استمع إلى الملخص
- قصص النازحين ومعاناتهم: تعكس قصص مثل كيت ألكساندريا وديزي سواريز جايلز التحديات اليومية، من فقدان الممتلكات إلى الصعوبات المالية، حيث يعتمدون على التبرعات والمساعدات المؤقتة.
- ارتفاع الإيجارات وتأثيره: رغم حظر رفع الأسعار بأكثر من 10%، ارتفعت الإيجارات بشكل كبير، مما زاد من معاناة النازحين الذين يبحثون عن حلول مؤقتة مثل الإقامة في الفنادق أو الاعتماد على المساعدات.
وجد الآلاف من سكان مدينة لوس أنجليس الأميركية أنفسهم وسط منافسة شرسة للعثور على مكان يعيشون فيه بأسعار معقولة، وذلك بعد أن فقدوا منازلهم في حرائق كاليفورنيا التي تعد من أكثر حرائق الغابات تدميرا في تاريخ الولاية والتي أودت بحياة 27 شخصا على الأقل حتى أمس الجمعة، كما تسببت في تدمير أكثر من عشرة آلاف مبنى في المناطق السكنية في باسيفيك باليساديس وألتادينا.
وفي أعقاب الحرائق، ارتفعت الإيجارات بشكل كبير وأحاط الغموض بتعويضات التأمين، ما جعل بعض النازحين في وضع غير واضح المعالم. وفي مقابلات أجريت الأسبوع الماضي، عبّر سكان من لوس أنجليس عن ألم البعد عن الأحياء التي كانوا يعيشون فيها وعن التحدي الكبير المتمثل في تحديد مستقبلهم ومستقبل عائلاتهم.
يقيم جون أدولف (48 عاما) وزوجته وطفلاه الصغيران وكلباه مع بعض أصدقائه منذ فرارهم من منزلهم في ألتادينا قبل أسبوع. ودمر حريق إيتون منزلهم الذي عاشوا فيه مدة ست سنوات بالقرب من غابة أنجليس الوطنية. وقال: "نحمد الله على أننا في أمان، لكننا لا نعرف ماذا ينتظرنا بعد ذلك. نحن (أنا وزوجتي) محظوظان، فما زلنا نعمل هنا. أعرف أشخاصا فقدوا سبل عيشهم وعليهم أن يبدأوا من جديد".
خسائر ضخمة جراء حرائق كاليفورنيا
ويعيش أدولف وزوجته كريستين في لوس أنجليس منذ ولادتهما ولا يعتزمان الانتقال من المنطقة بشكل دائم "ما لم يضطروا إلى فعل ذلك". وفي الوقت الراهن، تشعر الأسرة بالارتياح للبقاء مع الأصدقاء لكنها تعلم أن هذا لن يدوم على المدى الطويل. وقد بدأوا بالفعل البحث عن شقق للإيجار. وقال أدولف: "لدينا طفلان وكلبان كبيران... نحن بحاجة إلى شيء مستقر للطفلين".
عندما ذهب أدولف وزوجته لمعاينة منزل للإيجار، كانت هناك بالفعل ست عائلات مصطفة أمامهم، وقال: "لا شك أن هذا جنون. الأمور خرجت عن السيطرة تماما". ورغم أن منزله كان مؤمنا عليه، يشعر أدولف بالقلق من أن ارتفاع تكاليف البناء وأسعار التأمين الجديدة قد تدفعهم إلى الخروج من الحي الذي كانوا يعيشون فيه. وتابع قائلا: "لا نعلم ما إذا كنا سنتمكن من إعادة البناء". موضحا أنه ليست لديه أي فكرة عن المدة التي ستستغرقها السلطات لإزالة الأنقاض قبل أن يتمكنوا من بناء المنزل، وتابع: "نحن حقا نرغب في البقاء، ولكن من يدري؟ لا نعرف".
في صفحة (جو فند مي) التي أنشأتها كيت ألكساندريا، وضعت صورة للحريق الذي أتى على شقتها المستأجرة في ألتادينا وتقول إنها استنفدت كل الرصيد المتاح في بطاقات ائتمانها. وتلقت تبرعات بأكثر من ثلاثة آلاف دولار حتى أمس الجمعة.
