Skip to main content
سكان منطقة القبائل الجزائرية يتبرأون من حادثة قتل الشاب جمال بن إسماعيل
عثمان لحياني ــ الجزائر

تبرأ سكان بلدة الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو شرقي الجزائر من جريمة قتل الشاب جمال بن إسماعيل الذي جاء إلى المنطقة للمساعدة في إخماد الحرائق، بعدما اشتبه فيه جموع من الغاضبين في أنه متورط في إشعالها.

وأصدر أعيان ولجان القرى ومواطنو بلدة الأربعاء ناث إيراثن، الجمعة، بياناً مندداً بالجريمة، ومتبرئاً من المجموعة التي قامت بقتله.

وأكد البيان أنّ "سكان الأربعاء ناث إيراثن ينحنون إجلالاً واحتراماً أمام ذاكرة وروح الفقيد، ويعزون عائلته وأقاربه وكل سكان مدينة مليانة على فقدانهم لابنهم البار الشهيد جمال الذي راح ضحية جريمة شنعاء وفعل وحشي لا صلة له بقيم ومبادىء منطقة القبائل التي ستبقى منطقة متشبعة بقيم الإنسانية والتحضر".

وكانت مجموعة من الشباب الغاضبين قد أقدمت، يوم الأربعاء، على انتزاع الشاب جمال من داخل سيارة شرطة بعد الاشتباه فيه بالتورط في حرق الغابات بمنطقة الأربعاء ناث إيراثن، وتم قتله بطريقة وحشية، فيما أعلن القضاء الجزائري بدء التحقيق في الحادث وفي ظروف وملابسات القضية للكشف عن هوية الفاعلين وتقديمهم أمام القضاء، وتعهد بإطلاع الرأي العام على نتائج التحقيق.


وقدّم الأعيان"اعتذارهم الصادق" لعائلة الفقيد جمال بن إسماعيل، مؤكدين "وقوفهم بجانب عائلة الضحية في مصابها الجلل طيلة فترة الحداد والحزن"، معلنين عن توجه وفد عن المنطقة وباقي  نواحي منطقة القبائل إلى منزل الشاب جمال بمدينة مليانة (120 كيلومتراً غربي الجزائر) لأداء واجب العزاء باسم منطقة القبائل عامة وبلدة الأربعاء ناث إيراثن خصوصاً، معبرين عن شكرهم لوالد الشهيد جمال الذي "أبان على درجة عالية من التعقل والحكمة من خلال نبذه وإطفائه لنار الفتنة".

وكان والد الشاب الضحية قد أدلى بتصريح اعتبر "قوياً وموقفاً وطنياً صادقاً"، حيث رفض خطاب الانتقام، ورفض تحميل منطقة القبائل جريرة الجريمة، معتبراً أنّ نجله شهيد وأنه "خسر ابنه، لكنه ربح المنطقة بأكملها"، وساهم موقفه هذا في درء الغضب العارم والمتصاعد على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي وضع الجريمة تحت خانة التمييز العرقي بين العرب والأمازيغ.

وعبّر أعيان مدينة الأربعاء ناث إيراثن، عن استنكارهم الشديد للجريمة، مجددين "التمسك بمطلب تحقيق العدالة وكشف كل ملابسات قتل وحرق الشهيد جمال"، وفق البيان الذي سبق صدوره وقفة ترحّمٍ في مكان قتل وحرق الشاب وسط المدينة.

وأقيمت للشاب جمال جنازة مهيبة، الخميس، في مدينته مليانة، حضرها الآلاف من المشيعين، فيما تجري السلطات تحقيقات وتواصل حملة لتوقيف المتورطين في الجريمة، حيث أُعلن عن توقيف 26 شخصاً من المتورطين الذين ظهرت صورهم في تسجيلات الفيديو عند قتل جمال وسحله في الطريق العام، بينما يجري البحث عن عدد آخر من المطلوبين.