سكان فانكوفر يتقاطرون إلى مراكز التبريد هرباً من القيظ

سكان فانكوفر يتقاطرون إلى مراكز التبريد هرباً من القيظ

01 يوليو 2021
لا يحتمل الحرّ (دون ماكينون/Getty)
+ الخط -

في ظلّ درجات الحرارة الخانقة، يلجأ سكان فانكوفر إلى مراكز تبريد مكيّفة في المدينة الكندية، طلباً لبعض الانتعاش خلال موجة القيظ الحالية.

وتقول لو، من داخل أحد مراكز التبريد الـ 25 التي افتتحتها المدينة: "واجهنا موجات قيظ سابقاً لكن لم نشهد شيئاً من هذا القبيل"، مضيفة: "أنا مصدومة بعدد الوفيات المسجل هنا"، في إشارة إلى وفاة عشرات الأشخاص في الأيام الأخيرة في المنطقة وبما يفوق المعدّلات الاعتيادية، بسبب الحرّ الشديد، كما أفادت السلطات.

تتابع لو حديثها قائلة: "ليس لديّ مكيّف للتبريد في المنزل، بل مجرّد جهاز تهوية. أتيت للعمل في مكان أجد فيه بعض البرودة".

وتختنق بريتش كولومبيا، المقاطعة الواقعة في أقصى غرب البلاد، منذ أيام، في ظل مستويات حرارة استثنائية بلغت ذروتها الثلاثاء الماضي مع 49.5 درجة مئوية في قرية ليتون، على بعد نحو 250 كيلومتراً شمال شرق فانكوفر.

بالإضافة إلى بريتش كولومبيا، شهدت ولايتا واشنطن وأوريغون الأميركيتان على الجانب الآخر من الحدود، درجات حرارة قياسية. ودعت السلطات الكندية السكان إلى الحذر، مناشدة إياهم شرب المياه باستمرار، والبقاء قدر الإمكان في منأى عن أشعة الشمس.

ويروي بيتر لوهوارو (70 عاماً) أنه اضطر إلى التوقف عن استخدام الدراجة الهوائية بسبب الحر الشديد. ويقول: "هذا أمر غير مسبوق. سافرت إلى أماكن حارة كثيرة مثل وادي الموت (في كاليفورنيا) لكننا نشهد الآن حرا أكبر". يضيف: "بعض الناس الذين يعيشون في شقق بلا أجهزة تكييف اضطروا إلى التوجه نحو الفنادق".

وفي المنطقة، أغلقت مدارس وعلقت مراكز تلقيح ضد كورونا عملها. كما أنّ أجهزة التكييف والتهوية بدأت تنفد من الأسواق. وتقول أشلي فوغان، وهي تتنزه مع أطفالها الثلاثة: "الحر شديد في منزلنا. اضطررنا حقاً إلى الاعتماد على أصدقائنا للتزود بأجهزة تهوية". تضيف: "أطفالي كانوا منزعجين كثيراً، لقد بكوا كثيراً بسبب القيظ".

وأحصى مكتب الطب الشرعي في المقاطعة "عدداً غير مسبوق من الوفيات"، مع "486 وفاة على الأقل"، بين الجمعة والأربعاء الماضيين، في مقابل نحو 165 وفاة في المعدل خلال فترة الأيام الخمسة هذه في الأوقات العادية، أي "بارتفاع نسبته 195%".

وتقول كبيرة الأطباء الشرعيين في المقاطعة، ليزا لابوانت، في بيان: "على الرغم من أنه من المبكر جداً الجزم بمدى ارتباط هذه الوفيات بموجة الحر، من المحتمل أن يكون الارتفاع الكبير في الوفيات عائداً إلى الظروف المناخية القصوى التي شهدتها بريتش كولومبيا، وما زالت تتعرض لها مناطق عدة".

من جهتها، أعلنت شرطة فانكوفر تلقّي الكثير من الاتصالات على خطوط الطوارئ. وقال العامل في الشرطة ستيف أديسون: "لم نشهد يوماً مثل هذه الحرارة في فانكوفر. ولسوء الحظ، عشرات الأشخاص يموتون". وتعزى هذه الحرارة إلى ظاهرة تسمى "القبة الحرارية" وتتجلى في ضغط جوي مرتفع يحبس الهواء الساخن في المنطقة. لكنّ حدة هذه الظاهرة استثنائية.

ويقول خبير الأرصاد الجوية في هيئة البيئة الكندية تيري لانغ، إنّ "هذا الحدث الخاص ينسجم تماماً مع علم التغيرات المناخية: موجات حر أكثر حدة وأطول مدة مع درجات حرارة أعلى وفي أوقات أبكر من السنة"، مؤكداً أن أفراد المجتمع العلمي "يحبسون أنفاسهم لدى الاطلاع على الأرقام المقلقة".

Image
موجات الحر خطر محدق بسكان العالم

(فرانس برس)

المساهمون