شتاء المخيمات شمالي سورية.. أضرار تتكرر كل عاصفة

هاتاي

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
إدلب
avata
عدنان الإمام
عدنان الإمام مراسل "العربي الجديد" في سورية
25 نوفمبر 2024
شتاء المخيمات شمال سورية.. الأضرار تتكرر مع كل عاصفة
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعاني مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا من أوضاع إنسانية قاسية خلال الشتاء، حيث تتعرض الخيام لأضرار بسبب العواصف، مما يؤثر على الفئات الأشد ضعفاً مثل النساء والأطفال وكبار السن.

- مخيم رحمة 2 في منطقة كللي بريف إدلب الشمالي يعد من أكثر المخيمات تضرراً، حيث يعاني سكانه من تدهور الأوضاع دون استجابة من المنظمات الإنسانية، مما يضطرهم لإصلاح الخيام بأنفسهم.

- يواجه أكثر من 1574 مخيماً أزمة في تأمين مواد التدفئة بسبب نقص التمويل، مما يعرض حياة النازحين للخطر، ودعا فريق منسقو استجابة سورية إلى تحرك فوري لتوفير مواد تدفئة آمنة.

تتجدد معاناة النازحين في مخيمات شمالي غرب سورية، مع كل فصل شتاء، حيث تواجه آلاف العائلات المقيمة ضمن هذه المخيمات أوضاعاً إنسانية قاسية بفعل العواصف الهوائية والمطرية والظروف الجوية القاسية، التي تخلف أضراراً بالغة، إذ تمزق الخيام وتغرقها بالمياه، مع غياب وسائل الحماية والتدفئة والبدائل الآمنة لهم، الأمر الذي يفاقم معاناتهم، وتحديداً الفئات الأشد ضعفاً من النساء والأطفال وكبار السن. 

الصورة
شتاء المخيمات شمالي سورية، 25 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

والمخيمات الأشد تضرراً جراء العواصف هي المخيمات العشوائية، والمشيدة في مناطق غير ملائمة لمواجهة الظروف الجوية، كالأراضي الزراعية المعرضة لحدوث سيول، أو المخيمات المبينة في مناطق جبلية، وغير مجهزة لمواجهة العواصف الهوائية والمطرية، والتي تسبب أضراراً بالغة فيها. 

ومن المخيمات التي تضررت بشكل بالغ الليلة الماضية، مخيم رحمة 2 في منطقة كللي، بريف إدلب الشمالي، حيث أوضح صدام العبود مدير المخيم لـ"العربي الجديد"، أن كلّ مناشدات سكان المخيم لم تكن مجدية لتحسين الظروف، وقال: " "نحن منذ ست سنوات على هذه الحالة، ونحن أقدم مخيم في تجمع كللي، أما باقي المخيمات فقد تحولت إلى أبنية وكرفانات". مضيفاً: "ناشدنا جميع المنظمات، لكن الجميع يقول إن المنظمات لم تقبل اعتمادنا، ومن أصل 125 خيمة، هناك 90 عائلة متضررة بشكل كبير. حال الناس يرثى له، والخيام مضى عليها ست أو سبع سنوات، وتعرضت للشمس والشتاء، ما جعل معظمها مهترئاً. النساء في النهار يُصلحن الخيام بأيديهن، نريد أن ننتهي من هذا الوضع الكارثي".

الصورة
شتاء المخيمات شمالي سورية، 25 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

أما حسان أبو عبدو المقيم في مخيم رحمة 2، قال في حديثه لـ"العربي الجديد": ""منذ ست سنوات ونحن نناشد بتبديل الخيام، نحن في قمة جبل، وهذا شتاؤنا، الشوادر ممزقة، ولم يتم تغييرها منذ ست سنوات. السكن مزدحم والشوادر كلها مهترئة، وضعنا سيئ للغاية، لا نريد سوى السكن والمأوى، ومعظم الخيام ممزقة،  في مخيمي رحمة 2 ورحمة 3 أوضاعنا مأساوية للغاية، من كان وضعه المادي جيداً إلى حد ما بنى مأوى مثل حالتي". 

ولا يبدو أن مناشدة المنظمات الإنسانية أو الجهات المسيطرة على المنطقة مجدية، وفق ما أوضح باسل فايز الحسين النازح المقيم أيضاً في مخيم رحمة 2، والذي قال في حديثه لـ"العربي الجديد": "منذ ست سنوات ونحن في المخيمات، ناشدنا وطالبنا المنظمات، لكن لم يجب أحد علينا، ما زلنا نعيش في الخيام، ونطالب بتبديل الخيام الممزقة، نحن أول وأقدم مخيم في جبل كللي، ولا أحد ينظر إلى الناس في المخيم وحالها".

الصورة
شتاء المخيمات شمالي سورية، 25 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

في المقابل قال حيان عبود المقيم في مخيم رحمة 3، لـ"العربي الجديد" إن الوضع سيئ جداً حتى الآن، والخيام بلا سقف. أضاف: "نريد سقفاً يقينا الهواء والبرد، اضطررت إلى أخذ أطفالي إلى بيت أخي ليناموا هناك، في بيته أكثر أماناً من هذه الخيمة. الشادر على السقف طار بسبب الرياح، وكل الخيام تمزقت".

ويواجه أكثر من 1574 مخيماً، أي ما يعادل 86% من المخيمات التي تضم 1,485,842 نسمة من أصل 1833 مخيماً، أزمة خانقة في تأمين مواد التدفئة الأساسية نتيجة غياب الدعم اللازم من قبل المنظمات الإنسانية، وذلك بسبب انخفاض التمويل بشكل كبير. يعرض هذا الوضع حياة مئات الآلاف من النازحين لخطر حقيقي. وفق بيان صدر عن "فريق منسقو استجابة سورية" اليوم الاثنين. 

وذكر الفريق أن العديد من العوائل ضمن المخيمات تلجأ إلى استخدام مواد غير آمنة للتدفئة، تسبّب انبعاثات خطير وسامة وينتج عنها حالات اختناق ووفيات. ودعا الفريق الأطراف الإنسانية والمنظمات الدولية والجهات المانحة إلى التحرك الفوري للتخفيف من معاناة النازحين في المنطقة، عن طريق توفير مواد التدفئة الآمنة، ودعم برامج تمويل الأسر النازحة لتتمكن من الحصول على مواد التدفئة. والتوعية بمخاطر المواد غير الآمنة للتدفئة، فضلاً عن تأمين المناطق المحيطة بالمخيمات من مخلفات الحرب. 

ذات صلة

الصورة
مياه الأمطار دخلت إلى خيمتها في دير البلح، 31 ديسمبر 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

تعرضت مئات خيام النازحين الفلسطينيين، الثلاثاء، للغرق والانجراف جراء سيول ناجمة عن أمطار غزيرة سقطت خلال الساعات الماضية على قطاع غزة.
الصورة
خيام نازحين جرفتها الأمواج في خانيونس (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)

مجتمع

أغرقت مياه الأمطار مئات من خيام النازحين الفلسطينيين في المناطق الغربية الممتدة من وسط قطاع غزة إلى جنوبه، وفي مدينة غزة المكتظة بعشرات آلاف الأشخاص.
الصورة
أطفال وأمطار في مخيم في دير البلح - وسط قطاع غزة - 24 نوفمبر 2024 (علي جاد الله/ الأناضول)

مجتمع

أفاد جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة بأنّ خيام النازحين الفلسطينيين تعرّضت لأضرار جسيمة من جرّاء الأمطار وغرقت في مياهها، الأمر الذي أدّى إلى تفاقم معاناتهم.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام
المساهمون