شاب فلسطيني يضرم النار في نفسه بعد هدم الاحتلال منزله بطولكرم

18 مارس 2025
خلال هدم منازل في مخيم طولكرم، 18 فبراير 2025 (جعفر اشتية/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شاب فلسطيني يشعل النار بنفسه بعد هدم منزله: يرقد ث.س في العناية المركزة بعد إشعال النار بنفسه نتيجة هدم منزله ضمن 15 مبنى في مخيم طولكرم، مما أدى لنزوحه وفقدانه للعمل.

- تأثير نفسي واجتماعي عميق: تأثر ث.س نفسياً بعد فقدان المنزل والعمل، حيث عاش يتيماً منذ صغره، ولم يتأقلم مع النزوح، مما زاد من معاناته النفسية والاجتماعية.

- أزمة إنسانية في المخيمات: العدوان الإسرائيلي أدى لنزوح أكثر من 25 ألف شخص وهدم 534 منزلاً في مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط غياب الدعم الكافي من المؤسسات.

يرقد الشاب الفلسطيني ث.س (27 عاماً) في مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، غائباً عن الوعي في غرفة العناية المركزة، بعدما أقدم على إشعال النار بنفسه عند دوار جمال عبد الناصر في مدينة طولكرم شمال الضفة، بعد أسبوعين فقط من هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي بيته ضمن 15 مبنى سكنيا في الحي الذي كان يسكن فيه بمخيم طولكرم، لشق طريق جديد في المخيم. واضطر كما بقية العائلات إلى النزوح.

وتواصل "العربي الجديد" مع عم الشاب، الذي أوضح أن الحروق في جسده تصل إلى 90% كما أبلغه الأطباء، الذين طلبوا من العائلة مغادرة المستشفى والعودة بعد ثلاثة أيام لتقييم وضعه. وأكد أن ابن شقيقه تأثر بشكل كبير بعد فقدانه للمنزل الذي يعيش فيه، لكن هدم المنزل ليس الأمر الوحيد الذي أثر في حياته، بل خسارته لعمله منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، تاريخ بدء العدوان على غزة.

وقال إنه تأثر نفسياً بعد هدم المنزل، وقد ورثه عن والده الذي توفي وهو طفل، فعاش يتيماً منذ صغره. وكان شقيقه قد بنى بيتاً له فوق شقة والده، فيما كانت شقيقته تعيش مع عماتها. كان يعيش وحيداً في المنزل. وحين هجرت العائلة من المخيم، استأجر شقيقه منزلاً لكن ث.س لم يتأقلم فيه، فانتقل للسكن مع شقيقته المتزوجة، فعجز عن ذلك، لينتقل إلى النوم في المستشفى.

وكان ث.س قد ورث عن والده أيضاً العمل في القصارة (مادة بناء تستخدم في الطلاء الواقي أو الزخرفي للجدران والأسقف)، إلا أن عمله توقف بعد الحرب، كما يقول عمه. ومؤخراً، بعد اجتياح المخيم واضطرار الأهالي إلى النزوح، أصبح حاله حال الكثير من أبناء المخيم يعتمدون على ما يقدم من مساعدات. يضيف عمه أنه كان يتوجه إلى المؤسسات واللجان الخدماتية للمخيم، ولا يحصل على مساعدات حقيقية تسد حاجاته.

عانى ث. س، كما يقول عمه، من وضع نفسي صعب خلال العدوان الإسرائيلي، وخصوصاً بعد هدم البيت. ويصف حالته بالقول: "فقد عقله بعد خسارة البيت". ويشير عمه إلى أن كل أبناء المخيم يعيشون وضعاً صعباً، مضيفاً أن سكان 15 مبنى من حارة السوالمة فقدوا بيوتهم بعد هدمها من أجل إقامة جيش الاحتلال شارعا جديدا في المخيم.

 وقال عمه: "ما من أحد يسأل. من استأجر منزلا ستر نفسه، ومن لم يستطع يعيش في المساجد أو مرافق أخرى. المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لا تهتم بنا". ويتواصل العدوان على مدينة طولكرم وبشكل خاص على مخيمي طولكرم ونور شمس منذ 51 يوماً. وبحسب مركز معلومات فلسطين "معطى"، اضطر أكثر من 25 ألفاً للنزوح من المخيمين، فيما هدم الاحتلال كلياً او جزئياً في المخيمين 534 منزلاً.

وبدأ العدوان على مخيمي طولكرم بعد أيام من العدوان الذي استهدف مخيم جنين شمال الضفة، وطوباس ومخيم الفارعة، واقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين قبل 57 يوماً وشنت عدواناً واسعاً هجرت من خلاله أكثر من 21 ألف فلسطيني وفقاً لمركز معطى، وأدى لهدم 512 منزلاً بشكل كلي أو جزئي.

المساهمون