استمع إلى الملخص
- لم تسفر الاجتماعات بين وزارة التعليم العالي وممثلي الطلاب عن تسوية للمطالب، مما دفع التكتل الطلابي للمطالبة بخريطة طريق واضحة تشمل أهدافاً مرحلية لضمان تنفيذ المطالب.
- يطالب الطلاب بزيادة جودة التكوين الطبي، وزيادة المنح الدراسية، وفتح مناصب شغل، بينما يطالب طلاب الصيدلة بإعادة النظر في البرامج البيداغوجية وتخصيص ميزانية لتغطية النقائص.
تمسك طلاب كليات الطب والصيدلة في الجزائر بمواصلة الاحتجاجات التي ينفذونها منذ أكثر من شهر للمطالبة بتحسين ظروف التكوين والتأهيل العلمي، وتوفير الوسائل البيداغوجية وتقليص عدد الكليات، ورفع التجميد عن شهادات التخرج، وتوفير وظائف للأطباء الذين تخرجوا حديثاً.
ولم تفضِ سلسلة اجتماعات عقدها مسؤولو وزارة التعليم العالي مع ممثلي الطلاب الجامعيين، الذين اتحدوا في تكتل مستقل عن التنظيمات الطلابية المعروفة، إلى تسوية مطالب الطلاب رغم تحقيق تقدم في بعض البنود والمطالب. وبالتالي لم يقتنع الطلبة بالعودة إلى الدراسة، وأصدر التكتل، اليوم الخميس، بياناً طالب فيه بأن تستجيب الحكومة للمطالب، ووضع مراسيم مرفقة بخريطة طريق تشمل درس الوضع الراهن، وتحديد خطة عمل مفصلة تتضمن أهدافاً مرحلية لضمان تطبيق المطالب".
وأكد التكتل الطلابي أن وزارة التعليم العالي "لم تطرح حتى الآن أي بيان يوضح مدى التقدم في تلبية المطالب المشتركة بين طلاب العلوم الطبية وتلك الخاصة بكل تخصص. ولفت إلى وجود "تجاهل غير مبرر للمطالب الخاصة بطلاب الصيدلة، والتي لم تشهد أي تقدم خلال عرضها في خمسة اجتماعات". ودعا إلى الإسراع في عقد اجتماعات للجنة البيداغوجية، وإشراك ممثلي الطلاب في مناقشة المطالب، والتوصل إلى اتفاق يقبل به الطلبة وتلتزم الحكومة بتنفيذه.
ويُطالب طلاب الطب برفع جودة التكوين الطبي في الجزائر، وزيادة عدد مناصب التكوين في الطب التخصصي، والحدّ من فتح كليات من دون توفير التأطير البيداغوجي اللازم (عدد الكليات 14 حالياً)، إذ يتخوفون من تزايد عدد المتخرجين مقابل نقص المناصب في المستشفيات والمراكز الصحية. كما يطالبون بزيادة منح طلاب الطب خلال فترة التربص في المستشفيات، وفتح مناصب شغل للأطباء العاطلين عن العمل، وإعادة حق المصادقة على الشهادات النهائية للأطباء بعدما كانت الحكومة الجزائرية اتخذت، في يوليو/ حزيران الماضي، قرار تجميد المصادقة على شهادات الكفاءة الطبية للأطباء لمنع هروب وهجرة الكفاءات الطبية من البلاد إلى الخارج.
من جهتهم، يطالب طلاب كليات الصيدلة بإعادة النظر في البرنامج البيداغوجي، واستعجال تخصيص ميزانية تسمح بتغطية النقائص الخاصة بوسائل الأعمال التطبيقية، واعتماد التربص الإجباري بدءاً من السنة الثالثة في الصيدليات والمراكز الاستشفائية وشركات الأدوية، وإيقاف كل دورات التكوين التي تنظمها معاهد خاصة لمهنة بائع صيدلي، وحصر صرف الأدوية بالصيدلي.
وكانت السلطات أخفقت في وقف احتجاجات طلاب كليات الطب حتى باستخدام أسلوب الترهيب عبر اتهام أطراف في الداخل والخارج بتحريكهم، أو باعتقال مدير صفحة "فيسبوك" الخاصة بالتكتل الطلابي أحمد بودوح الذي أفرجت عنه بعد أيام من التحقيق معه. وسبق أن أحالت بعض كليات الطب ممثلي الطلبة على مجالس التأديب بحجة تعطيل الدراسة من أجل ثنيهم عن الإضراب، كما دفعت السلطات الصحف الكبيرة إلى شن حملة إعلامية تشكك في خلفيات حركة الاحتجاج، وجعلتها تتجاهل الاحتجاجات بالكامل وتمتنع عن تغطيتها إلا من خلال بيانات وزارة التعليم العالي.