س/ج | ما هو قانون "الأعداء الأجانب" الذي سمحت المحكمة العليا لإدارة ترامب باستخدامه لترحيل المهاجرين؟

09 ابريل 2025
مهاجرون هايتيون وأطفالهم في طريقهم إلى الولايات المتحدة، 21 مارس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- منحت المحكمة العليا الأميركية إدارة ترامب انتصاراً جزئياً بالسماح بترحيل بعض المهاجرين استناداً إلى قانون "الأعداء الأجانب" لعام 1798، مع ضرورة منح المهاجرين فرصة للطعن القانوني في قرارات ترحيلهم.
- سعى ترامب لتوسيع صلاحياته في ملف الهجرة، ووقّع أمراً تنفيذياً يصنف بعض العصابات كمنظمات إرهابية، مما مهد لتفعيل قانون "الأعداء الأجانب".
- قانون "الأعداء الأجانب" يمنح الرئيس صلاحية ترحيل أو احتجاز أشخاص من دول معادية خلال الحرب، وقد استخدم تاريخياً ثلاث مرات فقط.

منحت المحكمة العليا الأميركية إدارة الرئيس دونالد ترامب انتصاراً جزئياً في معركته المتواصلة ضد الهجرة غير النظامية، وذلك بالسماح باستئناف عمليات ترحيل بعض المهاجرين، مستندًا إلى قانون "الأعداء الأجانب" الصادر عام 1798. ورغم أن المحكمة لم تحسم قانونية استخدام هذا التشريع بشكل نهائي ضد المهاجرين الذين يُشتبه في انتمائهم إلى عصابات إجرامية فنزويلية، إلا أنها قررت أن الطعن القانوني الذي قدمه المهاجرون أمام المحكمة الجزئية في مقاطعة كولومبيا قُدم في المحكمة الخاطئة، إذ إنهم محتجزون في ولاية تكساس، ما يجعل انعقاد الجلسة هناك غير مناسب.

وبموجب هذا الحكم، يمكن للإدارة استئناف عمليات الترحيل وفق قانون "الأعداء الأجانب"، مع تأكيد المحكمة ضرورة منح المهاجرين فرصة للطعن القانوني في قرارات ترحيلهم. غير أن القرار أشار إلى أنه لا يمكن تنفيذ عمليات الترحيل دون منح المحتجزين إشعاراً رسمياً بأنهم عرضة للترحيل بموجب القانون، مع ضرورة تمكينهم من تقديم طلب مراجعة قضائية ضمن فترة زمنية معقولة.

  • هل يمنح القرار ترامب صلاحية مطلقة في الترحيل؟

ليس تماماً. فرغم فتح الباب أمام استخدام قانون "الأعداء الأجانب"، شددت المحكمة العليا على ضرورة اتباع الإجراءات القضائية الواجبة، ومنحت المهاجرين حق المثول أمام القضاء قبل ترحيلهم. المحامي لي غيليرنت، الذي يمثل بعض المهاجرين، وصف القرار بأنه "انتصار مهم"، مشدداً على أن المحكمة أقرّت بحق المحتجزين في الطعن على قرارات الترحيل. في المقابل، حذر أستاذ القانون في جامعة جورج تاون، ستيف فلاديك، من أن القرار قد يصعّب تقديم طعون قانونية جماعية ضد سياسات الترحيل.

  • كيف بدأت إدارة ترامب خطتها لترحيل المهاجرين طبقاً لقانون "الأعداء الأجانب"؟

منذ لحظة توليه الرئاسة، في 22 يناير/ كانون الثاني، سعى ترامب لتوسيع صلاحياته في ملف الهجرة، ووقّع أمراً تنفيذياً يصنف عصابتي "ترين دي أراغوا" الفنزويلية و"MS-13" السلفادورية منظمات إرهابية أجنبية، ما مهّد الطريق لتفعيل قانون "الأعداء الأجانب". وأكدت الإدارة حينها أن هذا القانون يمنح الرئيس "سلطة شبه مطلقة" لترحيل أي شخص غير أميركي من دولة في حالة عداء أو حرب مع الولايات المتحدة، وهو ما اعترضت عليه محكمة الاستئناف، معتبرة أن القانون لا يُطبّق إلا إذا كان هناك غزو حقيقي من حكومة أجنبية.

  • ما هو قانون "الأعداء الأجانب"؟

صدر القانون عام 1798، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة مكونة من 16 ولاية فقط، تحسباً لنشوب حرب مع فرنسا. ويمنح القانون الرئيس صلاحية ترحيل أو احتجاز أي شخص من دولة معادية خلال الحرب، بشرط إعلان رسمي من الرئيس بوجود عداء أو تهديد حقيقي من دولة أجنبية.

في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، قبل يوم واحد من الانتخابات، أعلن ترامب صراحة نيته تفعيل القانون لترحيل من وصفهم بـ"أعضاء العصابات وتجار المخدرات والمشتبه فيهم" من المهاجرين غير النظاميين، معتبراً أن القانون يمنحه "سلطة هائلة" لتحقيق هذا الهدف.

  • متى استخدم هذا القانون تاريخياً؟

استخدم قانون "الأعداء الأجانب" ثلاث مرات فقط على مدار أكثر من قرنين، أولها خلال حرب 1812 ضد البريطانيين، ثم خلال الحربين العالميتين؛ الأولى (1914-1918) والثانية (1939-1945)، واستُخدم حينها ضد الألمان والنمساويين واليابانيين. ولم يُفعَّل مطلقاً خارج إطار الحروب العالمية أو ما بعدها، ما يجعل محاولات ترامب لاستخدامه في السياق الحالي خطوة غير مسبوقة.

  • من يُطبق عليه القانون؟

ينطبق هذا القانون على "جميع المواطنين أو المقيمين من دول معادية" ممن يبلغون 14 عاماً فأكثر، بشرط ألا يكونوا قد حصلوا على الجنسية الأميركية. وقد سُجلت حالات نادرة لاستخدام القانون حتى ضد أطفال دون الرابعة عشرة، لتجنب فصل الأسر خلال عمليات الترحيل.

دلالات
المساهمون