طفل يمني يتجوّل بائعاً لحلوى المجلجل ومغنيّاً للأمل

طفل يمني يتجوّل بائعاً لحلوى المجلجل ومغنيّاً للأمل

صنعاء

كمال البنا

avata
كمال البنا
16 فبراير 2021
+ الخط -

"سنغني للأمل وإن كان بعيداً".. هذا ما يردده الطفل اليمني علي علاوي (14 عاماً) بائع حلوى المجلجل (السمسمية) والقادم من أحد الأحياء الشعبية في العاصمة صنعاء، يحمل في قلبه ترانيم العشق لمستقبله المجهول، وعلى رأسه صينيته المليئة بحلوياته يتجول ليكسب لقمة عيش كريمة لأسرته، فقد توفي والده، ما اضطره إلى مغادرة مقاعد الدراسة والخروج لسوق العمل.

ومن المكونات الأساسية لحلوى المجلجل الشعبية في اليمن، السمسم واللوز، يتم خلطهما، ومن ثم قليها فوق النار، ثم تترك لساعات حتى تبرد ويتم تقطيعها إلى أقراص صغيرة، يصففها علاوي في صينية وينطلق بها إلى الشارع لبيعها مدندنا بمقاطع من أغان يصدح بها.

يمتلك علاوي صوتاً ساحراً يلفت الأنظار بموهبته ويطرب زبائنه، إذ يتميز ببحة فريدة وتعدد ألوانه الغنائية بين اليمني والمصري والخليجي. يقول علاوي لـ "العربي الجديد"كنت أدرس وكان أبي يصرف علينا ولا يحرمنا من شيء، لكنه توفي ووجدت نفسي مضطراً للعمل حتى أعيل أمي وإخواني.

ويضيف علاوي، "بدأت أغني مع نفسي كل يوم وأنا في طريقي لبيع المجلجل قرب الكليات، وكنت أخاف أن يسمعني أحد، وذات يوم كنت أجلس وحدي بجوار إحدى قاعات كلية الإعلام في جامعة صنعاء أعد أقراص المجلجل وأغني فسمعني الطلاب وسجلوا صوتي من دون معرفتي، وانتشر الفيديو في أوساطهم وأصبح كل من يأتي لشراء المجلجل  يطلب مني أن أغني، ومن ثمّ كسرت حاجز الخوف وأصبحت أغني للجميع وشعرت بالسعادة عندما أعجبوا بصوتي".

ويتابع علاوي بحماس "لقد بات الطلاب يتصلون بي إذا غبت يوماً أو ذهبت إلى كلية أخرى ويقولون لي " ضروري ياعلاوي تجي تغني لنا".  

ويشير"بالأمل نحيا رغم المحن والصعوبات، وسننجو من واقعنا بالكفاح، لقد أصبحت اليوم من أسعد الناس بصوتي ولست حزيناً على ما انقضى، أنا حزين فقط لأني لا أستطيع إكمال دراستي" .

وفي السياق، يقول محسن السريحي طالب في كلية الإعلام لـ "العربي الجديد": "علاوي قصة ملهمة لنا، طفل يتحمل مسؤولية بيت ويعيل أسرته ويطربنا بصوته العذب وفي زمن الحرب يبعث فينا الأمل الذي تبعثر على أرصفة اليأس".

من جهته يقول الصحافي مبارك اليوسفي، إن علاوي يطرب الناس بصوته، نأمل أن يجد من يتبنى موهبته فهو  من الأطفال الذي أنجبتهم الحرب وكغيره من اليمنيين يطمح أن يعيش بعزة وكرامة ويحقق حلمه ويعود إلى فصول  الدراسة .

ذات صلة

الصورة
مقاتلون حوثيون قرب صنعاء، يناير الماضي (محمد حمود/Getty)

سياسة

بعد 9 سنوات من تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لم يتحقّق شيء من الأهداف التي وضعها هذا التحالف لتدخلّه، بل ذهب اليمن إلى حالة انهيار وانقسام.
الصورة
11 فبراير

سياسة

تحيي مدينة تعز وسط اليمن، منذ مساء أمس السبت، الذكرى الثالثة عشرة لثورة 11 فبراير بمظاهر احتفالية متعددة تضمنت مهرجانات كرنفالية واحتفالات شعبية.
الصورة
عيدروس الزبيدي (فرانس برس)

سياسة

أفادت قناة كان 11 العبرية التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، مساء الأحد، بأن الانفصاليين في جنوب اليمن أبدوا استعدادهم "للتعاون مع إسرائيل في وجه تهديد الحوثيين".
الصورة

مجتمع

على ورقة بيضاء، ترسم الفلسطينية جنى سويدان (9 أعوام) علم فلسطين ومنزلها، الذي تحلم بالعودة إليه بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

المساهمون