استمع إلى الملخص
- منذ القضاء على "داعش" في 2019، تحتجز الإدارة الذاتية الكردية حوالي 56 ألف شخص، وتأثر توفير الخدمات الأساسية بتجميد التمويل الأمريكي، مما أدى إلى تفاقم النقص القائم.
- دعت المنظمة إلى استئناف المساعدات الإنسانية وحثت الدول المعنية على استعادة رعاياها، محذرة من أوضاع كارثية تهدد حياة الآلاف، خاصة الأطفال.
حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الجمعة، من أن تجميد واشنطن المساعدات الأجنبية يساهم في تفاقم "الظروف المهددة للحياة" في مخيمين في شمال شرق سورية يؤويان أفراداً من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ولفتت المنظمة، في تقرير، إلى أن "عشرات الآلاف لا يزالون عالقين في المخيمين.. في ظروف تهدد حياتهم"، بعد شهرين من إطاحة الرئيس بشار الأسد. وقالت إن "تعليق الحكومة الأميركية المساعدات الأجنبية للمنظمات غير الحكومية العاملة في هذه المخيمات يتسبب في تفاقم الظروف المهددة للحياة، ويخاطر بالإمعان في زعزعة الحالة الأمنية الهشة" في المخيمين.
ومنذ إعلان دحر تنظيم الدولة الإسلامية جغرافياً من آخر معاقله في سورية في عام 2019، تحتجز الإدارة الذاتية الكردية قرابة 56 ألف شخص، بينهم ثلاثون ألف طفل، في 24 منشأة احتجاز ومخيّمين هما الهول وروج.
ونقلت "هيومن رايتس ووتش" عن عاملي إغاثة دوليين تأكيدهم بالنسبة لمخيم الهول أن "تجميد التمويل الأميركي من شأنه أن يحد من توفير الخدمات الأساسية لسكان المخيم". وقال مسؤول بارز في إحدى المنظمات الإنسانية الناشطة في شمال شرق سورية للمنظمة، وفق التقرير، إن "التأثيرات الفورية والكبيرة (لتعليق التمويل) محسوسة في جميع جوانب الاستجابة". أضاف: "جعلت أوامر وقف العمل المنظمات غير أكيدة بشأن كيفية المضي قدماً في تسليم السلع الأساسية، مثل الكاز والمياه، ما أدى إلى تفاقم النقص القائم أصلاً".
وفي 24 يناير/ كانون الثاني الماضي بعد أربعة أيام على عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تلقّت المنظمات غير الحكومية المتعاونة مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس آيد) رسالة إلكترونية أولى تطلب منها وقف كلّ نشاط تموله الوكالة.
وبعد أسبوع، وصلت إليها رسالة ثانية تسمح لها باستئناف بعض المهام "المخصّصة للمساعدة الإنسانية الحيوية"، كتوفير "الأدوية الأساسية والخدمات الطبية والملاجئ ودعم سبل العيش"، فضلاً عن العمليات ذات الصلة بـ"المياه والصرف الصحي والنظافة في حالات الطوارئ".
واعتبرت "هيومن رايتس ووتش" أنه "ينبغي لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مواصلة تقديم المساعدة الأميركية إلى المنظمات التي تقدم المعونات الأساسية لإنقاذ الأرواح في شمال شرق سورية".
ونقلت المنظمة عن عامل إغاثة قوله إن منظمة "بلومونت" المسؤولة عن إدارة مخيمي الهول وروج تلقت من مكتب تابع للخارجية الأميركية أمراً بوقف العمل مساء 24 يناير، ما دفعها إلى تعليق أنشطتها وسحب جميع موظفيها، بمن فيهم الحراس. وبعد إصدار روبيو إعفاء، تلقت بلومونت إعفاء لأسبوعين من تجميد التمويل، ما سمح لها باستئناف أنشطتها.
ويؤوي مخيما الهول وروج أكثر من أربعين ألف شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، وفق الأمم المتحدة. وتفرض القوات الكردية إجراءات أمنية مشددة على قسم خاص يؤوي الأجانب من عائلات التنظيم المتطرف.
وشددت الباحثة لدى "هيومن رايتس ووتش" هبة زيادين على أنه "يجب ألا يُترك المحتجزون بشكل غير قانوني في مخيمي الهول وروج عالقين إلى الأبد"، داعية الى "إدراج وضعهم المزري في المناقشات حول مستقبل سورية".
وتطالب الإدارة الذاتية الكردية، منذ إعلان القضاء على التنظيم في 2019، الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم. ورغم نداءات متكررة وتحذير منظمات دولية من أوضاع "كارثية" في المخيمين، إلا أن غالبية الدول تصرّ على عدم استعادة مواطنيها. وحذرت زيادين من أن "الظروف المزرية" في المخيمين "ستتفاقم من دون إجراءات عاجلة"، مضيفة أن "أرواح الآلاف، والكثير منهم أطفال، معلقة".
(فرانس برس)