سورية: وزارة التعليم العالي تتيح استضافة الطلاب في كلّ الجامعات

27 يناير 2025
في إحدى جامعات دمشق، سورية، 5 يناير 2025 (هشام حاج عمر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أصدرت وزارة التعليم العالي في سوريا قرارًا يسمح لطلاب الجامعات بالانتقال بين الجامعات في مختلف المحافظات للعام الدراسي 2024-2025، بشرط موافقة رؤساء الجامعات وتطابق المقررات بنسبة 75%، مما يوفر مرونة للطلاب ويقلل تكاليف النقل والسكن.

- يعبر الطلاب عن قلقهم من صعوبة الحصول على الموافقات اللازمة والتحديات البيروقراطية، خاصة مع الإقبال الكبير على بعض الفروع، مما قد يؤدي إلى تأخير في الدراسة.

- يرى الأكاديميون أن القرار يحمل إيجابيات في زيادة أعداد الطلاب في بعض الكليات، لكنه قد يسبب ازدحامًا في جامعات أخرى، مشيرين إلى أهمية دعم التعليم لتحقيق العدالة.

أتاحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية التحاق طلاب الجامعات الرسمية بأخرى في مختلف محافظات البلاد، وذلك للعام الدارسي 2024-2025، في قرار أصدرته اليوم الاثنين في 27 يناير/كانون الثاني 2025. وبحسب القرار الوزاري، فإنّ قبول الاستضافة محصور بموافقة رئيس لجنة تسيير الأعمال في ‏الجامعة، بعد اقتراح الموافقة من عميدَي الكليّتَين المعنيّتَين، في الجامعتَين الأمّ ‏والمضيفة. كذلك يُشترط ألا يقلّ تطابق مفردات المقرّرات في الكليّتَين المعنيّتَين عن 75%، وبعدها يستطيع الطالب المستضاف الحصول في نهاية دورة الامتحانات ‏على علامته لتزويد جامعته الأمّ بها.

يقول الطالب السوري محمد العيتاني من دمشق لـ"العربي الجديد" إنّ قرار الوزارة يوفّر "مرونة" ويتيح للطلاب فرصة أكبر لاختيار الجامعة والفرع الأقرب لمكان سكنه أو محافظته، الأمر الذي يساهم في زيادة مردوده ويخفّف وطأة أجور النقل وتكاليف السكن على الطلاب ويمنع إضاعة فرصة تحصيلهم الدراسي ويخفّف التحديات.

من جهتها، ترى الطالبة السورية ليلى أبو المجد أنّ ثمّة سلبية كبيرة للقرار تتلخّص في أنّ الطلاب قد يواجهون صعوبة في الحصول على موافقة رئيس الجامعة وعميدَي الكليّتَين، خصوصاً إذا كان الإقبال كبيراً على الاستضافة في فروع معيّنة. كذلك قد يكون من الصعب تحقيق تطابق بنسبة 75% في المقرّرات الدراسية بين الكليّتَين، الأمر الذي قد يؤدّي إلى تأخّر الطالب في دراسته. وتعبّر أبو المجد لـ"العربي الجديد" عن قلقها بشأن الإجراءات البيروقراطية والروتينية المتوقّعة من جرّاء كثرة الطلبات في فروع بعينها، متساءلة عن الدوافع الحقيقية وراء إصدار هذا القرار ومتخوّفة من التمييز في قبول الطلاب.

في السياق نفسه، يقول الأستاذ الجامعي ربيع الدبس لـ"العربي الجديد" إنّ "القرار يحمل بين طيّاته إيجابية في أماكن وسلبيات في أماكن أخرى". ويشرح أنّ القرار إيجابي بالنسبة إلى أبناء السويداء على سبيل المثال، إذ تعاني كليات فيها نقصاً حاداً في أعداد الطلاب، ومن شأن القرار الأخير أن يمثّل قيمة للأستاذ الذي سوف يشعر بقيمة مجهوده عندما يرى قاعته ممتلئة. لكنّه يرى في المقابل أنّ الكارثة تكمن في كليات دمشق وحلب وحمص التي سوف تغصّ بأعداد كبيرة من الطلاب، وسوف يكون التعامل مع الطلاب المستضافين مربكاً وقد تُرفض طلبات كثيرة.

ويشير الأستاذ الجامعي إلى أنّ قرارات كثيرة أصدرتها وزارة التعليم العالي في الإدارة الجديدة تخدم الطلاب وجيّدة، وعلى رأسها قرار إمكانية استكمال الطلاب المنقطعين عن الدراسة في زمن النظام السوري السابق أو المفصولين لأسباب سياسية. ويشدّد الدبس على وجوب إيلاء التعليم الذي يُعَدّ الركن الأهمّ في بناء الدولة اهتماماً من الوزارة، من أجل الوصول إلى دولة العدالة التي ضحّى سوريون كثيرون بدمهم وعمرهم من أجل تحقيقها، لافتاً إلى أنّه من غير الممكن إغفال أنّ شريحة واسعة من الشبّان حُرموا في زمن النظام السابق من استكمال تحصيلهم العلمي لأسباب كثيرة منها السياسي ومنها شرط الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية.

المساهمون