Skip to main content
سجن شقيقين بعد الاعتداء على طبيب في مستشفى تونسي
إيمان الحامدي ــ تونس
مطالبات بتوفير الحماية الكافية لأطباء وأطر تونس (فتحي بلعيد/Getty)

أصدر القضاء التونسي، الأربعاء، بطاقة إيداع بالسجن في حق شقيقين بتهمة الاعتداء على طبيب أثناء أداء مهامه بمستشفى حكومي بمدينة قفصة، جنوب غرب تونس.

وأمر القضاء بسجن الشقيقين اللذين اعتديا بالعنف المقترن بالضرب على طبيب جراح في اختصاص العظام كان يتابع حالة والدتهما التي تقيم في المؤسسة الصحية بغاية إجراء عملية جراحية، وهو ما تسبب في كسر على مستوى الأنف وكدمات في وجهه.

وأذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقفصة، أمس الأربعاء، بإيداع المتهمين بالاعتداء على طبيب بالمستشفى الجهوي الحسين بوزيان بقفصة السجن، بعدما سلم الشقيقان نفسيهما إلى الأمن.

غضب من استمرار الاعتداءات

من جهتهم، عبّر أطباء تونسيون عن غضبهم من تواصل الاعتداءات الجسدية على الكوادر الطبية أثناء الدوام من قبل مواطنين، بينما تغيب الحماية الكافية لهم أثناء أداء مهامهم، معتبرين أن استمرار هذه الظواهر سيؤدي إلى مزيد من هجرة الأطباء نحو وجهات توفر لهم العمل في ظروف آمنة.

وانتقد الأطباء تعرّض زميل لهم في محافظة قفصة للاعتداء من قبل أسرة مريضة ترقد بالمستشفى الحكومي، ما تسبب له في أَضرار جسدية ونفسية.

ونشر زملاء الطبيب بالمستشفى صورا له ووجهه ملطخ بالدماء بعد تعرضه للضرب من قبل الشابين اللذين احتجا على تأجيل عملية جراحية كان يفترض أن تجرى لوالدتهما، غير أنه جرى تأجيلها لأسباب طبيّة قدّرها طبيبها المعالج.

وأصدرت نقابة الأطباء بياناً تطالب من خلاله بحماية الأطر الطبية من مسلسل الاعتداءات، وأكدّ  كاتب عام نقابة الأطباء شكري هنشيري، في تصريحات صحافية، أن الطبيب المختص في جراحة العظام بالمستشفى الجهوي حسين بوزيان بقفصة تعرّض للاعتداء بالعنف الشديد من قبل أحد أفراد عائلة إحدى المريضات، بعد تأجيل عملية جراحية كانت ستخضع لها بسبب ارتفاع ضغط الدم.

وأوضح أن الطبيب اضطر لتأجيل العملية لأن ضغط دم المريضة لم ينخفض، لكنه وجد رفضاً من قبل أفراد عائلتها الذين واجهوه بالعنف.

من جهته، قال الكاتب العام السابق لمنظمة الأطباء الشبان جاد الهنشيري إنّ "الأطباء في تونس ضحايا سوء ظروف العمل والاعتداءات المتكررة عليهم".

وأضاف الهنشيري في تدوينة على "فيسبوك": "يهاجر الأطباء هرباً من العنف والرداءة وعدم الاعتراف بالجهود التي يبذلونها لإنقاذ الأرواح وعلاج المواطنين"، مؤكدا أن الذين يهاجرون يجدون في مستشفيات دول المهجر الظروف الجيدة والقيمة الاعتبارية التي يستحقونها، وحذّر من تداعيات الهجرة على القطاع الصحي الذي يشهد تصحرا ونقصا فادحا في الكوادر الطبية.

وتزايدت هجرة الأطباء التونسيين خلال السنوات الأخيرة، إذ هاجر سنة 2021 أكثر من 970 طبيبا تونسيا للعمل في الخارج، مقابل 570 طبيبا غادروا تونس للعمل في الخارج خلال سنة 2018.

وتسجّل نحو 6 بالمائة من حالات العنف المادي في الدوائر الحكومية ضد مهنيي القطاع الصحي، وذلك دون اعتبار العنف اللفظي الذي أصبح يسلط بصفة متواترة على الكوادر الطبية.