ضغوط على جامعة أيسلندية تموّلها ماكينات قمار

ضغوط على جامعة أيسلندية تموّلها ماكينات قمار

14 فبراير 2022
الحانات تستقبل ماكينات قمار جامعة أيسلندا (هارالدور غودجنسون/ فرانس برس)
+ الخط -

 

لا تتلاقى مبادئ التعليم مع القمار، لكن ذلك واقع في جامعة أيسلندا التي تعتبر إحدى الأقدم في البلاد، وتعتمد منذ عقود على مصدر تمويل توفره مداخيل ماكينات قمار تحاكي أجواء كازينوهات مدينة لاس فيغاس الأميركية، لكنها تواجه اليوم ضغوطاً كبيرة لإغلاق أماكن استخدام هذه الماكينات.

يورد تقرير نشره موقع "تايمز هاير إيديوكيشن"، أن حكاية تمويل ماكينات القمار ميزانية الجامعة بدأت حين أجري عام 1933 يانصيب استند إلى عفو استثنائي منحته الدولة عام 1933 لتأمين مبلغ شراء العقارات الخاصة بالجامعة. ثم استمر العمل بالإعفاء الذي يجلب إيرادات تناهز 6 ملايين جنيه إسترليني (8.13 ملايين دولار) سنوياً اليوم.

وبين عامي 2014 و2019، تضاعف عدد الماكينات التي تستخدمها الجامعة لجلب التمويل، قبل أن يستغل ناشطون ضد القمار إغلاق عدد كبير من الحانات التي تستضيف الماكينات بسبب جائحة كورونا، للمطالبة بإنهاء توفيرها إيرادات الجامعة. 

ويربط الناشطون مطلبهم بتزايد القلق من التأثير الكبير للماكينات التي تستخدم شاشات برموز جذابة على مدمني القمار، خصوصاً أن دراسة أجريت عام 2017 أظهرت أن 67 في المائة من المقامرين في أيسلندا سبق أن استخدموا هذه الماكينات. ويقول أستاذ علم النفس في جامعة أيسلندا نفسها دانييل ألاسون، أن "كل تحليلاتنا أظهرت أن هذه الماكينات ترتبط في شكل وثيق بمشكلة المقامرة".

واللافت أن أستاذة الرياضيات في الجامعة كريستيان جوناسون جمعت حوالي 300 توقيع من زملائها الذين يريدون اختفاء الماكينات، في حين تريد طالبة القانون لينيا ران التي تعمل في مجلس الجامعة وتعتبر أصغر نائبة في البرلمان أن تتوقف المؤسسة التعليمية عن استخدام الماكينات لتمويل نفسها، وتعتزم فتح نقاش تشريعي حول القضاء على الماكينات إذا استطاعت نيل دعم بعض أحزاب الغالبية".

في المقابل، يحذر رئيس مجلس إدارة اليانصيب وأستاذ القانون في الجامعة إيفيندور جونارسون من أن "وقف تشغيل ماكينات اليانصيب نهائياً سيجبر المستخدمين على استخدام بدائل غير قانونية عبر الإنترنت، لذا من يرغبون في رحيلنا ليسوا فقط أشخاصاً يحاربون إدمان القمار، بل منافسون ستغمرهم سعادة كبيرة".

لكن رئيسة رابطة مدمني القمار في أيسلندا، ألما هافستينسدوتير، تقول إن "الجامعة تتفهم أن الناس ينتحرون والعائلات تتفكك بسبب الماكينات". أما جوناسون فترى أن "المشكلة تتمثل في أن السلطات قررت أنه يجب تمويل الجامعة بهذه الطريقة".

المساهمون