استمع إلى الملخص
- تسببت الرياح الجافة في توسع رقعة الحرائق، مما أدى إلى أضرار كبيرة في المناطق الزراعية، حيث يشارك الأهالي فرق الإطفاء في جهود السيطرة على النيران التي تتنقل بين القرى.
- أصيب عدد من رجال الإطفاء خلال العمليات، وتستمر الجهود المشتركة مع الأهالي في محاولة السيطرة على الحرائق رغم التضاريس الوعرة والمخاطر المحيطة.
تخوض فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" وفرق الإطفاء معركة مضنية منذ يومين لإخماد حرائق الغابات في حمص واللاذقية، وهم يواجهون تحديات كبيرة أهمها الظروف الجوية الصعبة وانتشار الألغام ومخلفات الحرب التي تهدد سلامتهم وتعوق عمليات الإطفاء.
وقال الدفاع المدني: "وسّعت سرعة الرياح الجافة والمتقلبة رقعة الحريق وانتشار النيران بشكل كبير في منطقة السكرية بجبل التركمان، ونواجه صعوبات بالغة بسبب وعورة التضاريس، ويتمثل الخطر الأكبر بانتشار الألغام ومخلفات الحرب في مواقع الحريق، ما يعرقل وصول رجال الإطفاء، ويجعل حياتهم في خطر".
وقال أيهم شيخ يوسف، وهو من أهالي جبل التركمان بريف اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "وصلت الحرائق المندلعة منذ يومين إلى مناطق زراعية في قرية السكرية، وألحقت أضراراً بأرزاق مزارعين في المنطقة، والأهالي يشاركون فرق الدفاع والإطفاء في مهمات السيطرة على الحرائق التي تتنقل من قرية إلى أخرى".
وقرب جبل التركمان نجحت فرق الدفاع المدني في وقف تمدد النيران في قرية عين الغزال بجبل الأكراد. وأوضحت فرق الدفاع المدني أن النيران لا تزال مشتعلة في الجهة الشرقية من القرية، حيث تمنع المخلفات الحربية الخطيرة فرق الإطفاء من الوصول إلى بؤر الحريق".
وفي حمص (وسط) أوقفت فرق الإطفاء بجهود مشتركة مع أهالي المنطقة تمدد النيران إلى منازل في قرية حبنمرة، وأمنت سلامة السكان. وأكدت أن النيران لا تزال مشتعلة في أحراج مجاورة للقرية حيث تعوق التضاريس الوعرة الوصول إلى كل البؤر المشتعلة. وأمس الاثنين سيطرت فرق الدفاع بشكل كبير على حرائق ضخمة اندلعت أيضاً في منطقة وادي النصارى بريف حمص الغربي.
وأصيب 4 رجال إطفاء خلال عمليات اليومين الماضيين، وشُخصت حروق اثنين بأنها خطرة في ريف اللاذقية، فيما تعرّض آخران لاختناق وضيق تنفس في اللاذقية وحمص. وقال بلال اليوسف، وهو متطوع في جهود إطفاء الحرائق باللاذقية، لـ"العربي الجديد": "تجددت الحرائق خلال الفترة الأخيرة بسبب الجفاف وعدم هطول أمطار وانتشار ألغام ومخلفات الحرب تنفجر بين فترة وأخرى، وتؤدي إلى اندلاع النيران في الغابات. وقد أهمل النظام السابق فتح طرق داخل الغابات للتعامل مع الحرائق، ما أدى إلى تشابك الأشجار وتوسّع الحرائق بسرعة، ما صعّب السيطرة عليها".
وكان وزير الطوارئ رائد الصالح قد قال إن حجم الأضرار التي خلفتها الحرائق هذا العام في سورية بلغ نحو 27 ألف هكتار، وأكد أن فرق الطوارئ تواصل مراقبة كل المناطق بعدما تكررت هذه الظاهرة.