طلبة الطب العائدون من أوكرانيا يواجهون الرفض في كليات ومستشفيات تونس

طلبة الطب العائدون من أوكرانيا يواجهون الرفض في كليات ومستشفيات تونس

03 أكتوبر 2022
تشكو الجامعات التونسية من عدم قدرتها على استيعاب طلاب جدد (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

يواجه طلبة الطب العائدون من أوكرانيا الرفض من كليات ومستشفيات تونس بعد أن أعلنت وزارة التعليم العالي، منذ بداية السنة الجامعية، عدم قدرة الجامعات المحلية على استيعاب 1400 طالب كانوا يدرسون في كليات الطب الأوكرانية، مؤكدة السماح لهم بإجراء التربصات المهنية في مستشفيات بلادهم.

غير أنه تم رفض قبولهم كمتربصين داخل المستشفيات من زملائهم من الأطباء الشبان، الذين أصدرت منظمتهم بياناً طالبت فيه بعدم قبول طلبة الطب العائدين من أوكرانيا كمتربصين داخل المستشفيات التونسية، محذرين من الاتجاه نحو خوصصة دراسة الطب في تونس.

وصدر قرار بالسماح للطلبة التونسيين الذين كانوا يدرسون اختصاصات طبية في أوكرانيا بإجراء تربصات داخل مستشفيات بلادهم، مع مواصلة التعليم عن بعد، وهو ما أثار جدلاً كبيراً داخل الأوساط الطبية في تونس التي انقسمت ما بين مؤيد للقرار ورافض له.

والجمعة الماضي، أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة في بيان مشترك، أنه تم التنسيق مع كليات الطب وكلية طب الأسنان بالمنستير وكلية الصيدلية بالمنستير لدراسة مطالب الطلبة التونسيين المزاولين دراستهم في الاختصاصات الطبية بأوكرانيا، من أجل تمكينهم من إجراء التربصات التطبيقية في حدود الإمكانيات المتوفرة وطاقة استيعاب المؤسسات الصحية. ودعت الوزارتان الطلبة إلى الاتصال بإحدى المؤسسات المذكورة للقيام بالإجراءات المطلوبة.

وعبرت الجمعية المهنية للأطباء الشبان عن استغرابها من قرار الوزارة، بينما حذر الأطباء الشبان من "خطر التدرج نحو إدراج هؤلاء الطلبة في كليات الطب الحكومية"، ومما وصفوه في بلاغ لجمعيتهم بـ "محاولات خوصصة التكوين الطبي عبر إدماج للطلبة الدارسين بالخارج بكليات الطب التونسية"، مؤكدين استعدادهم "للتصعيد إذا تم تخطي هذا الحاجز".

في المقابل قالت وزارة التعليم العالي إن طلبة الطب العائدين من أوكرانيا لن يسمح لهم بالتسجيل في كليات الطب التونسية التي ليست لها القدرة على استيعاب 1400 طالب جديد، مؤكدة أنه تمت مناقشة إمكانية إدماجهم في كليات في دول أجنبية، على أن يسمح لهم بإجراء التربصات في مستشفيات بلادهم.

ويؤكد عضو هيئة الأطباء، نزيه الزغل، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "قرار السماح لطلبة الطب في كليات أوكرانية لم يناقش رسمياً صلب مجلس عمادة الأطباء التونسيين"، غير أنه اعتبر أن "مشاركتهم في التربصات بمستشفيات تونس يمكن أن تكون حلا للعديد منهم شرط إجراء اختبارات الكفاءة بما يسمح بتقييم مستواهم العلمي مقارنة بنظرائهم في الكليات التونسية".

وأشار الزغل إلى أن "الأطباء في مرحلة التربص يمارسون المهنة داخل المستشفيات تحت إشراف رؤسائهم في مختلف الاختصاصات"، مؤكدا أن "ممارسة المهنة تضع الأطباء المتربصين إزاء المسؤولية المهنية، ما يتطلب الحد الأدنى من الكفاءة حفاظا على أرواح المرضى وجودة التكوين الطبي التونسي".

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في انقطاع آلاف الطلبة عن دراستهم والعودة إلى تونس عبر رحلات الإجلاء، تاركين وراءهم جهدا طويلا لسنوات من الدراسة الجامعية في اختصاصات طبية ومالية، بينما اختار آخرون البقاء في دول أوروبية بحسب الإمكانيات التي أتيحت لهم من أجل البحث عن فرص اندماج جديدة.

وفي أغسطس/آب الماضي توصلت جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا إلى اتفاق مع جامعة "أوجغورد" الأوكرانية الحكومية على فتح الترسيم أمام الطلبة التونسيين بمقر هذه الجامعة بسلوفاكيا، وفق ما أفاد به رئيس الجمعية، طارق العلوي حينها.

وذكر العلوي في تصريح لوكالة "تونس أفريقيا"، أن الاتفاق يهدف إلى حل مشكلة الطلبة التونسيين الذين لم يستأنفوا دراستهم بالجامعات الأوكرانية بعد مغادرتهم لأوكرانيا نتيجة اندلاع الحرب هناك.

كذلك قالت وزارة التعليم العالي في وقت سابق إنها تلقت وعدا من وزارة التعليم الرومانية بالسماح للطلبة التونسيين العائدين من أوكرانيا بتسجيلهم في الجامعات الرومانية.

المساهمون