة، وما زال تحت أجهزة التنفس والتخدير، ويعاني من صعوبة في التنفس، وهو في حالة غيبوبة.

وأضافت الهيئة أنها شكّلت طاقماً قانونياً لمتابعة كل ما يتعلق بحالة الأسير أبو حميد على مدار الساعة، حيث يقوم المحاميان كريم عجوة وسليمان شاهين، بمتابعة وضعه مع المستشفى، والضغط على "لجنة الإفراج المبكر" لقبول طلب الهيئة، وأنّ الوحدة القانونية في حالة تواصل كامل مع العديد من الجهات التي يمكن أن تساعد في قبول هذا الطلب.

وحمّلت الهيئة، حكومة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير ناصر أبو حميد، مطالبةً الصليب الأحمر وكافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتحرّك الفوري للإفراج عنه.

يُذكر أنّ الأسير أبو حميد يعاني من سرطان في الرئة، كما يعاني من التهابات حادة وخطيرة أدّت إلى دخوله في غيبوبة وعدم قدرته على التنفس الطبيعي.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، في تصريح صحافي، مساء اليوم الخميس، "إنه تمّ السماح لعدد من أسرة الأسير ناصر أبو حميد بزيارته غداً الجمعة، لأنه يعاني من أوضاع صحية صعبة ويرقد في المستشفيات الإسرائيلية للعلاج".

وأضاف الشيخ: "خاطبنا الجانب الإسرائيلي، وطالبناه بالإفراج الفوري عن الأسير أبو حميد ليتلقى العلاج اللازم في الخارج".

بدوره، أكّد نادي الأسير الفلسطينيّ، أنّ وضع الأسير ناصر أبو حميد (49 عاماً) الصحي ما زال خطيراً، وهو ما زال فاقداً للوعي وموضوعا على أجهزة التنفس الاصطناعيّ، والمناعة لديه ضعيفة جداً، وتتعمد إدارة سجون الاحتلال فرض تعتيم على وضعه الصحيّ.

وقال النادي، في بيان له، اليوم الخميس، "إنّ ما يجري مع أبو حميد، هو نتاج لسياسات ممنهجة تعرّض لها على مدار سنوات اعتقاله، وعلى رأسها سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، بما فيها من أدوات تنكيلية، أبرزها المماطلة في تقديم العلاج له، وتشخيص المرض".

وأضاف نادي الأسير، أنّ أبو حميد عرف تدهوراً خطيراً بوضعه الصحي منذ شهر أغسطس/آب 2021، وتبيّن أنه مصاب بورم على الرئتين. وماطلت لاحقاً إدارة السجن مجدداً في متابعة علاجه، واضطر الأسرى إلى تنفيذ خطوات احتجاجية لتوفير العلاج له، وعليه نُقل إلى المستشفى وخضع لعملية جراحية تمّ خلالها استئصال الورم، إلاّ أنّ الإدارة أعادته إلى السجن قبل امتثاله للشفاء.

وتابع النادي، وبعد فترة وجيزة، تمّ اكتشاف تعرّضه لخطأ طبيّ، إذ جرى زرع أنبوب لتفريغ الهواء له من مكان العملية، لكن تبيّن لاحقاً أنّ الطبيب قام بزرع الأنبوب في غير مكانه المناسب، وساء وضعه الصحي بعدها أكثر. ونُقل مجدداً إثر ذلك إلى المستشفى، ثم أعيد للسجن، وفي الخمسة أيام الماضية، عانى من ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتدهور وضعه الصحي ونقل مجدداً إلى المستشفى، حيث لا يزال يرقد حتى اليوم، وهو في وضع صحيّ خطير جداً.

وأكّد نادي الأسير أنّ أبو حميد المعتقل منذ عام 2002، والذي أمضى قبل ذلك سنوات في سجون الاحتلال، تعرّض لإصابات عدّة وواجه ظروف اعتقالٍ قاسية مع باقي الأسرى، حيث يقبع في سجن "عسقلان"، وإلى جانبه مجموعة من الأسرى المرضى، وهو من أسوأ السجون من حيث الظروف الصحية والحياتية.

وفي السياق، لفت نادي الأسير إلى أنّ الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون حالة من القلق الشديد على مصير وحياة رفيقهم الأسير أبو حميد، وطالبوا مجدداً كافة جهات الاختصاص بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياته، وكذلك استمرار الإسناد الشعبي له ولعائلته.

يُذكر أنّ الأسير أبو حميد، محكوم بالسجن 7 مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، ناصر، شريف ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اعتُقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أنّ بقية العائلة تعرّضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم. كما تعرّض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019.

المساهمون