سوريون يعلّقون "لصاً" في ريف السويداء وسط اعتراضات واسعة للأهالي

علّقت مجموعة من الأهالي في قرية نمرة بريف السويداء، جنوبي سورية، شاباً وسط ساحة القرية، بعد القبض عليه بتهمة السرقة، في حادثة مشابهة لعملية تعليق شخص أُلقي القبض عليه بتهمة السرقة بريف درعا، في الأسبوع الأول من شهر فبراير/ شباط الجاري.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ مجموعة من الشبّان ألقوا القبض ليل الاثنين- الثلاثاء، على شاب في قرية نمرة خلال قيامه بعملية سرقة، وقاموا بتكبيل يديه وتعليقه في ساحة القرية ليكون "عبرة لغيره"، بحسب ما ذكرته المصادر. 

وأضافت أنّه أُلقي  القبض عل الشاب نفسه، في وقت سابق، واعترف بجرم السرقة إلا أنّ شرطة النظام السوري أطلقت سراحه.
وقالت المصادر إنّ الشاب عاد مرة أخرى للسرقة وأُلقي القبض عليه وهو يقوم بسرقة أسلاك الكهرباء في القرية، كما اتهمه مواطنون بسرقة أجهزة اتصال خلوي وسرقة كميات من المازوت وبيعها في السوق، فلجأ شبان في القرية إلى تعليق الشاب بعد القبض عليه.

وتوضح المصادر أن الشاب ما يزال بعهدة المجموعة التي اعتقلته، وأضافت أنه لم يتأكّد تسليمه إلى شرطة النظام السوري بعد، ومصيره لا يزال مجهولاً.

ولقيت هذه الحادثة اعتراض الكثيرين من أهالي القرية، الذين طالبوا الشبان بتسليمه للشرطة وعدم القيام بمثل هذه الأمور مرة أخرى، باعتبارها عملا جرميا آخر. فيما رأى غيرهم أنّ عملية التعليق باتت مطلوبة لردع اللصوص، مؤكّدين على ضرورة تسليمهم لاحقاً للشرطة.

كوفيد-19

التحديثات الحية

الصحة العالمية: لقاحات كورونا تصل إلى شمال غرب سورية الشهر المقبل

وقال أحد الأهالي في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما حدث ليس صحيحاً، فعقاب اللصوص هو السجن وليس التشهير بهم". وأضاف أنّنا "ربما ندفع السارق إلى ارتكاب جريمة، في المرة الثانية، بدل السرقة، بعد أن خضع لهذه المذلّة". وأضاف أنّ ازدياد حالات السرقة في القرية سببه الفقر بالدرجة الأولى وغياب الضمير لدى السارق.

بدوره، طالب هشام المري، وهو أحد أهالي القرية في حديث لـ"العربي الجديد"، شرطة النظام باتخاذ دورها في ضبط الأمن ومنع السرقات، منوهاً أيضاً بدور الفصائل المحلية المسلّحة، التي تنشغل في تحقيق الأمن في القرية وعموم المنطقة.

وتشهد محافظة السويداء عموماً، حالة من الفلتان الأمني المترافقة مع ضائقة اقتصادية على غرار جميع المناطق التي تخضع لسيطرة النظام السوري، وتشهد المحافظة ارتفاعاً في نسبة جرائم القتل والخطف والسرقة.

ووقعت حادثة مشابهة قبل أسبوعين، في مدينة نوى بريف درعا، المجاورة لمحافظة السويداء، حيث أقدم سكّان على تعليق شخص بعد ضربه وسط المدينة، وكتبوا على لوحة علّقت فوق صدره، بعد صلبه، "حرامي رقم 1"، في حادثة غريبة، لم تشهدها المحافظة قبلاً، في ظلّ الفلتان الأمني الذي تعاني منه، مع غياب سلطة القانون والقضاء العادل. وجاءت تلك الحادثة بحسب مصادر "العربي الجديد"،  بعد القبض على السارق أثناء محاولته سرقة دراجة نارية في المدينة.