صدمة وبكاء أطفال الأسير الفلسطيني أبو هواش بعد رؤيته: جسد هزيل
صدمة وبكاء أطفال الأسير الفلسطيني أبو هواش بعد رؤيته: جسد هزيل غير قادر على الحركة
لم يتحمل الطفل عزّ الدين هواش (6 أعوام)، وهو الابن الأوسط للأسير الفلسطيني هشام أبو هواش، المُضرب عن الطعام منذ 136 يوماً على التوالي، رؤية والده ممدداً على سرير بجسد هزيل ووجه شاحب، وهو يرقد في مستشفى "أساف هاروفيه" في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، بعد أن أفقده الإضراب قدرته على الحركة أو الوقوف والنطق، وأضعف مستوى الاستجابة الحسية لما يدور حوله.
كان مشهداً قاسياً يرويه شقيقه عماد أبو هواش، وقد نكأ جرحاً وعجزاً كبيرين. يقول لـ"العربي الجديد": "لم يستطع ابن أخي عز الدين، وهو المريض بالكلى ويتلقى علاجاً مكثفاً في مشافي القدس ورام الله، احتمال رؤية والده بهذا الحال، هزيلاً، غير قادر على الحركة أو الكلام، تخيلوا لم يستطع أخي احتضان ابنه المريض أو تقبيله، لم يقو على رد قبلة ابنه عز الدين، لا يتحرك في جسم هشام سوى عينيه".
حينما رأى الطفل والده أصيب بصدمة عاطفية، دفعت شقيقيه الآخرين، وهما هادي الأكبر (12 عاماً) ومحمد الذي يليه (9 أعوام)، لمغادرة غرفة والدهما والبكاء بصوت عال. وبحسب عمهم عماد أبو هواش: "حاولوا كتمان دموعهم أمام أبيهم، لكن بعد مغادرة غرفته انفجروا بالبكاء".
تخيلوا لم يستطع أخي احتضان ابنه المريض أو تقبيله، لم يقو على ردّ قبلة ابنه عز الدين، لا يتحرك في جسم هشام سوى عينيه
وجاءت زيارة الأطفال الثلاثة للأسير المضرب عن الطعام منذ قرابة أربعة أشهر، صباح الإثنين الماضي، بعد إعلان سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجميد الاعتقال الإداري للأسير أبو هواش، ما يعني إبعاد حراسة السجانين عنه، وإبقاءه تحت مسؤولية أمن المشفى، والسماح لعائلته بزيارته.
يقول شقيق الأسير عماد أبو هواش، لـ"العربي الجديد": "عندما عاد عز الدين إلى منزل والده في قرية الطبقة جنوب مدينة دورا جنوب الخليل إلى الجنوب من الضفة الغربية، كان حزيناً للغاية، وعندما حاولت رفع معنوياته قلت له: " يا عزّ الدين ألم تر والدك، لقد رأيته، ماذا تريد بعد؟، فرد عليّ "أبوي بحكيش معي ولم يحتضني، وما بحكي معي زيّ كل مرة"، كون الطفل اعتاد على دعم والده له، خاصة أنه مريض".
من جهتها، تكابد زوجة الأسير أبو هواش، عائشة حريبات، معاناة مضاعفة، من حال زوجها المضرب عن الطعام، ومرض ابنها عزّ الدين، الذي ترافقه في رحلة علاجه ولا تستطع المكوث في منزلها وحتى رعاية باقي أطفالها الأربعة، يوضح عماد أبو هواش.
ويتابع: "لا أذكر أن زوجة أخي عائشة جلست في المنزل أثناء إضراب زوجها، إذ مكثت 6 مرات في مشفى المطلع في القدس مع ابنها المريض عز الدين، وفي كل مرة تطول مدة الإقامة لنحو 10 أيام، حتى أطفالها موزعون بيننا كأعمام للأطفال وبين أخوالهم، لهشام ابنة اسمها سبأ لم تتجاوز العام ونصف العام لا تعرف والدها، وحينما كان عمرها 26 يوماً اعتقل في المرة الأخيرة في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي. تخيلوا تقبل صورة أبيها، لكن لا تدرك من هو، أما شقيقها الآخر وعمره عامان أيضاً فلا يعرف والده".
يُذكر أن الأسير هشام أبو هواش، الذي كان يعمل في مجال البناء قبل اعتقاله، اعتقل مرتين، أولاهما عام 2003 بين أحكام واعتقال إداريّ، مجموعها 8 سنوات، منها 52 شهرا في الاعتقال الإداريّ.
وعقب انتهاء الأمر الإداريّ الأول ومدته ستة أشهر أواخر أبريل/ نيسان 2021، أصدرت مخابرات الاحتلال أمر اعتقال إداريّا جديدا بحقّ هشام ومدته ستة أشهر، وبعد مرور نحو أربعة أشهر على الأمر، قرر بداية أغسطس/آب الماضي خوض معركة الإضراب عن الطعام.
وخلال فترة إضرابه، نُقل أبو هواش عدة مرات إلى المستشفيات، وضعفت حواسه لدرجة مخيفة، وتراجع عمل عضلة القلب، وانخفضت نسبة المعادن والفيتامينات في جسمه، منها المسؤولة بشكل مباشر على عمل القلب والكبد والأمعاء، وارتفعت في دمه نسبة الأحماض والسموم، وهو الآن يكابد آلامه في المستشفى بعد تجميد الاحتلال اعتقاله الإداري، الذي يعني إبقاء اعتقاله.