وألكساندريا، كاتبة المنح البالغة من العمر 27 عاما، انتقلت إلى لوس أنجليس قبل ثلاث سنوات من جراس فالي، وهي مدينة صغيرة شمال ساكرامنتو، بعد أن شعرت بالتوتر بسبب قرب حرائق الغابات المدمرة. وكانت تستأجر ما وصفته بأنه شقة جرى تعديلها بشكل غير قانوني في ألتادينا فوق مرائب مليئة بالوقود والطلاء ومواد مشتعلة أخرى. ولفترة من الوقت، تقاسمت الإيجار الشهري الذي يبلغ ألفي دولار، وهو سعر يعد نادرا في لوس أنجليس، مع زميلة في السكن. وبعد الحرائق، أعاد المالك إيجار شهر يناير/ كانون الثاني، لكنها لم تسترد وديعة التأمين التي تبلغ ألفي دولار، والتي تقول إنها في أمس الحاجة إليها. وتقول ألكساندريا إنها تتناول حوالي 40 نوعا من الأدوية للسيطرة على الأعراض المؤلمة لإعاقة، لكن أغلب الأدوية دمرتها النيران. وسوف يكلف استبدال الوصفات الطبية مئات الدولارات.
وتركت ألكساندريا قطتها في منزل صديقتها في باسادينا القريبة الذي يخضع للتجديد، بينما تنام في منزل والدة صديقة لها في فان نويس، على بعد حوالي 20 ميلا غرب ألتادينا، وتقول: "سيكون علي الانتقال بين مكان وآخر لفترة من الوقت"، ووافقت إدارة الطوارئ الاتحادية على دفع مبلغ أولي قدره 770 دولارا، وهو ليس كثيرا في مدينة عالية التكلفة مثل لوس أنجليس. وتحاول ألكساندريا الحصول على موافقة على تأمين الكوارث من "إير بي.إن.بي دوت أورج" ما سيوفر لها إيجار بضعة أيام على الأقل.
وتحظر كاليفورنيا رفع الأسعار بأكثر من 10% في حالة الكارثة المعلنة، ومع ذلك، ارتفعت الإيجارات. وقالت ألكساندريا وهي تتصفح قوائم الشقق المتاحة إن الوحدات التي كانت مدرجة بسعر ألفي دولار شهريا في يناير أصبحت الآن بأكثر من ثلاثة آلاف دولار. معربة عن إنزعاجها مما أسمته "شر" أصحاب العقارات، لكنها تحلم بالعودة إلى حيها القريب لقلبها، قائلة: "إنه المكان الأكثر غرابة وروعة في لوس أنجليس".
ديزي سواريز جايلز، التي فقدت منزلها المكون من أربع غرف نوم في ألتادينا والذي اشترته في عام 2021 وحديقة أشجار الحمضيات والأفوكادو التي زرعتها، تقول: "أشعر وكأن المكان الذي يعيش فيه المرء هو جزء من الهوية"، وأضافت: "أشعر وكأن جزءا من هويتنا قد اختفى".
وحصلت سواريز جايلز وزوجها كيث جايلز على غرفة فندق وسط مدينة لوس أنجليس بالقرب من النادي الصحي الذي يملكانه مقابل حوالي 170 دولارا لليلة، وهو نوع من خصم الموظفين لأن الفندق يستعين بالعاملين لديهم. وانتقلا أمس الجمعة إلى شقة إيجار مجانية تبرعت بها "إير بي.إن.بي" لمدة عشرة أيام. لكنهما لا يعرفان أين سينتهي بهما المطاف بعد ذلك. بينما أرسل الزوجان ابنيهما الصغيرين إلى أقارب في فلوريدا لحين استعادة بعض الاستقرار. ولا يزال يتعين عليها هي وزوجها سداد الرهن العقاري كل شهر لمنزلهما المدمر، الذي لا يزالان مدينين بمبلغ 850 ألف دولار منه. وأصبح سداد أقساط الرهن العقاري أكثر صعوبة الآن لأنهما كانا يعتمدان جزئيا على الإيجار الذي يدفعه مستأجر يعيش في استوديو في الجزء الخلفي من المنزل.
وتراجعت أعمال الزوجان في النادي الصحي فجأة، وقالت سواريز: "كنا نكافح والآن مع الحريق أصبح الأمر أشبه بمدينة مهجورة. لا أحد يفكر في النادي الصحي الآن". وهي تنتظر سماع رد من شركة التأمين حول التعويض الذي سيحصلان عليه على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة. وقبل البدء في البحث عن منزل جديد للإيجار بجدية، أصبحا بحاجة إلى معرفة ميزانيتهما. وقاما ببعض البحث، لكن هدية عيد الميلاد للأولاد التي كانت جروا صغيرا سهلت رفض أصحاب العقارات بسبب قاعدة "لا حيوانات أليفة".
(رويترز)