شقيقان حاولا منع تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق

23 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 17:54 (توقيت القدس)
كنيسة مار إلياس في حيّ الدويلعة بدمشق، سورية، 22 يونيو 2025 (رامي السيد/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في حادثة مأساوية بكنيسة مار إلياس في دمشق، حاول الشقيقان جرجس وبطرس بشارة منع انتحاري من تنفيذ هجومه، لكنهما لقيا حتفهما مع 25 آخرين. جرجس كان مديرًا عامًا للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية، وشقيقه بطرس كان بجانبه في محاولة الإنقاذ.

- التفجير أسفر عن مقتل أفراد من عائلة بشارة، بينهم شقيقتهم مريم وابنة عمهم جوليا. كما قُتل المهندس معن كوسا، زميل جرجس في المؤسسة، في الهجوم.

- سوسن إبراهيم الذبيان، إحدى الضحايا، كانت موظفة في الخدمات الفنية وأمًا لأربعة أطفال، عُرفت بتفانيها في رعاية أسرتها وربط أبنائها بجذورهم.

حاول مواطنان سوريان، شقيقان، من بين الحاضرين في كنيسة مار إلياس الواقعة في حيّ الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق دفع الانتحاري إلى خارجها قبل تفجير نفسه فيها، بحسب شهادات، لكنّهما فشلا ولقيا حتفهما إلى جانب من سقط ضحيّة الاعتداء الدامي. وقد ارتفع عدد ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة في دمشق إلى 27 شخصاً، وفقاً لما أفادت به مصادر طبية، إلى جانب عشرات الجرحى.

وبعد يوم من التفجير الدامي، اتّضح أنّ أحد الشقيقَين اللذَين حاولا إنقاذ الجمع في الكنيسة هو المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في سورية المهندس جرجس بشارة، أمّا شقيقه فيُدعى بطرس، علماً أنّ المهندس معن كوسا الذي يعمل في المؤسسة نفسها قُتل كذلك في التفجير.

وتفيد الصحافية رانيا مصطفى، نقلاً عن أحد الناجين من التفجير الدامي، لـ"العربي الجديد" بأنّ جرجس بشارة حاول إخراج المسلح الذي فتح باب الكنيسة، لكنّه فجّر نفسه سريعاً بحزام ناسف، ما أدّى إلى مقتل بشارة وعدد من أفراد عائلته الذين كانوا في المكان. يُذكر أنّ مصطفى كانت تعمل بدورها في المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية قبل استقالتها منها في عام 2020.

بدورها، روت زوجة جرجس بشارة في تسجيل مصوّر، كيف وقع التفجير، وأفادت بأنّ الإرهابي دخل من باب الكنيسة حيث كان جمع من الناس يشارك في جنازة قريبتهم التي توفيت في لبنان. فلاحظه جرجس وشقيقه بطرس اللذَان حاولا إخراجه من المكان خشية أن يلحق أيّ أذى بالحضور، لكنّه تناول سريعاً قنبلة يدوية كانت بحوزته تمكّن بطرس من دفعها بعيداً من دون أن تنفجر. ثمّ حاول الشقيقان بشارة السيطرة عليه، غير أنّه كان أسرع منهما وشدّ الحزام الناسف الذي كان يزنّر نفسه به، فوقع التفجير وقُتل جرجس وبطرس على الفور ومعهما 25 آخرون، بحسب المعطيات الأخيرة المتوفّرة.

وأوضحت الزوجة، في التسجيل نفسه، أنّ أفراد العائلة الذين قضوا في التفجير الإرهابي، إلى جانب جرجس وبطرس بشارة، هم شقيقتهما مريم وابنة عمّتهما جوليا وابنا عمّهما سليمان ونبيل، مشيرةً إلى إصابة واحدة من أقاربهما. وأضافت أنّ عبد الله عطية ومعن كوسا قُتلا كذلك في التفجير.

سوسن إبراهيم الذبيان، البالغة من العمر 46 عاماً، واحدة من ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق كذلك. عن سوسن، تقول صديقتها علا العيد لـ"العربي الجديد" من دمشق إنّها رحلت تاركةً وراءها أسرتها التي فقدت "قلب البيت". تضيف أنّ سوسن كانت موظفة في الخدمات الفنية ببلدة المليحة (ريف دمشق)، وكانت تعلم كيفيّة تدبير الأمور في أصعب الظروف. وتوضح أنّها إلى جانب رعاية أبنائها الثلاثة، تبنّت سوسن ابن أخ زوجها اليتيم بعد وفاة والدَيه وربّته كما ابنتها وابنَيها، من دون تمييز. وتشير صديقة سوسن إلى أنّ الفقيدة عاشت مع زوجها حياةً مستقرّةً لعقود في خارج قريتها الأصلية خربا، (ريف السويداء الغربي) لكنّها ظلّت حريصةً على ربط أبنائها بجذورهم. وأردفت: "لن ننسى أمّاً ضحّت بكلّ شيء لتُربّي أطفالاً صالحين"، لافتةً إلى أنّها ستفتقد "دفء صوت سوسن".

المساهمون