استمع إلى الملخص
- أكدت نيكوليتا جيوردانو، رئيسة بعثة المنظمة في ليبيا، على ضرورة تعزيز جهود البحث والإنقاذ، حيث سجل مشروع المهاجرين المفقودين 965 حالة وفاة واختفاء في ليبيا عام 2024.
- تعاني ليبيا من فوضى سياسية وأمنية منذ 2011، وأصبحت مركزاً للاتجار بالبشر، حيث يحاول المهاجرون الوصول إلى أوروبا، مما يعرض حياتهم للخطر.
عبّرت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الاثنين، عن صدمتها عقب العثور على جثث عشرات المهاجرين في أقصى جنوب شرقي ليبيا التي تُعَدّ من أكبر مراكز الهجرة غير النظامية نحو أوروبا. وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، بأنّها تشعر بـ"صدمة وقلق بعد العثور على مقبرتَين جماعيّتَين في ليبيا تضمّان جثث عشرات المهاجرين، عدد منها مصاب بطلقات نارية".
وفي إشارة إلى المقبرة الجماعية في محيط الكفرة، حيث عُثر على نحو ثلاثين جثّة، قدّرت المنظمة الدولية للهجرة أن تحتوي على رفات ما يصل إلى 70 شخصاً. أضافت، في بيانها، أنّ "قبل أيام قليلة، انتُشلت 19 جثة أخرى من مقبرة جماعية" في إجخرة، الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر إلى جنوب بنغازي في شمال شرق ليبيا. وبيّنت المنظمة أنّ "ظروف وفاتهم (المهاجرون الذين عُثر على جثثهم) وجنسياتهم ما زالت غير معروفة"، لافتة إلى أنّ العثور عليهم أتى "بعد عملية نفّذتها الشرطة، أُنقذ في خلالها مئات المهاجرين من أيدي المتاجرين بهم".
IOM has expressed shock and concern at the discovery of two mass graves in #Libya containing the bodies of dozens of migrants, some with gunshot wounds.
— IOM - UN Migration 🇺🇳 (@UNmigration) February 10, 2025
The loss of these lives is yet another tragic reminder of the dangers faced by migrants embarking on perilous journeys.
وفي تعليق على ما حدث، قالت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا نيكوليتا جيوردانو، بحسب ما نقلت المنظمة في بيانها نفسه، إنّ "فقدان هذه الأرواح يمثّل تذكيراً مأسوياً آخر بالمخاطر التي يواجهها المهاجرون الذين يخوضون رحلات محفوفة بالمخاطر"، والذين يقعون "ضحايا للاستغلال والعنف والانتهاكات الخطرة".
وكانت النيابة العامة في ليبيا قد أعلنت، أمس الأحد، عن العثور على جثث 28 مهاجراً أفريقياً في مقبرة جماعية بالقرب من مركز احتجاز "غير قانوني" جرت مداهمته في منطقة الكفرة بأقصى جنوب شرقي ليبيا، في حين حُرّر 76 مهاجراً ظروفهم سيّئة في العملية نفسها. وقد أظهرت صور، نُشرت أمس الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي، أفراداً مصابين بالهزال فيما تحمل أجسامهم آثار ضرب.
وبيّنت المنظمة الدولية للهجرة أنّ مشروع المهاجرين المفقودين التابع لها يفيد بتسجيل 965 حالة وفاة واختفاء في ليبيا في عام 2024، وقعت أكثر من 22% منها في المسارات البرية. وهذا أمر يوضح، بحسب المنظمة، قدر المخاطر التي يُصار إلى التغاضي عنها والتي يواجهها المهاجرون في المسارات البرية، حيث لا يكون التبليغ كافياً عن الوفيات. وشدّدت على أنّ تعزيز جمع البيانات وجهود البحث والإنقاذ وآليات حماية المهاجرين على طول هذه الطرق أمر بالغ الأهمية، وذلك من أجل تجنّب وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح.
وفي نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أمر مكتب النائب العام الليبي بتوقيف شخصَين ينتميان الى عصابة متّهمة بتعذيب 263 مهاجراً غير نظامي من أفريقيا جنوب الصحراء بهدف انتزاع فدى منهم. وأورد المكتب أنّ العصابة كانت تنشط في مركز احتجاز بمنطقة الواحات الصحراوية التي تسيطر عليها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على بعد نحو 750 كيلومتراً إلى جنوب شرق طرابلس. يُذكر أنّ في مارس/ آذار 2024، عُثر على مقبرة جماعية تضمّ "جثث ما لا يقلّ عن 65 مهاجراً" في جنوب غرب ليبيا، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وتعاني ليبيا فوضى سياسية وأمنية منذ إسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي في عام 2011، إثر ثورة شعبية. وتدير شؤون البلاد اليوم حكومتان؛ الأولى في طرابلس معترف بها دولياً برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والثانية في شرق البلاد يرأسها أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان واللواء المتقاعد خليفة حفتر.
تجدر الإشارة إلى أنّ ليبيا تبعد نحو 300 كيلومتر عن السواحل الإيطالية، وقد صارت أحد معاقل عمليات الاتجار بالبشر على مستوى القارة. ويحاول عدد كبير من المهاجرين الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا معرّضين حياتهم للخطر. كذلك، يعيش آلاف من هؤلاء المهاجرين في ليبيا منذ سنوات بطريقة غير نظامية، ويعملون في الزراعة والبناء والتجارة، ولا سيّما في العاصمة طرابلس (غرب) ومدينة بنغازي (شرق).
(فرانس برس، العربي الجديد)