سكان الشمال السوري يواجهون كورونا وسط غياب للإجراءات الاحترازية

سكان الشمال السوري يواجهون كورونا وسط غياب للإجراءات الاحترازية

21 أكتوبر 2021
ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري (عمر حج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

يعاني الكثير من مناطق شماليّ سورية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلّحة المدعومة من تركيا و"هيئة تحرير الشام"، من عدم التزام الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، على الرغم من ارتفاع الإصابات بالفيروس بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية. 

وقال عمر الشمالي، من جرابلس في ريف حلب لـ"العربي الجديد": "لا يزال الاهتمام بإجراءات الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا محدوداً، رغم تحسنه أخيراً، ويمكن القول إنّ هناك اهتماماً طارئاً بالموضوع، وليس مستداماً". 

وأضاف: "يمكن ملاحظة إجراءات الوقاية في الدوائر الرسمية بعد الاجتماعات، لكن ما زالت الإجراءات محدودة جداً في المدارس، واستخدام المعقّمات بحدّه الأدنى، وغالباً ما يكون الاهتمام مرتكزاً عليها في المشافي ومراكز العزل". 

ولفت إلى أنه "بالرغم من وجود بعض حملات التوعية لاتباع إجراءات الوقاية، لكن اهتمام الناس بالموضوع وتجاوبهم ضعيف، فيما تتركّز غالبية جهود المنظمات على تأمين أسطوانات الأكسجين والمنافس وأسرّة في المشافي، وهو الأمر الذي يحتاج إلى دعم أكبر من المنظمات". 

من جانبه، قال أبو هاني الحلبي، من مدينة أعزاز في ريف حلب، لـ"العربي الجديد": "بعد الهجمة الأخيرة لفيروس كورونا على المنطقة وزيادة الإصابات وحالات الوفاة، طرأ اهتمام نسبي بوسائل الوقاية، لكنه ما زال ضعيفاً جداً. إذ إنّ الغالبية العظمى من الناس ما زالوا لا يرتدون الكمامات أو يستخدمون المعقمات في الأماكن العامة". 

وأضاف: "هناك مبادرات توعوية هدفها تشجيع المجتمع على أخذ اللقاح وارتداء الكمامات واستعمال المعقمات، من خلال زيارات توعوية وتوزيع الكمامات وجداريات ومنشورات". 

من جهته، رأى عامر علي، من إدلب في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "حجم الإصابات الكبير دفع جزءاً من المجتمع إلى الاهتمام بوسائل الوقاية، لكن لا أعتقد أنه وصل إلى 50 بالمائة، ما يبقي تهديدات انتشار العدوى قوية". 

وأضاف: "المدارس والنوادي وصالات الأفراح كانت خلال الأيام الماضية مغلقة جزئياً، كإجراء وقاية عامة، ولكن لم يتحوّل استخدام وسائل الوقاية إلى ثقافة مجتمعية، ما يبقينا في خطر تجدّد الموجات". 

أما عبد الله الزين (37 عاماً)، من ريف إدلب الشمالي، فلم يُبدِ خلال حديثه مع "العربي الجديد" اهتماماً بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا، وقال إنّ "فيروس كورونا لن يغيّر شيئاً في نسبة الموت المنتشر في سورية". ولفت إلى أنّ "وسائل الوقاية مكلفة جداً، وبدلاً من أن ندفع المال من أجل شراء المعقّمات والكمامات، الأفضل أن نشتري به بعض الخبز للأطفال". 

وأضاف: "اليوم الوضع الطبي سيّئ جداً، فأغلب الناس يعانون من سوء التغذية وضعف المناعة. الأدوية مرتفعة الثمن، وإمكانات المنشآت الصحية محدودة، لذلك الناس يفقدون حياتهم بأمراض أقل خطورة بكثير، دون أن يذكرهم أحد". 

يشار إلى أنّ "شبكة الإنذار المبكر" التابعة لـ"وحدة تنسيق الدعم" أعلنت في وقت سابق من الشهر الجاري، أنّ مناطق الشمال السوري تشهد في الوقت الحالي أسوأ وأخطر مرحلة من جائحة كورونا. وقالت في بيان، إنه "وفق التقييم المرحلي للجائحة، فإنها تُعتبر في الوقت الحالي ضمن المستوى الرابع، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية". وأضافت أنّ المستوى الرابع أخطر وأسوأ مرحلة، والوصول إليها يعني أنّ النظام الصحي أصبح عاجزاً عن تقديم الخدمات العلاجية للمصابين بسبب كثرة الإصابات.  

المساهمون