سجون مصر: وفاة المعتقل محمد حسن هلال بعد تعرضه لتعذيب وسط تكتم رسمي

08 ابريل 2025
مركز الإصلاح والتأهيل في مدينة بدر، 16 يناير 2022 (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وفاة المعتقل محمد حسن هلال في مستشفى قصر العيني بعد نقله من سجن بدر 3 في حالة حرجة، وسط شكوك بتعرضه لتعذيب شديد. أدانت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" الغموض الرسمي وطالبت بتحقيق دولي.

- تجديد حبس الأكاديمي شريف السقا والصحافي محمد سعد خطاب رغم تدهور حالتهما الصحية، حيث يواجه السقا اتهامات بنشر أخبار كاذبة، بينما يعاني خطاب من أمراض مزمنة دون استجابة لمطالبات طبية.

- انتشار الفئران الجبلية في سجن العاشر من رمضان يهدد صحة السجناء، مع عدم اتخاذ إجراءات من إدارة السجن، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً ورقابة صحية دورية.

وثّقت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" وفاة المعتقل الشاب محمد حسن هلال، البالغ من العمر 32 عاماً، داخل وحدة الرعاية الفائقة بمستشفى قصر العيني في العاصمة القاهرة، وذلك عقب نقله إليها من سجن بدر 3 في حالة حرجة، وهو مصاب بإصابات بالغة يُشتبه في أنها ناجمة عن تعذيب شديد أو اعتداء بدني ممنهج.

وأعلنت الشبكة، يوم الثلاثاء، أنها "تلقت خبر وفاته ببالغ الحزن والغضب، بعد توالي مناشدات عاجلة ومعلومات موثقة عن تدهور حاد في حالته الصحية". وأوضحت أنه "نقل إلى المستشفى في غيبوبة تامة، حيث خضع لعملية جراحية طارئة لوقف نزيف داخلي حاد في الجمجمة، يُعتقد أنه ناتج عن إصابات مروعة شملت كسراً في الجمجمة واليدين".

ودانت الشبكة "حالة الغموض والتكتم الرسمي الكامل حيال ما جرى مع هلال داخل السجن"، مشيرة إلى أنه "نُقل إلى المستشفى مكبل اليدين والقدمين وتحت حراسة مشددة، رغم وضعه الصحي الحرج".

وأكدت الشبكة رفضها القاطع لاستمرار الممارسات القمعية التي تطاول المعتقلين السياسيين، خاصة من أنهوا مدة عقوبتهم، ويتم "تدويرهم" في قضايا جديدة بذات التهم، في ما وصفته بـ"الانتهاك المركب لحقوق الإنسان".

هلال، الطالب بكلية الهندسة والمقيم في حي مدينة نصر بالقاهرة، اعتُقل في عام 2016 على خلفية نشاطه السلمي، وأتمّ مدة حكمه البالغة خمس سنوات في قضية سياسية اتُّهم فيها بمحاولة اغتيال النائب العام المساعد. ورغم أنه كان يُفترض الإفراج عنه، فُوجئت عائلته بإعادة حبسه على ذمة قضية جديدة، ما فتح فصلاً مأساوياً انتهى بوفاته، التي وصفتها الشبكة بأنها "جريمة تصفية جسدية مكتملة الأركان".

وحملت الشبكة المسؤولية الكاملة للنائب العام المستشار محمد شوقي عياد، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وكافة المسؤولين عن سجن بدر 3، مطالبة بفتح تحقيق دولي عاجل وشفاف في ملابسات وفاة هلال، التي تؤكد كافة المؤشرات أنها لم تكن ناتجة عن إهمال طبي بل عن تعذيب مميت.

كما دعت الشبكة المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى تحرك فوري لوضع حد للانتهاكات الممنهجة والإفلات المستمر من العقاب، مشيرة إلى أن سجن بدر بات رمزاً للقمع والعنف والتنكيل.

وختمت الشبكة بيانها بالقول إن وفاة هلال تمثل "جرس إنذار جديداً"، مشيرة إلى أن مراكز الاحتجاز في مصر تحولت إلى "مسالخ بشرية" تغيب فيها العدالة والكرامة، وتُرتكب فيها جرائم جسيمة تستوجب المحاسبة.

تجديد حبس أكاديمي وصحافي رغم تدهور صحتهما: قمع لا يتوقف

إلى ذلك، قررت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، الثلاثاء، تجديد حبس الطبيب الأكاديمي شريف السقا، المعيد بجامعة المستقبل، لمدة 45 يوماً على ذمة التحقيقات في القضية رقم 2810 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا، بسبب تدوينات نشرها على موقع "فيسبوك" تناولت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في مصر.

وجاء التجديد بشكل روتيني، دون التحقيق مع السقا، الذي ظهر عبر الفيديو كونفرانس. وأعاد محاموه المطالبة بإخلاء سبيله بأي ضمانات، أو استبدال الحبس بتدابير احترازية، لكن المحكمة رفضت. ويواجه السقا تهماً بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

وفي القضية ذاتها، قررت المحكمة تجديد حبس الصحافي محمد سعد خطاب 45 يوماً إضافية، رغم إتمامه 12 جلسة تجديد. ويشكو خطاب من وضعه الصحي الخطير نتيجة إصابته بمرض مناعي يسبب له قروحاً فموية مؤلمة، إضافة إلى معاناته من أمراض مزمنة مثل قصور الشريان التاجي وارتفاع الضغط والسكري.

ورغم مطالبات متكررة بعرضه على لجنة طبية، رفضت النيابة ذلك، فيما تجاهل القاضي الشكاوى، ما يثير مخاوف من تعمد إهمال حالته الصحية.

زنزانة تحوّلت إلى وكر فئران: خطر صحي يهدد حياة المحتجزين

تلقى النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي عياد، الثلاثاء، بلاغاً رسمياً من المحامي الحقوقي ناصر أمين، وكيلاً عن زوجة الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، المحتجز احتياطيًا في مركز "تأهيل 6" بسجن العاشر من رمضان، بشأن انتشار واسع للفئران الجبلية كبيرة الحجم داخل زنزانته والزنازين المجاورة.

وأشار البلاغ، المرفق بصور، إلى أن الفئران تتحرك بحرية داخل الزنازين، خصوصاً ليلاً، ما يشكّل تهديداً مباشراً لصحة وسلامة السجناء، خاصة كبار السن والمرضى، محذراً من احتمالية تفشي أوبئة قاتلة مثل الطاعون والسعار.

وأكدت الشكوى أن عدة بلاغات سابقة قُدّمت لإدارة السجن دون أي استجابة، في ظل غياب تام لإجراءات السلامة الصحية والبيئية. كما حذّر البلاغ من إمكانية تسلل الفئران إلى مطابخ السجن ومخازن الطعام والدواء، ما يهدد آلاف المحتجزين.

وطالب المحامي بسرعة التدخل العاجل لمكافحة الفئران، وإخضاع السجن لرقابة صحية دورية، لا سيما أن السجن افتُتح حديثًا في مارس/آذار 2023، في إطار ما روّجت له وزارة الداخلية من تحسين "ظروف الاحتجاز".

المساهمون