شح المساعدات يفاقم معاناة نازحي مخيم واشوكاني شرقي سورية

شح المساعدات يفاقم معاناة نازحي مخيم واشوكاني شرقي سورية

27 يونيو 2022
يضمّ مخيم واشوكاني أكثر من 1700 خيمة يقطنها نحو 12 ألف نارح سوري (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

يعاني النازحون السوريون في "مخيم واشوكاني" بريف الحسكة الشمالي، من أوضاع صعبة، في ظل تجاهل المنظمات الإنسانية لهم، فالخدمات شبه معدومة والمساعدات المقدمة محدودة وغير كافية، وتتفاقم هذه المعاناة مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويقول أحمد العبد، أحد سكان المخيم، لـ"العربي الجديد"، إنه يحاول إيجاد مصدر دخل برفقة ابنه، لكن عمله بالكاد يكفي لتوفير جزء من متطلبات الأسرة، ويضيف العبد: "هناك وعود لنا بتحسن الأحوال في المخيم، وهذه الوعود ترددت منذ وصولنا للمخيم، لكنها بقيت مجرد وعود لا أكثر، والأحوال تزداد سوءاً يوماً بعد يوم". 

الوضع لم يعد يحتمل، بحسب العبد، لكن ليس لديه مكان آخر يذهب إليه "أنا نادم لأني غادرت بيتي في رأس العين، أعتقد أني تسرعت في الخروج والنزوح، لكنت اليوم في بيتي تحت سقفه أعيش فيه أهون مما أعانيه هنا، حالياً ليست العودة بالأمر السهل، فالطرق مغلقة، ولا يتوفر لدي المال لسلوك طرق التهريب". 

بدورها، تؤكد فاطمة (أم علاء) لـ"العربي الجديد"، أن الأمر الأكثر إزعاجاً في المخيم هو الحمامات المشتركة السيئة للغاية، أيضاً الوضع لا يحتمل في الحر الشديد وانتشار الذباب وعدم وجود وسائل للتخفيف من الحر في المخيم. 

ولعل نقص المساعدات هو الأصعب بالنسبة لها ولأسرتها، فهي ترجو الحصول على مساعدات تكفي لإطعام أطفالها فقط ولا تريد أي شيء زائد عن الحاجة، لكن هذه المساعدات شحيحة جداً ولا تذكر.

ويضم المخيم نحو 2500 نازحة من مناطق رأس العين وتل تمر وأبو راسين، وأوضحت سلوى أحمد، الرئيسة المشاركة في المخيم لموقع "نورث برس" المحلي المقرب من قوات سورية الديمقراطية (قسد)، أن الكثير من الخدمات مقطوعة عن المخيم وأعلمت المنظمات الإنسانية بهذا قبل عدة أشهر، حيث إن المنظمات العاملة في المخيم تقدم مساعداتها ضمن إمكانيات محدودة، وأضافت أن النازحين لا تتوفر لديهم وسائل للتخفيف من الحر مثل المراوح، كما أن بعض الخيام لم تستبدل منذ تأسيس المخيم قبل ثلاث سنوات.

بدوره، أكد مصدر خاص من المخيم، لـ"العربي الجديد"، أن سبب عدم وصول المساعدات الإنسانية للمخيم هو منع النظام عمل المنظمات الدولية في مقدمتها "اليونيسف" فيه، كونه يعتبر مخيماً غير شرعي وفق ما أكد مسؤولون في النظام أكثر من مرة.

وكان النظام السوري منع وصول المساعدات الإنسانية بشكل علني للمخيم منتصف عام 2020، حيث يمنع النظام عمل اليونسيف فيه تحت ذريعة أنه مخيم غير شرعي. 

ويضمّ المخيم أكثر من 1700 خيمة، ويبلغ عدد أفراده 12 ألفاً، ويفتقر إلى دعم المنظمات الأممية على الرغم من مناشدات إدارة المخيم ضرورة التدخل لمساعدة النازحين في مختلف القطاعات، من بينها القطاع الصحي.

يشار إلى أن المخيّم أنشئ في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لاستقبال النازحين من منطقة رأس العين في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الحسكة.

المساهمون