شهادات مروّعة عن اغتصابات جماعية بعد سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع

05 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 06 نوفمبر 2025 - 06:24 (توقيت القدس)
احتجاج على قتل النساء والأطفال في الفاشر، 3 نوفمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أميرة، أم لأربعة أطفال، تعرضت للعنف والاغتصاب الجماعي خلال حصار الفاشر من قبل قوات الدعم السريع، مما ترك آثاراً نفسية عميقة.
- المدينة شهدت إعدامات ميدانية وعنف جنسي ونهب، وأميرة اضطرت لدفع فدية لإطلاق سراحها من كورما، حيث كانت تشهد الاغتصاب حتى أثناء الليل.
- مع فرار الآلاف إلى مدينة طويلة، يعيش النازحون في ظروف صعبة، وتوثق الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الحاجة للدعم الإنساني والنفسي.

ما زالت كوابيس الاغتصابات الجماعية تطارد أميرة، الأم السودانية لأربعة أطفال، التي نجت من الحصار الطويل على الفاشر في غرب السودان، لكنها لم تنجُ من ذكريات العنف التي حفرت عميقاً في ذاكرتها منذ سقطت المدينة في قبضة قوات الدعم السريع بعد أكثر من عام من الجوع والخوف والموت.

وفي رحلة وصفتها بأنها كانت "معاناة"، من الفاشر عاصمة شمال دارفور إلى مدينة طويلة الواقعة على بُعد نحو 70 كيلومتراً غرباً، تقول أميرة إنها شاهدت "كل أنواع التعذيب"، من عنف جنسي وضرب وتجويع استمر لساعات. وتروي أن "الاغتصاب كان جماعياً وأمام الملأ، يعني اغتصاب أمام الناس ولا أحد يستطيع أن يوقفه"، مضيفة أنه كان مصحوباً بعنف وضرب مبرّح.

وأعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي سيطرتها على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش في إقليم دارفور، لتتكشف بعدها شهادات عن إعدامات ميدانية، وعنف جنسي، وهجمات على عمال الإغاثة، فضلاً عن عمليات نهب وخطف، بينما لا تزال الاتصالات مقطوعة إلى حدّ كبير.

ورغم المخاطر التي ترافق فرار المدنيين من المدينة، قدّرت الأمم المتحدة أن عشرات الآلاف غادروها بالفعل منذ إعلان قوات الدعم السريع السيطرة عليها. وتوضح أميرة، التي استخدمت اسماً مستعاراً حفاظاً على أمنها خلال مشاركتها في مؤتمر عبر الإنترنت نظمته منظمة "أفاز"، أنها احتُجزت في مدينة كورما الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً شمال غرب الفاشر، قبل أن يطلق مقاتلو الدعم السريع سراحها مقابل فدية مالية. وتضيف: "لدي أربعة أولاد. نحن خمسة. دفعت خمسة مليارات جنيه سوداني" لتتمكن من مواصلة طريقها. وتضيف أنّه في أثناء احتجازها في كورما "كان يتم الاغتصاب حتى في الليل، تكون نائماً ويأتي أحد ليغتصبك. لا جهة تسأل ولا جهة تمنع".

"لا أموالك ولا كرامتك"

تفيد أميرة بأن من لا يتمكن من دفع الفدية يُجرَّد من ممتلكاته أو تُؤخذ بناته للاغتصاب، مضيفة أنّه "كان هناك رجل لم يتمكن من الدفع ومعه بنتان، أخذوهما منه". وعندما تمكنت أخيراً من مغادرة كورما "بعد يومين بلا طعام أو شراب، كان الشارع مليئاً بالجثث حتى إنك تضطر إلى القفز فوقها لمواصلة السير".

وتؤكد أنها شاهدت مقاتلي الدعم السريع "يذبحون رجلاً بالسكاكين" في أثناء دخولهم مدينة قرنة في طريقهم إلى كورما، مشددة على أنّ "القتل كان بالرصاص والسكاكين". تقول أميرة إن "هذه المشاهد لا تزال تطاردني في الليل. كثيراً ما أستيقظ وأنا أرتجف متذكرة ما رأيت في الطريق".

وأكد المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماغانغو، الأسبوع الماضي أنّ "شركاء المفوضية الإنسانيين أفادوا بتعرّض ما لا يقل عن 25 امرأة للاغتصاب الجماعي عندما دخلت قوات الدعم السريع مأوى للنازحين بالقرب من جامعة الفاشر". وأضاف أنّ "شهوداً أكدوا أن أفراد قوات الدعم السريع انتقوا النساء والفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، ما أجبر نحو مئة أسرة من النازحين المتبقين على مغادرة الموقع وسط إطلاق النار".

ويتحدث محمد، البالغ من العمر 56 عاماً، وهو ناجٍ آخر من الفاشر شارك شهادته في مؤتمر "أفاز"، عن عمليات تفتيش "مهينة ومؤذية جداً" للنساء. ويقول: "يفتشون الملابس، وإن لم يجدوا شيئاً يبدؤون بالضرب. ينتزعون حتى الفوط الصحية وحفاضات الأطفال. لا يتركون أي شيء. لا أموالك ولا كرامتك".

ومنذ إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر، فرّ نحو 65 ألف مدني من المدينة، بحسب الأمم المتحدة، لجأ خمسة آلاف منهم على الأقل إلى طويلة، التي تؤوي أصلاً أكثر من نصف مليون نازح.

وأكد المتحدث باسم منسقية اللاجئين والنازحين في دارفور، آدم رجال، لفرانس برس، أنّ المنظمة وثّقت ما لا يقل عن 150 حالة عنف جنسي بين سقوط الفاشر والأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، موضحاً أن "بعض تلك الحالات وقع داخل الفاشر وأخرى على الطريق إلى طويلة".

وفي شوارع طويلة، يفترش النازحون الأرض وينامون داخل خيام مهترئة مصنوعة من أقمشة بالية، في وقت لا يتوافر فيه من الطعام ما يكفي الجميع. وحذّر رجال من أن الوضع في طويلة "في حاجة إلى تدخل فوري"، قائلاً إنّ "الناس في حاجة إلى الطعام والمياه والأدوية والمأوى والدعم النفسي العاجل".

(فرانس برس)

المساهمون