سرقات نشطة لقطع السيارات في دمشق

سرقات نشطة لقطع السيارات في دمشق

18 مايو 2022
تحصل بعض سرقات قطع السيارات بدمشق في وضح النهار (لؤي بشارة/ فرانس برس)
+ الخط -

قبل أيام، استيقظ أهالي بناء في حي العدوي بالعاصمة السورية دمشق على سرقة دواليب مجموعة من السيارات المركونة في باحة البناء نفسه، وتبين أن الوقائع شكلت تكسير نوافذ السيارات وخلع أبوابها. 
وليست ظاهرة سرقة دواليب السيارات تحديداً جديدة في دمشق، إذ تتكرر بين حين وآخر، فيما تنشر وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري على صفحتها على موقع "فيسبوك" أخباراً عن تلقيها شكاوى تتعلق بسرقة سيارات من مناطق عدة، وتوقيف عصابات تسرق سيارات في دمشق وريفها، مع زعمها في الوقت ذاتها أنها غير قادرة على معالجة الظاهرة بالكامل أو الحدّ منها.
يخبر حسن الرضا، مهندس المعلوماتية الذي يقطن في حي العدوي، "العربي الجديد" أنه أبلغ "بلا جدوى" قسم الشرطة في منطقته عن سرقة دواليب سيارته، وهي من نوع ماليزي حدد ثمنها بمليوني ليرة سورية (500 دولار) في ظل غلاء قطع السيارات وارتفاع تكاليف صيانتها وإصلاحها. ويقول: "تسرق عصابات السيارات كل القطع حتى البنزين"، علماً أن مناطق سيطرة النظام تعيش منذ مدة في ظل أزمة محروقات، ووسط تدهور حاد في الوضع المعيشي والاقتصادي، وارتفاع نسبة البطالة، ما يجعل أكثر من 90 في المائة من السوريين تحت خط الفقر، وفقاً لتقديرات منظمة الأمم المتحدة التي تحدد متوسط الدخل للفرد الواحد بـ92 ألف ليرة سورية (23 دولاراً). 
وفي منطقة المزة بضاحية دمشق، سرقت عصابة مجموعة أجهزة صوت من سيارة أبو جابر الذي يقول لـ"العربي الجديد": "أملك سيارة من طراز كيا ريو أعتني بها في شكل جيد، وأحرض على تزيينها. وقد سرقت من داخلها أجهزة صوت سعرها مليونا ليرة سورية (500 دولار)، بعد كسر النوافذ. وكنت قد اشتريت هذه المجموعة قبل عامين، أما اليوم فبت عاجزاً عن شراء أخرى جديدة لتعويض تلك المسروقة بسبب ارتفاع سعرها".
ويذكر أبو جابر أنه أبلغ قسم شرطة المزة بالسرقة، لكنه يستبعد استرجاع مجموعة الصوت، أو نيل أي تعويض مادي من الجهات المعنية.

وتربط مصادر محلية في عدة مناطق بدمشق، في حديثها لـ"العربي الجديد"، السبب الرئيسي في حدوث السرقات بالانقطاع الطويل للكهرباء خلال الليل، وعدم تلبية طلب السكان بإقامة لجان شعبية لحماية الأحياء من السرقات. 
ويتهم بعض سكان الأحياء المستهدفة العاملين في نبش القمامة بالتعاون مع سارقي قطع السيارات، باعتبار أن تجوّلهم مع جرهم عربات القمامة في الليل لا يثير الشكوك، بحسب ما يقول منير السيد، وهو صاحب محل بقالة في حي التجارة بدمشق، لـ"العربي الجديد". 
يضيف: "تكثر حوادث السرقة بالتزامن مع تواجد العاملين في نبش القمامة في الشوارع ليلاً أثناء انقطاع الكهرباء. ومن يسرق قطع السيارات هم مجموعات يملك أفرادها عدة كاملة لتنفيذ العمليات، وأيضاً خبرة في تنفيذ هذا النوع من السرقات، ويتعاون بعضهم مع أشخاص يعملون في ورش لإصلاح ميكانيك السيارات". 

لا جدوى من الشكوى من سرقة قطع سيارة في دمشق (يوسف قرشوان/ فرانس برس)
لا جدوى من الشكوى من سرقة قطع سيارة في دمشق (يوسف قرشوان/ فرانس برس)

حماية منزلية لقطع 
وإضافة إلى الدواليب والجنوط وأجهزة الصوت، تُسرق أيضاً بطاريات ومرايا وغيرها من القطع، بحسب ما يروي عدد من أصحاب السيارات الذين التقتهم "العربي الجديد". من هنا يتعمد مصطفى الخالد (33 عاماً) تفكيك بطارية سيارته في نهاية كل يوم عمل، ويقول لـ"العربي الجديد": "أعمل على سيارة أجرة، وأسكن في منطقة عشوائية تكثر بها السرقات، ما يجعلني في حال قلق دائم من سرقة بطارية السيارة، لذا أفكها يومياً وأضعها داخل المنزل". 
ويلجأ مصطفى إلى هذه الوسيلة للحفاظ في الوقت ذاته على عمله وبطارية سيارته التي لا يستطيع شراء بديل لها في حال سرقتها، علماً أن ثمنها يبلغ مليونا و200 ألف ليرة سورية (300 دولار أميركي). 

وفي بداية مايو/ أيار الجاري، أعلنت السلطات اللبنانية أنها ضبطت 16 سيارة مسروقة من داخل الأراضي السورية من طرز مختلفة، وسط الفلتان الأمني وارتفاع معدلات الجريمة في البلد المجاور.
وتغيب الإحصاءات الخاصة بعدد السيارات المسروقة في سورية. لكن وزارة الداخلية التابعة للنظام كشفت عام 2020 أن عدد السيارات التي سرقت وعثر عليها بلغ 901 من إجمالي 1392 جرى الإبلاغ عن سرقها. وخلال النصف الأول من عام 2021، سُرقت 426 سيارة عثر على 241 منها، بحسب بيانات وزارة الداخلية التابعة للنظام.

المساهمون