استمع إلى الملخص
- على الرغم من تحسن بعض الخدمات مثل الكهرباء، إلا أن المخاوف من القصف لا تزال قائمة، مما يثير الأمل في مستقبل أفضل.
- أكدت الناشطة مها السيد أن المعارضة لم تمارس انتهاكات بحق المدنيين، لكن هناك مخاوف من ردة فعل النظام والفلتان الأمني.
يعيش سكان مدينة حلب في شمال سورية حالة من الترقب والخوف، مع سيطرة فصائل المعارضة السورية على معظم أحياء المدينة، ويرى معظمهم أن دخول فصائل المعارضة هو فرصة للخلاص من قبضة النظام الأمنية، بينما يخشون من احتمال قصف النظام أحياءهم بالطيران الحربي، كإجراء انتقامي، سبق أن استخدمه النظام في قصف الأحياء الشرقية من المدينة خلال سيطرة فصائل المعارضة عليها قبل عام 2016.
ويأمل السكان في حياة آمنة ومستقرة بعد دخول مقاتلي فصائل المعارضة إلى المدينة، بعد أن انهكتهم حواجز النظام السوري بالإتاوات، ومخاوفهم من الاعتقال. وأوضح الأربعيني مصطفى الإبراهيم، المقيم في حي صلاح الدين بالمدينة لـ"العربي الجديد": "لم نخرج الليلة الماضية أبداً من البيت، لم يكن هناك أي تهديد لنا، على عكس ما أشيع أنهم سيقتحمون المنازل. اليوم نزلت صباحاً إلى الشارع، كان الوضع هادئاً، لكن الأفران كانت متوقفة، حتى ذلك الحين لم نحصل على الخبز، أخبرونا أن أفران إدلب تعمل على إيصال الخبز لنا". مضيفا: "نترقب ما قد تحمله الأيام المقبلة. نحن نتطلع إلى أن تبقى المدينة مستقرة، وأن تعود الحياة طبيعية فيها بعد الخلاص من قوات النظام والمليشيات التي كانت تنتشر في المدينة".
سكان حلب ومخاوف من انتقام النظام
أما الخمسينية علياء شهابي، المقيمة في حي الحمدانية بمدينة حلب، فقالت لـ"العربي الجديد": "نحن فرحين بما حدث، لكننا نتخوف من انتقام النظام بقصف منازلنا، ونخاف أن يتكرر ما حدث في الأحياء الشرقية. كانت المنازل تهتز مع قصف الطيران الحربي، والأصوات كانت مرعبة للغاية"، مشيرة إلى أن الكهرباء لم تنقطع أبداً عن مدينة حلب في الليلة الماضية "هذا لم يحدث منذ أشهر. نرجو أن يكون القادم أفضل بالنسبة لنا، لكن مع ذلك لدينا مخاوف من القصف".
أما الناشطة المدنية مها السيد، التي تعمل في أحد فرق الإغاثة، أشارت لـ"العربي الجديد" إلى أن "فصائل المعارضة حتى الآن لم تمارس أي انتهاكات بحق المدنيين، بل أنذرتهم بضرورة عدم الخروج من منازلهم الليلة الماضية، لتجنب وقوع أية أضرار". وأضافت أن المدنيين في الدوائر الحكومية المدنية تلقوا أيضاً تنبيهات بضرورة البقاء في أماكنهم، أو إخلائها إذا كانت ضمن دائرة العمليات العسكرية.
وأكد جهاد المصري، مواطن من سكان مدينة حلب، لـ"العربي الجديد" أنه مثل غيره من المدنيين الذين كانت مناطقهم تحت سيطرة النظام، وبعد سيطرة فصائل المعارضة، لم يتعرضوا لأي أذى من قبلها. وعلى العكس تماماً، تمت طمأنتهم قبل السيطرة على مناطقهم. وقال: "اليوم خرجت إلى ساحة سعد الله الجابري، لم يكن هناك مخاوف لدي. التقيت ببعض الشبان من أقاربي الذين كانوا في فصائل المعارضة، وشعرت بنوع من الفرحة لأن الكثير من العوائل سيلتئم شملها وتعود إلى منازلها. عوائل كثيرة من أقاربي هاجرت من حلب وغادرتها قبل سنوات، وكانت تأمل في العودة".
أما وسام عابو وهو أحد سكان حي الحمدانية في مدينة حلب فقد أبدى تخوفا من ردة فعل النظام بقصف المدنيين، كما أبدى تخوفه من الجهة التي ستدير مدينة حلب. مشيرا إلى أن "حلب مدينة كبيرة ومتنوعة وقد شهدنا فلتانا أمنيا حين سيطرت بعض الفصائل المعارضة على أجزاء من حلب قبل عام 2015 نخشى أن يتكرر هذا السيناريو، وأخشى أن يدير حلب قيادات متشددة تتحكم في خصوصيات المواطنين"، مضيفا "إلى الآن لم نر مظهرا من مظاهر العنف والتشدد، ولكن خشيتنا هي لما بعد إحكام سيطرتهم على المدينة".