سورية: تفجير دمشق يحيي مشاعر القلق لدى أهاليها

سورية: تفجير دمشق يحيي مشاعر القلق لدى أهاليها

20 أكتوبر 2021
نقل الحافلة المستهدفة بالتفجير في دمشق (AFP/Getty)
+ الخط -

لا تبدو الحركة، اليوم الأربعاء، في شوارع العاصمة السورية دمشق اعتيادية بعد التفجير الذي استهدف حافلة مبيت عسكرية صباحاً في منطقة جسر الرئيس، وهي واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً في المدينة، ما أعاد للدمشقيين مشاعر القلق والتوجس من التنقل في شوارع مدينتهم، تلك المشاعر التي عاشوها طوال سنوات سابقة من تساقط قذائف الهاون والانفجارات التي شهدتها. 

والكثير من المقيمين في ريف دمشق الغربي لم يتوجهوا لقضاء أعمالهم اليوم في العاصمة، حيث لم يتمكن شادي عبد الكريم (34 عاماً)، المقيم في منطقة جديدة بريف دمشق، وقال لـ"العربي الجديد" إن "غالبية السرافيس (حافلات نقل ركاب صغيرة) لم تتوجه إلى دمشق اليوم بسبب التفجير، فالناس أصابها قلق من وقوع أحداث أمنية أخرى، أو أن تقوم الحواجز الأمنية باعتقالات عشوائية، لذلك قرروا البقاء في منازلهم". 

وأضاف: "الناس لا تشعر بالأمان، فالحواجز لم تعد مراكز حماية، بل هي مراكز جباية، حيث تجد العناصر العاملين بها يتصيدون سيارة النقل ليأخذوا منها إتاوات، وغالباً ما أصبحت طقساً يؤديه السائق بشكل شبه يومي دون أن يكون لديه ترف الاعتراض أو الرقابة والمحاسبة". 

أما أم جمال نور الدين (54 عاماً)، من سكان شرق دمشق، فهي لم تسمح لأبنائها الأربعة بالذهاب إلى جامعتهم ومدارسهم اليوم، قائلة لـ"العربي الجديد" إن "التفجيرات في دمشق خطفت مني أعز الناس على قلبي قبل سنوات، ولم أعد قادرة على احتمال المزيد من الخسائر، لذلك لم أستطع أن أسمح لهم بالخروج من المنزل". 

وأضافت: "كلما قلت لنفسي إن البلد يمكن أن نعيش فيه يحدث شيء يؤكد على أننا يجب أن نسافر إلى أبعد نقطه عنه، الموت يعشش بكل الأماكن، والخوف شيء يرافقنا بشكل يومي على كل شيء، فنحن مهددون بعدم الحصول على رغيف الخبز وعدم الحصول على أسطوانة الغاز وأن نشعر بالبرد وأن لا نجد سريرا في المشفى وأن لا نجد الدواء، وأن نجد الأسعار ارتفعت وأن لا نرى التيار الكهربائي وغيرها الكثير من الأشياء". 

من جانبه، توجه عماد سليمان (26 عاماً) إلى منطقة جسر الرئيس، ظهر اليوم، بعد مضي عدة ساعات على الانفجار، الذي وقع في حدود الساعة 6:30 صباحاً، ووصف لـ"العربي الجديد" ما رآه: "الحركة ليست كالمعتاد، فجسر الرئيس معروف في دمشق بالازدحام الشديد، هو واحد من أكبر محطات حافلات نقل الركاب ما بين دمشق وريفها، لكن بعد ساعات من الانفجار عادت الحافلات للعمل، وهناك أشخاص يتفقدون المكان بحذر ويرحلون".  

وأضاف: "كان كثير من الناس اليوم يتحدثون إن كانوا يستقلون وسائل النقل أو ينتظرون في موقف الحافلات، عن التفجيرات التي عايشوها خلال السنوات الماضية، متمنين أن لا تعود أحداث التفجيرات إلى المدينة، التي أنهك سكانها العوز والفقر". 

يُشار إلى أن تفجيراً استهدف صباح اليوم حافلة مبيت عسكرية في قلب دمشق وتسبب بسقوط 17 شخصاً بين قتيل وجريح، في حين يعتبر الثاني من نوعه خلال العام الجاري، في وقت يعاني فيه سكان دمشق من هيمنة الأجهزة الأمنية وفرضها طوقاً أمنياً على مداخل المدينة وشوارعها الرئيسية.

المساهمون