سيناريو "العتمة الشاملة" في لبنان ينعكس على لقاحات كورونا

سيناريو "العتمة الشاملة" في لبنان ينعكس على لقاحات كورونا

11 مارس 2021
المستشفيات ومراكز التلقيح ستواجه الكوارث بحال استمرار أزمة الكهرباء (حسين بيضون)
+ الخط -

"لبنان مقبلٌ على عتمةٍ شاملة في نهاية شهر مارس/آذار الجاري"، عبارة دقَّ فيها وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال، ريمون غجر، ناقوس الخطر، الخميس، إذا لم تتأمن الأموال اللازمة لشراء الفيول المطلوب لاستمرارية مؤسسة الكهرباء في توفير التيار للمواطنين.

وحذّر وزير الطاقة من عواقب كارثية على مختلف القطاعات، في حال عدم منح مؤسسة كهرباء لبنان المساهمة المالية لشراء الفيول، ولا سيما على القطاع الصحي والاستشفائي في ظلّ الظروف الوبائية الحالية الناتجة عن وباء كورونا، وأهمية تأمين الكهرباء بشكلٍ دائمٍ للمحافظة على جودة اللقاحات.

سيناريو "العتمة" ليس جديداً على لبنان ولا على المستشفيات، وأشدّه كان في شهر يوليو/ تموز الماضي، مع ارتفاع ساعات التقنين وتمرّد أصحاب المولدات، بشكلٍ دفع مستشفيات عدّة، على رأسها مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، إلى وضع "خطة طوارئ كهربائية"، لتدارك الوضع، وتضمّنت سلسلة تدابير، منها وقف التكييف عن الطاقم الإداري وإبقاؤه فقط في غرف المرضى والمعدات والآلات الطبية، والأجهزة التي لا تحتمل الرطوبة وتستوجب مناخاً معيّناً.

أما الجديد اليوم، فهو اللقاحات التي تحتاج إلى التبريد وتصبح عرضة للتلف في حال انقطاع التيار الكهربائي بالكامل، وخصوصاً مع تعذّر أصحاب المولدات عن تأمين الكهرباء بشكلٍ متواصلٍ، وهو ما يحذر منه رئيس لجنة الصحة النيابية، عاصم عراجي، لـ"العربي الجديد" إذا طالت الأزمة.

ويقول عراجي إنّ "المستشفيات ومراكز التلقيح مجهّزة كلّها بمولدات كهربائية، وأجهزة "UPS"، ولها أن تواجه السيناريو الكارثي للعتمة، ولكن ليس لوقتٍ طويلٍ، حيث إنه في حال طالت الأزمة كثيراً، وارتفعت ساعات التقنين، وانقطع التيار بالكامل، سنكون حتماً أمام واقع صحي خطير جداً، لا تقتصر تداعياته على اللقاحات بل أيضاً على المرضى في المستشفيات، وخصوصاً الموضوعين على أجهزة التنفس الاصطناعي، التي تحتاج إلى كهرباء".

من جهتها، تقول الدكتورة منى البعيني، مسؤولة دائرة مختبر الأبحاث في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت ومسؤولة المختبر في المركز الوطني للإنفلونزا، لـ"العربي الجديد" إنّ "الوضع آمن حتى اليوم، وهناك خططٌ بديلة في حال وصلنا إلى سيناريو العتمة الشاملة، إذ لدينا مولد كهربائي تأمّن لنا من قبل وزارة الصحة العامة، لمركز اللقاحات، وهو بقوة 750 كيلو فولت أمبير، وبالتالي، لا خوف عليه لناحية الصيانة أو من انقطاع المازوت، خصوصاً أنه تحت عهدة منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى ذلك، هناك ما لا يقل عن مولدين تابعين للمستشفى، وأجهزة UPS بجودة عالية وقوة كافية، يمكن تشغيلها لساعاتٍ منها واحد تأمَّن عبر منظمة "يونيسف" التي ستقدّم آخر في وقتٍ قريبٍ".

وبالتالي، تقول البعيني "هناك خطط أولى، تتمثل في المولدات، وأخرى بديلة، في حال حصول أي طارئ أو عطل أو طالت الأزمة، لكن ليس كثيراً، لأن الحاجة تبقى دائماً إلى التيار الكهربائي".

وفي وقت سابق، قال مستشار وزير الصحة، رضا الموسوي، لـ"العربي الجديد" إنّ شحنات لقاح "فايزر/ بيونتيك" في لبنان وزّعت إلى فصولٍ عدّة؛ الفصل الأول، بدأ في 13 فبراير/ شباط الماضي، مع وصول أول شحنة من الجرعات، إلى مطار بيروت الدولي، وينتهي في 31 مارس/ آذار الجاري، بمجموع يصل إلى نحو 250 ألف جرعة، على أن يُستكمل وصول باقي الشحنات، في إبريل/ نيسان، ومايو/ أيار، ويونيو/ حزيران، على أن تحدد الكميات بالتفصيل نهاية هذا الشهر.

ولفت، الموسوي، إلى أنّ نحو 300 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" ستصل إلى لبنان خلال مارس الجاري، بشكل يسرّع حكماً في عملية التلقيح، بانتظار وصول لقاحات أخرى يجري الاتفاق حولها، حتى تستفيد الفئات الأخرى المحددة في المراحل المقبلة، من الحملة.

وقرّرت الحكومة الصينية، بناءً على طلب من الجانب اللبناني، إهداء 50 ألف جرعة من لقاح "سينوفارم" إلى لبنان، وفق ما أعلن السفير الصيني وانغ كيجيان.

المساهمون