صرخة الجوع في غزة: "أطفالنا يموتون ببطء"

21 مايو 2025
فلسطينيون ينتظرون حصتهم من الطعام في مدينة غزة، 21 مايو 2025 (رويترز)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تتفاقم أزمة الجوع في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية، مما يهدد بحدوث مجاعة وشيكة.
- الفلسطينيون، مثل محمود الحو، يضطرون للانتظار لساعات للحصول على الطعام من المطابخ الخيرية، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية.
- وكالة الأونروا تؤكد أن الجوع جزء من معاناة الفلسطينيين، وتدعو لتسريع وصول المساعدات المتوفرة في مستودعاتها بعمان، والتي تعيق العراقيل الإسرائيلية وصولها إلى غزة.

تتوالى مشاهد الجوع في غزة وتتفاقم، حيث يتزاحم فلسطينيون أمام مطبخ خيري، يتدافعون بأجسادهم للأمام ويلوحون بالأطباق في سعي محموم للحصول على طبق من الحساء. بينما يبكي أطفال صغار يشعرون بضغط الحشود عليهم من الخلف. ويحمل أحدهم طبقا بلاستيكيا على أمل الحصول على بعض مغارف الحساء.

كان محمود الحو، وهو أب لأربعة أطفال، ضمن جمع من الفلسطينيين الذين احتشدوا، حتى حصل على نصيبه، وهو ما يفعله يوميا خشية أن يموت أطفاله من الجوع. فهو يسير وسط أنقاض جباليا في شمال غزة بحثا عن الطعام وينتظر وسط حشود مذعورة لمدة تصل إلى ست ساعات حتى يحصل بالكاد على ما يكفي لإطعام أسرته. وفي بعض الأيام يحالفه الحظ ويتمكن من العثور على حساء العدس. وفي أيام أخرى يعود خالي الوفاض. 

الصورة
فلسطينيون ينتظرون حصتهم من الطعام في مدينة غزة، 21 مايو 2025 (رويترز)
طوابير الجوع أمام أحد مطابخ مدينة غزة، 21 مايو 2025 (رويترز)

يقول الحو: "عمري 39 سنة مش قادر، عندي بنت مريضة مش قادر أوفر لها أي حاجة، مفيش خبز، مفيش حاجة". وأضاف: "من الساعة تمانية الصبح جاي واقف عند التكية هانا عشان نحصل بس على صحن نسد رمق الجوع اللي احنا عايشينه" مشيرا إلى أن صحن الطعام الذي يحصل عليه لأسرته لا يكفي فردا واحدا، كما انه لا يوجد خبز، قائلا: " قد ما ياكل البني آدم بيظل جعان لأنه مفيش خبز، مفيش طحين الواحد يغمس فيه".

ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول الإمدادات الطبية والغذائية والوقود إلى غزة منذ بداية شهر مارس/ آذار مما دفع خبراء دوليين إلى التحذير من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر الذي يسكنه 2.3 مليون فلسطيني. وسُمح لبعض الشاحنات بدخول غزة، يوم الاثنين، بعد أن وافقت إسرائيل على السماح باستئناف عمليات تسليم مساعدات إنسانية محدودة في أعقاب ضغوط دولية متزايدة. لكن بحلول ليل الثلاثاء، قالت الأمم المتحدة إنه لم يتم توزيع أي مساعدات.

الجوع في غزة يتفاقم

سكان غزة مثل الحو، يعيشون في قلب الحرب التي دخلت الآن شهرها العشرين، ويدور عالم الحو حول المشي إلى مطابخ الطعام الخيرية (التكايا) يوميا، وسط الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي.

وحتى قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة التي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 53 ألف شخص، كانت عائلة الحو تعاني من صعوبات ومشاكل. فابنة أخيه، التي تعيش معهم، تستخدم كرسيا متحركا. وابنته تعاني من مرض القلب والربو الشعبي.  

يصعد الحو الدرج إلى شقته المكونة من غرفة واحدة، حيث ينتظره أطفاله جالسين على فراش. ولا مفاجأة في ما يحضره معه إلى المنزل. فهو الحساء في كل مرة. يضعه في أوعية معدنية صغيرة ويسلمها لأطفاله الأربعة وطفلي أخيه، بينما يجلس الأطفال في هدوء ويأكلون ببطء وحذر. يقول الحو: "الحمد لله، زي ما انتوا شايفين، هذا منه فطور وغدا وعشاء، الحمد لله بعد ما حصلنا على التكية". مضيفا أن عائلته لم تجد شيئا لتأكله في اليوم السابق. مختتما حديثه "أتمنى أن الكل يقف جنبنا. أطفالنا بتموت بالبطيء".

من جانبها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال التي يعيشها الفلسطينيون هناك. وأفادت المتحدثة باسم أونروا لويز ووتريدغ خلال مشاركتها عبر الإنترنت في المؤتمر الصحافي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، بأن هناك ما يكفي من الغذاء في مستودعات أونروا في العاصمة الأردنية عمان لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر. مشيرة إلى توفر الإمدادات الطبية والمستلزمات التعليمية أيضا، غير أن العراقيل الإسرائيلية تعيق وصول المساعدات إلى قطاع غزة. وأضافت: "المساعدات على بعد ثلاث ساعات من قطاع غزة، ومع ذلك، ما زلنا نرى صور أطفال يعانون من سوء التغذية، ونسمع قصصا عن أسوأ الظروف المعيشية. كان يجب أن تكون هذه الإمدادات في غزة الآن، فلا داعي لإضاعة الوقت".

   (رويترز، قنا، العربي الجديد)

المساهمون