سورية: نقص الدم يفرض حالة طوارئ في مستشفيات اللاذقية

يواجه بنك الدم في محافظة اللاذقية غربي سورية نقصاً حاداً في مخزونه، الأمر الذي يهدّد حياة مرضى الأورام والثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، بالإضافة إلى الحالات الإسعافية التي تتطلّب دماً في خلال عمليات جراحية وغير ذلك. وتقول مديرة بنك الدم في اللاذقية سوسن حرفوش لـ"العربي الجديد"، إنّ "البنك في حاجة يومياً إلى ما لا يقلّ عن 70 إلى 80 متبرّعاً لتأمين ما يعادل 48 إلى 60 وحدة من كريات الدم الحمراء ومثلها من الصفيحات".

وتؤكد حرفوش أنّ بنك الدم في اللاذقية "يشكو في الوقت الراهن من انخفاض كبير في مخزونه لأسباب عدّة، أبرزها قلّة التبرّع بالدم بسبب إلغاء وثيقة التبرّع في أثناء الانتساب إلى الجامعات، وفي خلال التجنيد، إذ يقتصر التبرّع في الأسابيع الأخيرة على المتطوّعين في جهاز الأمن العام"، وتشير إلى "خطة طوارئ تتمثّل في الدعوة إلى حملات تبرّع من كلّ الجهات، العامة والخاصة، وإعادة بدائل تفعيل وثيقة التبرّع بالدم في المعاملات الحكومية"، مشدّدةً على "ضرورة تنظيم حملات تبرّع دورية ومنتظمة، وعدم الانتظار إلى حين صدور مناشدات واستغاثات على مواقع التواصل الاجتماعي من أهالي المرضى الذين قد يواجهون خطر الموت في ظلّ نقص الدم".

وفي استجابة للتحذيرات التي أطلقها بنك الدم، دعت إدارة مستشفى اللاذقية الجامعي، في قرار صادر أمس الخميس، جميع العاملين فيه من كوادر طبية وتمريضية وإداريين إلى المشاركة في حملة تبرّع بالدم ابتداءً من أمس. وأوضح مدير عام مستشفى اللاذقية الجامعي عبد الناصر رضوان أنّ الحملة تهدف إلى تقديم كلّ التسهيلات للمتبرّعين في المستشفى، وسوف تُحفَظ كميات الدم في بنك الدم لدعم جهوزيته بإمكانات أكبر، وأشار إلى أنّ هذه الحملة الأولى التي ينظمها المستشفى، وهي تلاقي قبولاً وإقبالاً من قبل المتبرّعين.

بيئة

التحديثات الحية

اللاذقية في مواجهة أزمة نظافة: النفايات تهدّد بمخاطر بيئية وصحية

في سياق متصل، أُعلن عن حملات تبرّع عدّة في محافظة اللاذقية للاستجابة لنداء بنك الدم، من بينها "قطرة حياة"، وهي حملة تنسيقية أُطلقت أمس الخميس برعاية مديرية الصحة في المحافظة. وقد أطلق بنك الدم التابع للمستشفى الوطني في مدينة جبلة، جنوبي محافظة اللاذقية، حملة في هذا الإطار، ناشد فيها الأهالي التبرّع بالدم.

وتقول رهف زيتون، وهي من العاملين في بنك الدم بمدينة جبلة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تأمين زمر الدم اقتصر في الأشهر الأخيرة على عدد من الحملات التطوّعية والمجتمعية، في ظلّ توقف وثيقة الدم التي كانت تُطلب سابقاً في المعاملات الحكومية". تضيف أنّ "هذه المشكلة سبّبت قلقاً كبيراً للكادر الطبي خلال العمليات الجراحية الطارئة، وكذلك خلال عمليات الولادة"، مشيرةً إلى أنّه "في بعض الأحيان، أُطلقت مناشدات عاجلة في المساجد للتبرّع بزمر معيّنة". وتشدّد زيتون على "ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرّع بالدم"، واصفة إياه بأنّه "واجب إنساني".