صدمة وغضب في لبنان إثر تسريب فيديو قديم لتعنيف طفلة داخل دار أيتام

21 ابريل 2025
من مشهد العنف في الفيديو (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أثار تسريب فيديو قديم لتعنيف طفلة يتيمة في دار "الإخوة" بلبنان غضباً واسعاً، مسلطاً الضوء على الانتهاكات في دور الرعاية وغياب الرقابة الفاعلة.
- أكدت أميرة سكّر، رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث، على ضرورة وقف الانتهاكات في مراكز الإيواء ودعم الأطفال ومحاسبة المعتدين، مشددة على حماية الأطفال في الرعاية.
- أوضحت مؤسسات الرعاية الاجتماعية أن الفيديو يعود لعام 2017 وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، مؤكدة أن الحادثة فردية ولا تمثل نهجها، مشيرة إلى التزامها بثقافة الحماية.

أثار تسريب فيديو قديم، زُعم أنه لمشرفة تعنّف طفلة يتيمة داخل دار "الإخوة" التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان، صدمةً كبيرة بين اللبنانيين. وأعرب روّاد مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم وغضبهم تجاه "الوحشية والظلم والقهر الذي يتعرّض له الأيتام في عدد من دور الرعاية في البلاد، ما يضاعف عذاباتهم ويفاقم أوضاعهم النفسية، وهم المحرومون من حنان ذويهم وعطف أقاربهم". 

وكان القائمون على صفحة "وينية الدولة" قد نشروا المقطع المصوّر، وأوضحوا أنه "التُقط قبل أكثر من ثلاث سنوات، لكنّهم حصلوا عليه مؤخراً، ما يعيد فتح ملف الانتهاكات المتكررة بحق الأطفال في دور الرعاية، في ظل غياب الرقابة الفاعلة والمساءلة الجدية"، ولفتوا إلى أن "الأطفال في هذه الدور يفتقرون لأبسط وسائل الحماية، وسط غياب الأهل وصعوبة إيصال أصواتهم، وتشير شهادات سابقة إلى أن بعض المشرفات يفرغن ضغوطهنّ النفسية على الأطفال، مستغلات ضعف الرقابة".

وأفاد القائمون على الصفحة بأن "فضح الجرائم التي تُرتكب بحقّ الطفولة خلف الأبواب المغلقة، دفعت بإدارة المؤسّسة إلى طرد المعلمة المعنية، في خطوة اعتُبرت استجابة شكلية لا تعالج عمق الأزمة".

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، أكدت رئيسة جمعية الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان أميرة سكّر، أن "الملف قديم، غير أنه يجب وضع حد لهذه الانتهاكات"، وأضافت: "انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أفلام قصيرة تحتوي على تعنيف قاصرين في مراكز إيواء، وهذه الأمور التي يجري تبيانها للعموم كفيلة بأن يُفتَح ملف المراكز الإيوائية كافة على نحوٍ مهني ونهائي، فمن غير المسموح أن يتعرّض الطفل لعنف أثناء إقامته في مؤسسات ذات طابع رعائي، فهؤلاء الأطفال أمانة ولا يجوز التستر خلف ذرائع واهية كالتأديب أو التربية أو ذرائع متعلقة بإشكالياتهم الخاصة، إذ إنّ وصول الأطفال إلى مراكز الرعاية لم يكن بسببهم، إنما لأسباب قد تكون متعلقة بالبيئة التي لم تحتضنهم بمحبة وتفهّم، إنما ظلمتهم حتّى وجدوا أنفسهم في مأوى ليحضنهم ويرمّم جراحهم".

وشددت سكّر على أن "أي تعنيف نفسي أو جسدي لهؤلاء الأطفال يحطّمهم ويقضي عليهم ويزيد من هشاشتهم، آن الأوان لرفع المظلومية عن جميع القاصرين في كل مراكز الإيواء، ورفع الغطاء عن كل معنّف مهما كانت رتبته أو واسطته، والادّعاء عليه باسم الشعب اللبناني. لا يجوز مطلقاً إصدار أعذار غير منطقية، ومن واجبات أي مجتمع نصرة المظلوم ودعم أبناء الوطن وفتيانه وفتياته".

من جهتها، أصدرت مؤسسات الرعاية الاجتماعية ـ دار الأيتام الإسلامية، بياناً أوضحت فيه أنها "تمرّ بحملة ممنهجة من أفراد معينين وعاملين أنهيت خدماتهم، تهدف إلى النيل من صورتها ومكانتها، من خلال تداول مقاطع مجتزأة وقديمة، خارجة عن سياقها الزمني والمهني، في محاولة للتشهير والتشكيك بمسيرتها الإنسانية المستمرة منذ 108 أعوام"، ولفت البيان ذاته إلى أن "الحادثة المتداولة تعود للعام 2017، وقد جرى وقتها فتح تحقيق واتخاذ الإجراءات المعتمدة وإنهاء خدمات الموظفة المعنية، كما جرى التواصل مع الجهات المختصة ومتابعة المسار القانوني حتى نهايته، وكلّ هذا موثّق، وهي منذ ذلك الحين تبقى حالة فردية لا تمثل نهج المؤسسات، التي تلتزم تماماً بترسيخ ثقافة الحماية والرعاية الآمنة عبر سياسات واضحة وإجراءات رادعة".

وكانت مؤسسات الرعاية الاجتماعية قد أصدرت أيضاً قبل أيام بياناً حول القضية، أشارت فيه إلى أن "الشابة الظاهرة في المقطع هي من المستفيدات ضمن برنامج المتابعة خارج المؤسسات، وكانت تعاني في حينه من صعوبات عديدة، وكانت في حالة لا وعي كامل، وقد أقدمت في تلك اللحظة على التهجم الجسدي واللفظي على المديرة العامة بالوكالة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية سلوى الزعتري، وهو ما لم يُظهره الفيديو المجتزأ".

المساهمون