صورة طلاب عراقيين يفترشون الأرض تعيد فتح مشكلة التعليم في البلاد

صورة طلاب عراقيين يفترشون الأرض تعيد فتح مشكلة التعليم في البلاد

28 يناير 2022
الصورة التي تداولها نشطاء لطلاب العراق يفترشون الأرض (تويتر)
+ الخط -

أثارت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب عراقيين يفترشون الأرض وهم يؤدون الامتحانات، في مدرسة جنوبي العراق، انتقادات واسعة للحكومات العراقية المتعاقبة، التي فشلت في تحسين مستوى الخدمات والتعليم في البلد.

وانتشرت الصورة بشكل لافت منذ يومين، من دون تعليق أي مسؤول أو جهة رسمية حكومية عليها.

وزارة التربية العراقية اكتفت بالحديث عن حاجة العراق لآلاف المدارس لسد النقص والتخلص من اكتظاظ الطلاب، في محاولة للتخلص من المسؤولية.

وقال مدير الأبنية المدرسية في الوزارة محمد عبد الكريم، في تصريح لقناة العراقية الإخبارية الرسمية، إنّ "العراق يحتاج في الوقت الحالي إلى 8 آلاف مدرسة لسدّ النقص ومعالجة أزمة الاكتظاظ، وبمعدل 1000 مدرسة سنوياً"، مبيناً أن "العراق سيحتاج إلى 15 ألف مدرسة بعد 5 سنوات".

وأضاف أنه "تم تقديم خطة لبناء 3000 مدرسة، ولكن بناء المدارس يحتاج إلى تخصيصات مالية وقطع أراض وتعاون من قبل بعض الوزارات"، لافتاً إلى أن "المدارس الكرفانية يبلغ عددها 1000 مدرسة"، مؤكداً أنه "صدر تعميم بمنع استحداث أي مدرسة كرفانية".

من جهته، قال عضو نقابة المعلمين العراقيين عدنان الفراجي إنّ "الصورة أكدت الواقع المزري الذي وصلت إليه المؤسسة التعليمية في البلاد، في ظل الصراع الحزبي على حصد المكاسب السياسية"، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن "المؤسسة التعليمية في البلاد على وشك الانهيار، وأن أغلب المدارس تعاني نقصا كبيرا في التجهيزات ومقاعد الجلوس والقاعات الدراسية، على الرغم من اعتماد الدوام الثنائي والثلاثي في المدرسة الواحدة".

وأشار الفراجي إلى أن "هذه الصورة رسالة إلى أحزاب السلطة المتسابقة على الفوز بالحكم، والتي هدمت البلاد ولم تعمرها"، مؤكدا أن "مسؤولية هذا الانهيار في المؤسسة التعليمية لا تتحمله الحكومة الحالية فقط، وإنما الحكومات المتعاقبة بعد العام 2003، التي لم تعمر ولم تطور ولم تستحدث مباني مدرسية جديدة، برغم الزيادة السكانية الكبيرة في البلاد، واكتفت بالفساد".

الباحث في الشأن العراقي شاهو القرداغي تداول الصورة، وانتقد في تغريدة له استغلال أموال البلد بما يتلاءم مع أجندات الأحزاب والمليشيات، متسائلا: "لماذا لا تستغلون هذه الأموال لتخفيف معاناة العراقيين؟".

وعلى صفحات التواصل، انتقد ناشطون وإعلاميون ومثقفون حال التعليم في العراق، وقال الناشط عمر المنصوري: "وزارة التربية توفر أوكسجيناً طبيعياً وتربة خصبة لإجراء امتحانات نصف السنة في إحدى مدارس محافظة ذي قار!".

المساهمون