سوريون إلى كردستان العراق

سوريون إلى كردستان العراق

03 يناير 2021
البعض ذهب بعائلته إلى كردستان العراق (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

يوماً بعد آخر، تضيق الخيارات أمام الشباب السوري، في ظل استمرار تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، ما يدفعهم للبحث عن أية فرصة للنجاة. ويبدو أن الحصول على تأشيرة سفر سياحية إلى كردستان العراق فرصة بالنسبة لكثيرين، رغم الكلفة المادية الكبيرة ومخاطر الترحيل. مازن. ش (34 عاماً)، وهو من السويداء جنوب سورية، ورب أسرة تتألف من زوجته وطفلتيه ووالدته، لم يلتحق بالخدمة العسكرية لدى قوات النظام، ما يعني أنه مهدد بالاعتقال بمجرد خروجه من الحدود الإدارية للمحافظة. لذلك، يبحث وآخرون عن سبل للخروج من سورية، علّهم ينقذون عائلاتهم من الفقر المدقع، كما يقول لـ "العربي الجديد". يضيف: "بعد أيام، سأتوجه إلى لبنان بشكل غير شرعي، وسأستقل سيارة ستنقلني عبر ريف حمص إلى الأراضي اللبنانية، حيث سيكون أحد أقاربي في انتظاري، في مقابل 200 دولار أميركي". ويوضح أنه سيستغل وجوده في لبنان لتسجيل اسمه في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وطلب الهجرة، ثم استخراج جواز سفر من السفارة السورية من خلال معاملة تسوية في مقابل 400 دولار أميركي. يضيف: "أعتقد أن هم النظام الأساسي هو الحصول على المال، بغض النظر عن الأوضاع الأمنية للأشخاص". بعدها، يحصل على تأشيرة سفر سياحية إلى كردستان العراق في مقابل 1700 دولار، وقد وعدني أحد الأصدقاء الذي سبقني إلى هناك بالطريقة نفسها تأمين فرصة عمل لي في أحد المطاعم".

فؤاد. ع (28 عاماً)، وهو من ريف دمشق، وصل إلى مدينة أربيل في كردستان العراق بواسطة تأشيرة سياحية. لم يكن الراتب الذي يتقاضاه كافياً، وتعرّض للابتزاز من قبل رب العمل لأنه يعمل بشكل مخالف، كما يقول لـ "العربي الجديد". يضيف: "أحد الشباب العاملين في المكان نفسه اقترح عليّ الانتقال إلى بغداد، باعتبار أن فرص العمل فيها أكثر والرواتب أعلى. وبالفعل، انتقلنا إلى بغداد، وفي اليوم الثالث لي في العمل، داهمت المطعم دورية شرطة واعتقلونا لأننا نعمل بشكل غير قانوني". يضيف أنه وضع في زنزانة تضم أكثر من 70 شاباً سورياً، "أوضاع جميعهم مثل وضعي. أصر الإقليم على ترحيلنا إلى سورية ورفض ترحيلي إلى لبنان بما أنني أتيت منه ومسجل فيه كلاجئ، إلا بعد دفع كفالة مالية أمّنها لي أحد أقربائي". يضيف "أن البعض ما زال في السجن لأنه ليس هناك من يدفع له الكفالة. بالفعل، وصلت إلى سورية عقب 4 أيام من توقيفي، وتم تحميلنا كلفة السفر. وعندما وصلت إلى مطار دمشق، أخذ الضابط جواز سفري وطلب مني مراجعة الجوازات بعد 15 يوما للحصول عليه، وأخذ مني 100 دولار أميركي في مقابل عدم توقيفي". ويقول إنّ "عملية استرجاع الجواز هي عملية ابتزاز أخرى، فأنا مطلوب للخدمة الاحتياطية وبالتالي سأعتقل عند أول حاجز على طريق دمشق السويداء. في إحدى المرات، اكتشفت أن هناك شبكات خاصة تعمل على تأمين الجوازات للشخص المطلوب، المرة الأولى دفعت مبلغاً من المال لشخص اكتشفت أنه نصاب وذهب ولم يعد وخسرت المبلغ الذي دفعته. وهناك محامية طلبت 200 دولار، لكن المجموع يبقى أفضل من أن أستخرج جوازاً جديداً في لبنان مقابل 400 دولار". يتابع أنّه "يستعد للسفر من جديد إلى لبنان ومنه إلى العراق، لأنه لا فرص للعمل في سورية ولا حتى في لبنان، معتبرا أنها الفرصة الوحيدة أمامه لبناء مستقبله". 

يشار إلى أنّ نحو 90 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، بحسب ما أعلنت ممثلة منظمة الصحة العالمية، أكجمال ماجتيموفا، في وقت سابق، في حين تزداد نسبة البطالة بين الشباب مع قلة فرص العمل، وانخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية، الأمر الذي يزيد من وطأة الأعباء المعيشية على السوريين.

التأشيرة بـ1700 دولار
يقول طارق، الذي يعمل في تأمين التأشيرات، لـ"العربي الجديد": "تأشيرات كردستان العراق سياحية لمدة 3 أشهر، ما يعني أنّ غالبية الشباب يعملون هناك بشكل مخالف، ويتمكن بعضهم من تأمين إقامة عمل لاحقاً". يضيف أنّ "كلفة التأشيرة السياحية 1700 دولار، لا يدفعها الشخص حتى يحصل عليها. وأحياناً تكون هناك فرص عمل في قطاع المطاعم، فيما يبحث البعض عن عمل بشكل شخصي".

المساهمون