استمع إلى الملخص
- واجه الموظفون مشكلات تقنية وإدارية في توثيق حساباتهم بالتطبيق، مما أدى إلى تأخير وصول المنحة. تم تحويل 70% من المبالغ المستحقة، مع استمرار الجهود لتصحيح الأخطاء في الـ30% المتبقية.
- أعرب الموظفون عن استيائهم من التأخير، بينما أكدت وزارة المالية أن المنحة ستصرف قبل عيد الأضحى وستضاف إلى رواتب الشهر الحالي.
على الرغم من مرور 20 يوماً على إصدار قرار منحة عيد الأضحى في سورية، لم يتمكّن موظفون كثيرون من الحصول عليها حتى الآن، علماً أنّها كانت أُقرّت لتأمين احتياجات العيد لأسر الموظفين. وكانت الحكومة السورية قد فرضت على موظفي القطاع الحكومي، قبل نحو شهرَين، قبض المنح المالية عبر تطبيق "شام كاش" الإلكتروني بدلاً من التحويلات المصرفية، الأمر الذي أدّى إلى إرباك يتعلّق بالتسجيل والتحقّق من المعلومات وبطء كبير في تسليم مستحقّات المنحة الأخيرة.
يقول المدرّس السوري محمد البيطار، في مدينة جبلة جنوبي محافظة اللاذقية على الساحل السوري، إنّ المنحة لم تُضَف إلى حساب التطبيق، وما زال رصيد المدرّسين بغالبيتهم صفراً في التطبيق. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "مدراء المدارس طلبوا منّا، قبل أيام عدّة، التأكد من بياناتنا الشخصية المدرجةن في جدول مدرّسي المحافظة في ملفّ إكسل، على الرغم من أنّه سبق أنّ تأكّدنا منها قبل شهرَين عند تفعيل التطبيق". ولا يخفي البيطار: "كنت آمل وصول المنحة قبل العيد لنشتري بها مستلزماته اللازمة"، مشيراً إلى أنّ "طول المدّة التي انقضت بدّد بهجة هذه المنحة"، متمنياً "تلافي مثل هذه الأخطاء مستقبلاً والالتزام بموعد تسليم الرواتب كذلك، بعد تكرّر تأخّرها".
من جهتها، تقول الممرّضة السورية في مستشفى اللاذقية الجامعي رهف عبيد لـ"العربي الجديد" إنّ "الإدارة طلبت منّا توثيق الحساب في التطبيق وإضافة معلوماتنا الشخصية، وقد تطلّب هذا الأمر وقتاً". وتؤكد أنّ "المنحة وصلت فقط إلى عدد محدود من الموظفين حتى اليوم".
وبحسب ما بيّنه رصد "العربي الجديد"، لم تصل منحة العيد إلى معظم موظفي التربية في محافظات اللاذقية وحمص وحماة والحسكة، في حين استلمها موظفون آخرون منذ اليوم الأول لصدورها في محافظات أخرى. ويُشار إلى أنّ وصول المنحة أتى متفاوتاً في المحافظات وفقاً لتفاوت آليات الصرف وتأخّر إرسال البيانات وكذلك مشكلات في تطبيق "شام كاش".
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد أصدر مرسوماً في الأوّل من شهر يونيو/ حزيران الجاري يقضي بمنح الموظفين 500 ألف ليرة سورية (نحو 50 دولاراً أميركياً)، والمتقاعدين من بينهم 300 ألف ليرة (نحو 30 دولاراً)، على أن يكون ذلك حصراً عبر تطبيق "شام كاش".
ويتساءل الموظف الحكومي السوري أيمن جانودي، من مدينة اللاذقية، عن سبب إصرار الحكومة على اعتماد تطبيق "شام كاش" لصرف الرواتب، على الرغم من عدم جاهزيتها حتى اليوم في تسجيل بيانات الموظفين الكاملة. يضيف: "كان في الإمكان توزيع المنحة قبل العيد عبر المندوبين أو بطاقات الصرّاف الآلي لتلافي هذه المشكلة"، لافتاً إلى "غضب وحسرة كبيرَين شعرنا بهما بعد أن تأملنا نحن وعائلاتنا بهذه المنحة؛ فتأخيرها 20 يوماً بدّد قيمتها وكذلك هدفها المعلن".
وفي ردّ على شكاوى الموظفين، أعلن المسؤول المالي في وزارة التربية والتعليم السورية فواز الأقرم أنّ التأخير في صرف المنحة يعود إلى أخطاء في حسابات "شام كاش" لدى بعض المستفيدين. وشدّد على أنّهم قاموا بـ"جمع الحسابات الخاصة بالكوادر التعليمية، وعملنا على تدقيقها وتحويل المستحقات إلى الحسابات الصحيحة. وقد جرى تحويل 70% من إجمالي المبالغ المستحقة، وما زال العمل جارياً من أجل تفادي الأخطاء في الـ30% المتبقية لتحويل المبالغ تباعاً"، وفقاً لما نشرته الوزارة.
يُذكر أنّ وزير المالية السوري محمد يسر برنية كان قد أفاد، في منشور على تطبيق لينكد إن، عقب إصدار قرار المنحة، بأنّ وزارته سوف تُضيف المنحة إلى قيمة رواتب هذا الشهر، على أن تُصرَف قبل عيد الأضحى. وقد شملت المنحة جميع الموظفين؛ العاملين الدائمين والمؤقّتين والعاملين بالأجر اليومي والموظفين المتقاعدين.
وكانت مصادر في وزارة المالية السورية قد بيّنت قبل أشهر أنّ أكثر من 1.25 مليون موظف مُدرَجون على جداول رواتب القطاع العام، وتسعى الحكومة الجديدة إلى تخفيض هذه الأعداد من خلال إعادة هيكلة بعض المؤسسات. ومنذ سنوات، يعاني موظفو القطاع الحكومي في سورية من ضعف الرواتب، علماً أنّ الحدّ الأدنى للأجور في سورية يبلغ 278 ألفاً و910 ليرات (نحو 30 دولاراً) شهرياً، في حين أُطلقت وعود بتحسين الرواتب في الأشهر المقبلة.