شتاء استثنائي يفتك بخيام النازحين شمالي سورية: لا تدفئة ولا مأوى

شتاء استثنائي يفتك بخيام النازحين شمالي سورية: لا تدفئة ولا مأوى

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
27 مارس 2022
+ الخط -

تتفاقم معاناة النازحين السوريين مع استمرار التساقطات المطرية شمال غرب سورية، في فصل الشتاء الاستثنائي الذي استنزف كل ما لديهم من مواد تدفئة، ومزّق الخيام التي كانت بالكاد صامدة في وجه الرياح.

أوضاع سيئة يعيشها النازحون مع اقتراب شهر رمضان، على امتداد المخيمات المنتشرة عند الحدود بين سورية وتركيا من مناطق ريف إدلب الغربي، من خربة الجوز وصولاً لأطمة شمال غرب إدلب.

النازح ياسر الإبراهيم من أهالي ريف حلب الجنوبي، كان يسكن في سراقب قبل نزوحه، ناشد المنظمات الإنسانية أن تمد يد العون له وللنازحين في المخيم الذي يقيم فيه شمال إدلب.

وقال الإبراهيم لـ"العربي الجديد": "مساء أمس اشتدت الرياح واقتلعت الخيمة التي تؤوينا، المدفأة كانت تعمل وكادت تحرق أطفالي لولا تدخل الجيران لمساعدتنا وإيوائهم لديهم. الوضع مأساوي، لا أدري ماذا يتوجب عليّ أن أفعل، صغاري بدون مأوى في الوقت الحالي".

وتابع: "نأمل من المنظمات الإنسانية أن ترأف بحالنا، وترى الذي حل بنا، وأن تقدّم لنا خياماً أو تنقلنا إلى مساكن، أو تعيدنا إلى بيوتنا".

الصورة
مخيمات النازحين السوريين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

أما شادي أحمد الخليل (28 عاماً)، وهو من نازحي مدينة معرة النعمان، فقد أكد لـ"العربي الجديد" أنه لم يشهد فصل شتاء قاسياً كالحالي، ثم تابع: "أشد الخيمة من جانب فتتمزّق من الجانب الآخر".

الصورة
مخيمات النازحين السوريين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وتزامنت الأمطار والعاصفة الهوائية مع تساقط ثلوج في مناطق جبل الزاوية، وفقاً للدفاع المدني السوري، في ظروف استثنائية، اتسمت بارتفاع أسعار مواد التدفئة مع فقدانها.

إنها أوقات عصيبة على جميع النازحين في المخيمات، وفق ما أوضح مدير مخيم أهل التح في بلدة باتنته بريف إدلب، عبد السلام اليوسف، لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن "العواصف لا تزال مستمرة وظروف الناس صعبة ومواد التدفئة مفقودة وأسعارها تجاوزت طاقة الجميع في المخيمات، إذ يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد للحطب 5 ليرات تركية، مردفاً "نحن مقبلون على شهر رمضان والناس تأثروا كثيراً بفصل الشتاء، لقد كان قاسياً على النازحين وما زال الوضع سيئاً إلى الآن".

الصورة
مخيمات النازحين السوريين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وتسببت العاصفة الثلجية الأخيرة التي ضربت منطقة شمال غرب سورية، منتصف مارس/ آذار الماضي، بأضرار في أكثر من 44 مخيماً في المنطقة، سبقتها عاصفة هوائية مطلع الشهر أدت أيضاً إلى فقدان العديد من العوائل لمساكنها، وفقاً لبيانات فريق "منسقو استجابة سورية".

الصورة
مخيمات النازحين السوريين (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
إفطار رمضاني في العراء بمدينة رفح (ياسر الحاطب/الأناضول)

مجتمع

لا يعرف مئات الآلاف من سكان مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة ماذا يفعلون للهرب من العملية العسكرية، بعد تهديد الاحتلال الإسرائيلي باجتياح المدينة المكتظة.
الصورة
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أشهر، أطلقت المعلمة الفلسطينية انتصار العرابيد من بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مبادرة فردية لتعليم الأطفال النازحين في مدرسة القدس بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

مجتمع

انتصار رزق العرابيد معلمة فلسطينية نزحت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ضمن أكثر من مليون امرأة يبحثن عن المأوى والأمان، لكنها لم تنس رسالتها.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.
الصورة
خيام من أكياس الصحين والنايلون في رفح (عبد زقوت/الأناضول)

مجتمع

أصبح توفير خيمة شبه مستحيل في قطاع غزة، خصوصاً في مناطق الجنوب حيث تتفاقم الأزمة بعد موجات نزوح كبيرة من وسط القطاع ومدينة خانيونس إلى أقصى نقطة جنوباً.

المساهمون